هل تحتمل غرفة مغلقة بمساحتها الضيقة حالة فنية متكاملة ولبضع دقائق؟ بالطبع يمكن إذا ما امتلك الفنان فلسفة «المايكرو تياترو» وتمكن من أدواته وأحسن توظيف جدران هذه الغرفة للتأثير بجمهوره وإدماجهم. والمايكرو تياترو هو شكل مسرحى «مصغر» تستغرق مدة عروضه 15 دقيقة، ويُقدم فى مساحة لا تزيد على 15 مترا. يعد تطورا لفكرة «مسرح الغرفة»، ونشأ بشكله الجديد فى إسبانيا عام 2009 على يد المخرج المسرحى والتليفزيونى الإسبانى ميجيل إلكنتود.
ومن أقوى الأسباب لظهور هذا اللون المسرحي، كان الركود الاقتصادى الذى ضرب أوروبا وقتذاك نتيجة الأزمة المالية العالمية، فخرج «المايكرو تياترو» لتوفيره قسما كبيرا من أموال الإنتاج، لينتشر فى عدة مدن إسبانية، وفى دول أمريكا اللاتينية مثل بيرو وكوستاريكا وسط توقعات بأن يغزو مسارح فرنسا وبريطانيا.
وسبق أن قدمت فرق مسرحية مستقلة نموذج «المايكرو تياترو» فى دورات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى منذ أوائل التسعينات، إلا أنه ظهر بقوة فى مصر خلال عام 2018. فتناولته الدكتورة نبيلة حسن الأستاذة بالمعهد العالى للفنون المسرحية خلال إحدى ندوات المهرجان القومى للمسرح، كبداية لإعادة طرح الفكرة التى بدأ أكثر من مخرج شاب تبنيها، مثل المخرج وليد القاسم، فتبنى تنفيذها ليقدم العرض المسرحى «سيب نفسك»، ويبدأ مشوار توسيع رقعة عروض «المايكرو تياترو» ترشيدا للنفقات من ناحية، وتحفيزا لملكات أى مبدع لإنتاج تجربة مسرحية فى أقل زمن ممكن. فتحت مؤسسة «نظمى للفنون والثقافة» أبوابها لاستقبال مشروعات فنية من الفرق المستقلة والهواة تدور حول «المياكرو تياترو» بهدف تنشيطه، وتشجيع حركة الرواج الثقافى بمجموعة من التجارب المسرحية، وأكد حاتم نظمى مدير المؤسسة أن أهم مشروع حاليا هو الاتفاق مع المخرج وليد القاسم على احتضان الفكرة وتقديمها فى إطار يحافظ على رسالة فن «المايكرو تياترو» بدراما تناسب الهوية المصرية،
رابط دائم: