كلمة عابرة
نائب الشعب لا ينحنى لأحد!

الكلام المهم الذى أعلنه الدكتور على عبد العال الأسبوع الماضى جدير بالتوقف أمامه، خاصة أنه جرى تسجيله فى مضبطة مجلس النواب، ونشرت بعض الصحف وقنوات التليفزيون الجانب المتعلق بانتقاده لتصرفات بعض النواب الذين لفت نظرهم إلى أن مكانة النائب كممثل للشعب تمنعه من أن ينحنى أمام أى وزير، وأنه لا يجوز للنائب أن ينحنى لأحد إطلاقاً، وقال بالحرف (دا ما يصحش!)، وأكدّ أنه يجب أن تكون هناك مسافة بين النواب والوزراء، وأشار إلى أن الانحناء هو الذى يمنح الوزراء مبرراً للتغيب عن الجلسات لمتابعة مناقشات النواب فى الأمور المطروحة، ما دام أن الوزير تعود على أن يُحتَفَى به إذا ظهر! وقال إنه يجب على المجلس أن يكون قوياً حتى يستطيع أن يفرض إرادته فى المحافظات والوزارات، لأنه يعبر بهذه الإرادة عن إرادة الشعب.

أهمية هذا الكلام أنه يشير إلى أصل الموضوع، ويصل إلى تحديد أخطاء تصرفات بعض النواب، ويُذَكِّر بصلاحيات النائب، دستورياً وقانونياً وعرفياً، وإلى الدور المنوط به، وأن إدراك النائب لكل هذا هو شرط لأن يقوم كما ينبغى بمهامه الأصلية فى المشاركة فى التشريع وفى مراقبة السلطة التنفيذية، وأن النائب لو تذكر هذا دائماً ما بدر منه ما سماه الدكتور عبد العال بالانحناء.

وهذا يطرح قضية الشروط التى يجب أن يتحلَّى بها كل مرشح لمجلس النواب، والتى لا ينبغى أن تقتصر على تحديد المؤهل الدراسى والاهتمام بمهارات التعامل مع الجماهير..إلخ، وهى كلها شروط ضرورية ولكنها غير كافية، لأن هناك خصائص شخصية مهمة، مما تشير إلى بعضها ملاحظات الدكتور عبد العال. وهذا هو الوقت الأنسب لطرح هذا الملف، خاصة أنه لم يعد بيننا وبين الانتخابات البرلمانية القادمة سوى أقل من عام، بما يوجب على الأحزاب أن تولى اختيارها لمرشحيها أهمية أكبر. وينبغى أن نتذكر أن مسئولية الناخبين عن اختيار النواب هى مسئولية محدودة، لأن اختياراتهم محصورة فى المرشحين الذين إجازتهم أحزابهم فى القوائم، بل حتى فى كثير من المقاعد الفردية.