رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
لا تحزن على الأيام

هناك أصوات تمنيت أن تودع معها عاما وتستقبل عاماً جديداً وهناك أصوات أخرى لم يعد لها مكان فى حياتك فقد حذفتها من أجندة أيامك وهناك أصوات مازالت حريصة أن تمنحك لحظة سعيدة رغم أن السعادة أصبحت ضيفاً عزيزاً.. لا تحزن على من طوى صفحته معك ولم تعد تعبر فى ذاكرته ولا تحزن على من اختفى فجأة ولم تعد تجد له مكاناً.. ولكن كن حريصاً على هذا الإنسان الذى مازال يشعرك أنه يعيش معك رغم أن المسافات ابتعدت والأماكن تفرقت.. لم اعد اهتم كثيرا بمن لا يسأل لأن له حياته ربما اختار رفيقا آخر وربما وجد نفسه لدى قلب أكثر أمانا ودفئا ولكن الحرص ينبغى أن يكون على قلوب مازالت تأوى إليك وتجد معها الأمن والسلامة.. لا تحزن لأن تليفونك لم يعد كما كان فلم يذكرك الكثيرون يكفيك هذا العدد القليل الذى حرص أن يصافحك بالكلمات وأنت تطوى صفحة عام رحل.. لابد أن نعترف أن الحياة تتغير وأن من كان بالأمس حبيبا أصبح الآن غريبا.. إن الحب كائن متغير مثل القلوب التى يسكنها انك لا تعرف ما سيكون عليه قلبك غدا أو بعد غد قد يسافر إلى مكان آخر وقد يجد الأمن على أغصان شجرة أخرى وإذا كان من حق قلبك أن يتغير فلماذا تلوم قلوب الآخرين إذا تغيرت..إن الأيام تتغير والفصول لا تتشابه والأعوام تلغى بعضها فلماذا تحزن إذا تغير الأحباب واستبدلوا المشاعر والأماكن والأيام وأنت على أعتاب عام جديد حاول أن تطوى صفحة عام رحل.. إن أجمل ما فى الحياة أنها تتغير فى الألوان والفصول والأحداث والبشر وأنت تتغير معها بالأمس كانت العيون أكثر بريقا واليوم صارت أكثر شحوبا وكان الجسد قويا شامخا والآن أصبح هزيلا ومن كانوا بالأمس أحبابا وضعوك فى قوائم الغائبين والأيام التى أسعدتك صارت ذكرى والزمن الذى أنصفك أصبح جائرا واستباح حقك فى الحياة.. عام رحل أو أحباب غابوا عليك الآن أن تصافح الضيف الجديد وتستقبله بحرارة لأنه سوف يشاركك مشوار العمر ويرحل فلا تحزن على الأيام وحاول أن تعيش فيها كما تحب..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: