عين على الأحداث
القيادة .. متى تعود فنا وذوقا؟

تطوير طرقنا شيء رائع تتواصل فيه جهود جبارة وبهمة تسابق الزمن فى شتى أنحاء البلاد، نتابعها من خلال سلسلة افتتاحات الرئيس لها، ونشعر بفخر وسعادة بهذه النقلة النوعية التى تلقى إشادة وتقدير دوليين، والأروع أن نكون جديرين بهذه الطرق. فمع تجاهلنا لكل المفاهيم والقواعد السليمة والمتعارف عليها لقيادة السيارات بمختلف أنواعها، أصبح ملحا أن نعيد تأهيل الناس للقيادة السليمة، والتى كان الأسبقون يقولون عنها إنها فن وذوق، وأقسم أنها لم تعد كذلك ، بل هى غالبا قلة ذوق وتصارع. وبات الأمر يتطلب التعامل معها بخطة أو حملة منظمة يقودها الإعلام والمرور ودور العبادة والمدارس والجامعات لإعادة ترسيخ المفاهيم السليمة للمرور والقيادة فى وجدان المصريين. فلم لا نبدأ مجددا فى أننا أصحاب فن وذوق؟ حالة الشارع والطرق تعكس ثقافة الشعوب، ومن يرقب حالة شوارعنا لابد أن يرانا آخر هرجلة ومنفلتين يجافينا الذوق. كثيرون من الأصدقاء غير المصريين كانوا فى الماضى يتعجبون من ذوق المصريين فى التعامل على الطريق ويقولون لا نفهم سر براعة ردود أفعال قائدى السيارات أو المشاة فى حسن التعامل وعدم وقوع حوادث رغم عدم دقة انضباط الناس. والآن انفلت الأمر ولم يعد قاصرا على عدم دقة الالتزام، بل انعدامه تماما. يتطلب الأمر خطة منهجية وحملة إعلامية منظمة وإشراك كل المؤسسات التعليمية والدينية لتوعية جماهيرنا بأصول المرور وقواعد سلامة القيادة. ونرجو ألا تتبنى الحملة أغانى الدوشة المسماة مهرجانات، فهى غير لائقة بتوعية الناس وإنما بشحذهم على الرقص والتنطيط. نتمنى تبنى مضمون إعلانى بسيط ومحفز على عودتنا إلى الالتزام بالأصول وحسن القيادة، وكفاكم الله شر الطريق.