رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محمد إبراهيم.. «مهندس حاسبات كفيف» يبحث عن عمل!

جمال قرين
محمد إبراهيم

محمد إبراهيم سليمان، شاب مصرى، كفيف, من جذور صعيدية ويعيش بالقاهرة..عمره 28 سنة قضى آخر 8 أعوام منها باحثا عن نور المعرفة بعدما أصيب بفقد البصر عام 2011، ولم تمنعه الإعاقة الطارئة من مواصلة تعليمه ليصبح أول كفيف يتخرج فى كلية عملية وهى «الحاسبات ونظم المعلومات» من جامعة القاهرة عام 2015 وبتقدير جيد جدا.. صفحة «صناع التحدى» التقته للتعرف على تفاصيل تجربته.

يحكى محمد قصته مع التحدي، قائلا: أُصبت فى عام 2011 بطلقات خرطوش طائشة فى الرقبة أدت إلى حدوث انقطاع فى العصب البصرى وشلل فى النصف الأيمن، سافرت بعدها إلى النمسا فى رحلة علاج استغرقت نحو 8 أشهر وبعد عودتى من رحلة العلاج والتأكد من أن الإصابة أدت بشكل نهائى لحرمانى من البصر، قررت العودة لاستكمال دراستى بكلية «الحاسبات ونظم المعلومات» وكنت وقتها طالبا بالفرقة الثالثة.

ويواصل حديثه بقوله: فى أول يوم دلفت قدماى إلى المدرج أو قاعة المحاضرات بعد الإصابة التى تعرضت لها انتابتنى حالة من الخوف والقلق وفى الوقت نفسه التحدى والإصرار على تجاوز هذه المحنة العصيبة بمواصلة التعليم وإحراز التفوق، وكان هذا هو التحدى الأكبر الذى واجهنى.. فإما الاستسلام والفشل أو مواصلة التحدى بالصبر والمثابرة حتى تحقيق الهدف بغض النظر عن وجود مثل هذه الإصابة، وفى الحقيقة لم تكن إصابة واحدة، ولكن كانت إصابتين فقد البصر وشلل نصفى وأحمد الله على ذلك كثيرا، ومرت عليَّ هذه الدقائق وكأنها دهر، لكن مع وجود زملاء طيبين تجاوزت هذه اللحظات العصيبة إلى جانب حفاوة زملائى الذين استقبلونى بكل حب وترحاب ورفعوا من معنوياتى كثيرا وكانوا يرغبون فى مساعدتى وأنا أشكرهم جميعا.

وحول التحديات التى واجهها محمد فى طريقة التعلم، أضاف: كنت أمتلك مسجلا إلكترونيا أقوم من خلاله بتسجيل المحاضرات وبعد عودتى إلى البيت أقوم بتفريغها على الكمبيوتر حيث كنت أستعين أيضا ببعض البرامج لمساعدة المكفوفين سواء على الكمبيوتر أو التليفون المحمول والتى ساعدتنى بشكل قوى على فهم اللغات بسهولة ولا أنسى أصدقائى الذين كانوا يساعدوننى ويتفاعلون معى وأساتذتى بالجامعة وكذلك المعيدون وجميعهم لم يبخلوا عليّ بالمساعدة وتقديم العون إلى جانب مركز المكفوفين بالجامعة والذى كان يساعدنى كثيرا.. أما والداى فلا أستطيع تقديم الشكر لهما لأن ما فعلاه معى فوق الوصف وتنوء من حمله الجبال.

ويكمل حديثه قائلا: بعد أن أكرمنى الله وتخرجت فى الجامعة قسم «بحوث العمليات- دعم اتخاذ القرار» عملت بإحدى شركات الاتصالات التابعة للقطاع الخاص واستمررت بالعمل قرابة 3 سنوات، ولكن للأسف تم الاستغناء عنى ورفضت الشركة تجديد عقدى بسبب إعاقتى رغم أننى أعمل طبقا لنسبة الـ 5% التى أقرتها الحكومة للمعاقين علما بأن الشركة نفسها كانت قد وافقت منذ البداية على تشغيلى وهى تعلم بإصابتى .. والآن وبعد مرور 3 سنوات قضيتها بالشركة أجد نفسى فى الشارع بدون عمل وأبحث عن عمل جديد.. ولهذا أناشد الحكومة والشركات وأصحاب الأعمال للحصول على فرصة عمل مع العلم بأن لدى مؤهلات وقدرات كافية لتصنع منى إنسانا ناجحا على المستوى العملي.

وينصح محمد الشباب سواء داخل أو خارج مصر بأن يستفيدوا من تجربته مع الإعاقة وأن يحلموا من جديد لأن الحلم شيء أساسى ولابد أن يستمر معهم ولا يتوقف عند مرحلة عمرية.. وأن يحددوا هدفهم ويسعوا بكل قوة لتحقيقه وإذا كان لديهم بعض الوقت فليشاركونى فى صفحتى محمد إبراهيم من خلال «فيسبوك» لمشاهدة بعض الفيديوهات التى قمت ببثها مؤخرا والتى تصب فى هذا المعنى علها تفيدهم فى مستقبل الأيام.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق