رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
ليبيا والمواقف الغامضة

الأزمة الليبية تتجه لأن تكون أزمة عالمية وقد تتحول إلى مواجهة عسكرية بين أطراف كثيرة، إن الواضح الآن أن الرئيس التركى أردوغان لم يأت إلى ليبيا من اجل تحقيق السلام للشعب الليبى ولم يأت لكى يمد يد التعاون مع حكومة السراج ولكنه جاء من اجل أطماع أوسع واكبر وكانت زيارته المفاجئة إلى تونس اكبر دليل على ذلك. لا شك أن تحرك تركيا تجاه ليبيا قد حرك تاريخا طويلا من الكوارث بين تركيا وأوروبا ولم ينس الغرب الاحتلال التركى الذى استمر مئات السنين ومارست فيه تركيا كل ألوان القتل والوحشية تجاه الشعوب الأوروبية. إن الشىء المؤكد أن أردوغان لم يأت إلى ليبيا وحدها ولكن يبدو أن لديه أطماعا أخرى فى دول أخرى وإذا استطاع أردوغان أن يضع يده على الغاز والبترول الليبى فسيضمن ولاء أوروبا لمشروعه التوسعى خاصة أن تركيا ستجد نفسها أمام أكثر من 170 مليار دولار هى دخل البترول الليبى وهذا الرقم يمكن أن يغير حسابات كثيرة فى الاقتصاد التركى المنهار وفى شعبية أردوغان التى تراجعت وفى لغة التعامل بين تركيا والعالم.. إن المواجهة ستتعثر كثيرا على مستوى المفاوضات السياسية وقد تكون المواجهة العسكرية هى آخر المطاف إلا أن أردوغان لن يتردد فى أن يكون له شركاء فى البترول الليبى بل بترول شرق المتوسط بما فى ذلك الشراكة مع إسرائيل. هناك غموض شديد يحيط حتى الآن بالموقف الأمريكى وما حدث فى ليبيا خاصة أن الإدارة الأمريكية لم تعلن صراحة موقفها من أطماع ومشروعات أردوغان التوسعية وهل هناك اتفاقات سرية حول ذلك، كما أن روسيا لها قوات فى ليبيا فما هو مستقبل هذه القوات إذا قامت الحرب، وما هو موقف الاتحاد الأوروبى خاصة إيطاليا وفرنسا وألمانيا واليونان؟ وهذه الدول لا توافق على سياسة أردوغان وأطماعه. أن هناك توقعات كثيرة أن يتحد العالم ويقرر إيقاف تركيا عند حدودها أو ينجح أردوغان فى استقطاب بعض الأطراف بنصيب فى البترول الليبى أو أن يغامر فى مواجهة عسكرية عليه وعلى أعدائه قد يخرج منها منتصرا أو أن تشهد تركيا انقلابا على أردوغان ويخرج تماما من السياق.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: