رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأمين العام للزمالة المصرية فى حوار لـ «الأهرام»: القيادة السياسية حريصة على الارتقاء بالتدريب لتقديم خدمة طبية متميزة

حوار أجراه ــ أحمد إمام
الدكتور مجدى الصيرفي، الأمين العام للزمالة المصرية

  •  قبول 100% من الأطباء فى النظام الجديد.. والقديم 30% فقط
  • الهدف الحالى دمج فترة «التكليف والتدريب والنيابة» وتقليل السنوات الضائعة

 

 

 

أكد الدكتور مجدى الصيرفي، الأمين العام للزمالة المصرية، أن الهدف من إلحاق الأطباء البشريين الخريجين ببرنامج الزمالة هو التدريب والتعليم الطبى المستمر، وإيجاد فرص جديدة لتأهيلهم مهنيًا، مشيرا إلى أن القيادة السياسية حريصة على دعم منظومة الصحة وبناء الإنسان المصري، وتقديم أفضل خدمة طبية متميزة تليق به.

وأضاف الصيرفى فى حواره مع «الأهرام» أنه بدءا من السنوات القادمة سيتم إلحاق 100% من الخريجين فى «الزمالة»، لافتا إلى أن هذا البرنامج كان يطبق من قبل على نحو 30% فقط من الخريجين، بينما اليوم سيشمل الجميع، وأن الهدف هو عملية »دمج« فترة التكليف والنيابة والتدريب تحت مسمى »الزمالة«، حتى يستطيع الطبيب الاستفادة والتعلم أكثر، وتقليل السنوات المهدرة بعد التخرج لحين الحصول على الزمالة أو الماجستير.

وأوضح الأمين العام للزمالة أنه حاليا تحدث طفرة كبيرة فى المنظومة الصحية من خلال المبادرات الرئاسية والتأمين الصحي، وبرنامج الزمالة سيحدث نقلة نوعية أخرى فى تطوير أداء الأطباء والمستشفيات خلال الفترة المقبلة.

ثارت حالة من الجدل حول قرار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة مؤخرا بإلحاق الدفعة الماضية من الأطباء بالزمالة المصرية برغم أنها كانت موجودة من قبل فما الذى حدث؟

برنامج الزمالة المصرية موجود منذ عدة سنوات، وليس هناك برنامج جديد، وما يقال غير صحيح، فكل ما حدث هو تطوير للزمالة المصرية لخدمة المرضى بشكل متميز، طبقا للدستور، وهذا ما عملت عليه القيادة السياسية مؤخرا فى الاهتمام بالصحة على أكمل وجه، والبدء فى عمليات التحسين، وقد كانت المبادرات الرئاسية خير دليل، ثم تطبيق منظومة التأمين الصحي، وما حدث فى الزمالة حاليا هو أن قرار الوزيرة هو المزج بين المنظومتين، بحيث يقوم الطبيب الخريج بالتكليف فى وزارة الصحة ويتدرب منهجيًا أثناء خدمته من خلال تطبيق الزمالة المصرية، فالتكليف هو خدمة يؤديها الطبيب حديث التخرج قبل بدء مشواره الوظيفى أو العملي، فيعمل لمدة سنتين فى المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة دون تحديد لتخصص أو دراسة أو مستقبل مهنى يسعى إليه، أما الزمالة فهى برنامج تدريبى للأطباء متوسط مدة الدراسة به نحو خمس سنوات، يتدرب خلالها بشكل ممنهج على تخصص طبى محدد، وينتهى بحصوله على شهادة معتمدة تشهد على كفاءته فى هذا التخصص، هذا البرنامج لم يكن يتحمل قبول كل خريجى الطب، وبالتالى لم يكن يقبل إلا نحو 30% فقط، ونحن لم نأت بنظام جديد، وإنما تم تطوير برنامج الزمالة، فقد تم عمل دمج بين عملية التكليف والتدريب، وهذا هو الجديد، ففى الماضى كان يتم تكليف الطبيب عقب تخرجه أى بعد إنهاء الامتياز ومن يرغب بالعمل بوزارة الصحة يقدم على التكليف وهو لمدة عامين.

معنى ذلك أنك ترى أن الطبيب خلال مدة التكليف لا يستفيد شيئا فى أثناء خدمته فى الوحدات الصحية والمستشفيات؟

فى الفترة التى يقضيها الطبيب خلال مدة التكليف الاستفادة ضعيفة جدا، حيث يتم تكليفه لمدة عامين دون تخصص، فمثلا لو أراد الطبيب أن يتخصص فى الجراحة، فهو يريد التدريب فى قسم الجراحة، ويأخذ »نيابة جراحة« ثم يلتحق بالزمالة كى يكون مؤهلا للعمل فى السوق المصرية أو العربية، وكل هذا لم يتحقق فى هذين العامين، وغالبا لم يتعامل مع المرضى بالشكل الكافي، فحياته تبدأ بعد النيابة بستة أشهر على الأقل، وهذا إذا كان طبيبا ماهرا، وبعدها يمكن أن يقدم على الدراسات العليا «ماجستير أودكتوراه» أو الزمالة.

هل كان النظام القديم للزمالة يقبل كل الخريجين أم أعدادا محددة؟

الزمالة تبدأ فعليا عقب التقدم لحركة النيابات، عندما تعلن وزارة الصحة عن حاجتها، ويتقدم الطبيب وحسب درجاته يتم تحديد التخصص، وبعد حصوله علي النيابة، يكون من حقه التقديم على الماجيستير أو الزمالة، وفى هذا البرنامج القديم كان يتم اختيار حوالى 30% فقط نظرا للأماكن المتاحة ويتم الاختيار طبقا لشروط منها المجموع والسن.

فما الفرق إذن بين البرنامج القديم والجديد الذى طبقته وزارة الصحة حاليا؟

كما قلت فى البداية نحن لم نطبق نظاما جديدا وانما تم تعديل بعض الامور فى البرنامج الخاص بالزمالة المصرية، فقد تمت عملية دمج أو تزاوج فى »التكليف والتدريب والنيابة« فى وقت واحد وبنفس النظام من خلال التنسيق يتم أخذ النيابة، ويتم تدريبه من أول يوم فى التخصص الذى اختاره، ويتم توزيعهم فى المستشفيات المعتمدة للتدريب، والزمالة كما هى بنفس عدد سنوات الدراسة والمجالس العلمية للتخصصات فى برنامج الزمالة كما هي.

الزمالة المصرية شهادة والماجيستير شهادة والدكتوراة أيضا شهادة أين موقع الزمالة من هاتين الشهادتين؟

الزمالة المصرية شهادة مثل الماجيستير والدكتوراة، ولكنها مختلفة، فهى شهادة مهنية قائمة على أن الحرفة تنتقل للطبيب فهى تهتم بطريقة تعامل الطبيب فالتدريب المهنى يشغل الحيز الأكبر، وهى شهادة أعلى من الماجيستير، أما بالنسبة للدكتوراة، فنحن فى مصر لم يساو أحد الزمالة بدرجة الدكتوراة، ولكن فى الدول العربية هى تساوى الدكتوراة مثل السعودية وفى بعض التخصصات الزمالة أعلى من الدكتوراة.

ما هى مدة الدراسة ببرنامج الزمالة؟

يرجع هذا إلى التخصص، وأقل مدة 3 سنوات، وهناك تخصصات تصل إلى سبع سنوات، ولكن فى المتوسط من أربع إلى خمس سنوات وهى مدة تدريب طويلة ومنها يخرج الطبيب مؤهلا لممارسة المهنة بشكل جيد، وهذا كله سينعكس على الطرفين الطبيب والمريض.

هل ترى أن البرنامج القديم للزمالة كان به نقاط ضعف؟

أولا برنامج الزمالة موجود منذ عهد الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق، وكان من أسباب دخوله هو تمكين الأطباء من السفر للدول العربية، حيث كانوا يشترطون لسفر الطبيب إليهم أن يكون حاصلا على درجة الزمالة، والدرجات العلمية التى كانت لدينا كلها جامعية والزمالة هى المعنية بالتدريب، فما كان يحدث فى برنامج الزمالة جيد ولكن ليس هو أفضل شيء، فقد كان به نقاط ضعاف كثيرة، منها أنه كان المتدرب يتم استخدامه للخدمة أكثر من التدريب فى تخصصه، والمدربون غير منتظمين فى الحضور والطبيب يتقاضى مبالغ مالية ضعيفة للغاية، وحتى الامتحانات تحتاج للتطوير، ومنظومة التدريب والتقييم فى الزمالة حدث فيها تراخ وزاد الأمر سوءا بعد ثورة يناير، لذا كان لابد من علاج التراخى وعودة الحياة بقوة للزمالة المصرية، بالإضافة إلى عمل تطوير فى عملية التعليم وعمل منصة الكترونية متطورة جدا ستتيح لأطباء التكليف الجدد، الاطلاع على بنك المعرفة المصرى المزود بكتب وأبحاث علمية، وسيقدم للأطباء محاضرات فى التخصصات المختلفة، وهى تعنى التدريب والتعليم والامتحان عن طريق النت وهذا يسهل على الطبيب، وهذه الطرق متبعة فى العالم.

قلت إنه سيتم قبول 100%من المتقدمين للتكليف فكيف يتم تسكين هذا العدد وإيجاد مستشفيات للتدريب وأيضا مدربين؟

هذا هو التحدى الأساسى لهذا النظام، سعة العملية التدريبية، لكى تدرب الطبيب أنت تحتاج إلى منشأة مجهزة لذلك، ومدرب مؤهل، وبرنامج علمى يمكن تطبيقه، وطرق تقييم للتدريب، ومتابعة منهجية لكل هذه المنظومة. باختصار.. لكى تزيد من سعة البرنامج التدريبى أنت تحتاج إلى تطوير الأداء فى منظومة الصحة كلها، ورغم صعوبة هذا التحدى فإنه كان هناك حضور الإرادة السياسية وتوفير الاعتمادات وتوظيف الكفاءات، والعمل الشاق وحرصنا على إنجاح المنظومة ووضع خطط لحل الصعوبات، فنحن مثلا لدينا 200 مستشفى تم اعتمادها للتدريب، ونحتاج لمضاعفة هذا العدد.

ماذا تعنى باعتماد المستشفيات؟

الاعتماد هو استيفاء المستشفى لعدد من الشروط، فمثلا إذا كان المستشفى سيتم تدريب زمالة النساء به، فلابد من أن يكون به عدد معين من «عمليات الولادة» ليس أقل من 30 «حالة» فى الشهر وهكذا وتجهيزات أخرى من الأجهزة والمعدات اللازمة، والآن يتم تطوير المستشفيات لاستقبال المتدربين، و يتم حاليا مسح المستشفيات من عدد المترددين وعدد العمليات، وهناك ميزانية لتجهيز المستشفيات، ونحن نعلم هذه الاحتياجات فلم يكن الهدف هو قبول كل الأطباء المتقدمين وتركهم فى المستشفيات دون تجهيز وهذا مهم جدا لإنجاح المنظومة.

أريد توضيحا لآليات اختيار المدربين؟

المدرب له مواصفات تم وضعها فى برنامج الزمالة منذ بدايته، وهى أن يكون حاصلا على دكتوراة أو زمالة منذ ثلاث سنوات، وهناك بعض الاستثناءات فى بعض التخصصات القليلة او بعض الأطباء الذين أثبتوا كفاءة كبيرة، وحاليا فى البرنامج الجديد تم قبول السيرة الذاتية ويتم الآن الاختيار وتقدم حوالى 1500 وتم الاتفاق على تدريب المدربين فى جامعة هارفارد وهذا يعنى اننا نرفع كفاءة الأطباء وأيضا كفاءة المدربين والتدريب كله.

لماذا تم اختيار جامعة هارفارد الأمريكية؟

جامعة هارفارد هى الأعلى فى التدريب ولديها خبرة عالية فى التدريب الطبى المستمر، هذا بخلاف التمويل عن طريق الدول الغنية وهذا يخفف العبءعلى ميزانية الدولة والتوجه الآن إلى التدريب الطبى المستمر.

لماذا ينتاب شباب الأطباء حالة من القلق بسبب هذا البرنامج؟

للأسف بعض الأطباء انساقوا خلف بعض الشائعات والكلام المضلل برغم أنها فرصة مهمة لهذه الدفعة، وحاليا تم فتح باب التظلمات لقبول كل من لم يتقدم لكن الدفعة القادمة لن تقل عن 6 آلاف خريج، والدولة تتعهد بتوفير التدريب والتكليف والنيابة فى وقت واحد وتقليل السنوات التى كانت تضيع دون فائدة على الطبيب وتقديم اعلى مستوى للتدريب، فانا أرى فرصة ذهبية على كل طبيب اقتناصها، أما عن التخوفات فهى كانت تساؤلات وليس تخوفات وكانت حول التجنيد والدرجة المالية والنقل فى حالة الزواج او الإنجاب وهذا كما كان من قبل والدرجة المالية كما هي، وليس هناك صحة لما يقال عن التعنت فى النقل فى أثناء الحمل فهذا كلام خارج دائرة المنطق، وعلى الأطباء أن يثقوا فى المنظومة الصحية وأننا حريصون على مستقبلهم جدا وأنهم هم المستفيدون الحقيقيون من ذلك البرنامج التدريبي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق