رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المتاحف المنسية بالإسكندرية تبحث عن الأضواء

ماجدة سليمان

كنوز الإسكندرية لا تعد ولا تحصى مدفونة تحت التراب وكنوز أخرى مدفونة بسبب الإهمال وعدم تسليط الأضواء عليها، رغم أنها تسطر تاريخا وسجلات لتلك المدينة العريقة.

الأهرام تفتح هذا الملف وتكشف عن بعض تلك الكنوز الرائعة، خاصة أن ذلك يتزامن مع أسبوع التراث الذى ينظمه مركز الدراسات السكندرية، بالتعاون مع جامعة الاسكندرية، الذى تمت خلاله زيارة بعض الوفود الأجنبية المعالم الأثرية المنسية بالمدينة.

وكانت هيئة التنشيط السياحى بالمدينة قد أصدرت تقريرا لأعداد الزائرين المناطق السياحية والأثرية خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين، حيث كشفت أرقامه أهمية الاسكندرية كمدينة سياحية من جانب، ومن جانب آخر كشفت عن تراجع الإقبال على زيارة المتاحف، فالتقرير يذكر أن المناطق الأثرية شهدت 180427 زائرا، بينما بلغ عدد زوار المتحف القومى 4821 زائرا من بينهم 2181 أجنبيا و2642 مصريا، فيما بلغ عدد زائرى متحف المجوهرات لاسرة محمد على 12605 زائرين، من بينهم 766 زائرا أجنبيا و11839 زائرا مصريا، وهى أرقام تشير إلى أن نسبة زوار المتاحف هى «1»% مقارنة ببقية المناطق الأثرية.

ولكن المشكلة الأكبر أن المدينة بها ما لا يقل عن عشرة متاحف أخرى لا تقل روعة وجمالا وتاريخا عن متاحف وزارة الآثار.

من بين تلك المتاحف متحف هيئة الإسعاف، وهو الأقدم على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تم تأسيسه على يد المهندس الايطالى «بيترو فازاى» فى منطقة كوم الدكة، حيث واتته الفكرة بعد دهم مرض الكوليرا على مرحلتين الأولى عام 1883 والثانية عام 1902، فأنشأ جمعية الإسعاف المختلطة التى تضم الإسعاف، وبنك الدم والمشرحة وذلك لإنقاذ المرضى.

امتدت بعدها فكرة هيئة الإسعاف إلى بقية المحافظات، ثم إلى الدول المجاورة، ويحتفظ المتحف بجميع أسماء المؤسسين ورؤساء جمعية الإسعاف والمتبرعين بأرقام تبرعاتهم على لوحات شرف رخامية فى مدخل المبنى، الذى يتوسطه أيضًا تمثال للمؤسس الأول «بيترو فازاى» نوعا من التكريم والعرفان له.

ويعرض المتحف فى مدخله أول سيارة لنقل المرضى استخدمها المرفق فى عام 1904 على شكل صندوق من القماش، وأيضا أول سيارة تجرها الخيول على شكل «كبينة» تضم سرير المريض ومقعد المسعف، وقد احتفظت السيارة بلوحة الإهداء من الخديوى بكلمات «عربة إسعاف أهداها صاحب السمو الخديوى عباس حلمى للجمعية عام 1908».

ويقول دكتور إسلام عاصم، الباحث الاثرى ونقيب المرشدين السياحيين بالاسكندرية، إن مرفق الإسعاف ظل يعتمد على تبرعات الصفوة بالمجتمع المصرى والأجانب سنوات طويلة، ومع بروز دور الإسعاف فى أنحاء البلاد، تم إنشاء اتحاد الإسعاف فى عام 1924 وتم تمصير هيئة الإسعاف من الصبغة الأجنبية فى عام 1936 وفى عام 1952 تحول نشاط مرفق الإسعاف من نشاط مجتمعى إلى طابع رسمى حكومى.

متحف آخر غاية فى الأهمية والروعة والجمال يوثق لتاريخ التعليم والطباعة بجامعة الاسكندرية التى أنشئت عام 1942 وهو متحف الطباعة بالجامعة، يضم مجموعة من المطابع القديمة جدا، استخدمت فى بداية الخمسينيات من القرن التاسع عشر، وكانت تلك المطابع مركونة فى مبنى متهالك فى مخزن من مخازن الجامعة، تنتظر بيعها كخردة، ولكن دكتور عصام الكردى رئيس الجامعة، رأى أنها توثيق حى لتاريخ الجامعة، خاصة أن بعض تلك الماكينات يعود تاريخ صناعتها إلى عام 1850. ومن ثم تم إنشاء المتحف، وهو مفتوح للزيارة حسبما قررت إدارة الجامعة، كما أنه سيعد متحفا تعليميا لطلاب الفنون الجميلة وتعليم طلاب الهندسة على «الميكانيزم» الموجودة فيها.

وعن المتاحف الأخرى يقول الأثرى أحمد عبدالفتاح، المدير الاسبق للمتحف اليونانى والرومانى بالاسكندرية، إن أهمها متحف كلية الطب، وأنشأه دكتور مصطفى شحاتة، ويحكى تاريخ الطب بالمدينة، ويقع عند مدخل المستشفى الأميرى الجامعى.

ومتحف كلية الآداب الذى أسسته الدكتورة منى حجاج الاستاذ بكلية الآداب، ويصفه عبدالفتاح بأنه من أروع متاحف المدينة، حيث يضم مجموعة من الآثار لمصر ما قبل التاريخ، ومن بينها قطع أثرية إهداء من دولة السودان الشقيقة إلى مصر، كما يضم نتائج بعثات جامعة الاسكندرية منذ إنشائها حتى الآن.

ومن بين المتاحف المنسية لمدينة الاسكندرية الذى لم يخرج للنور رغم أهمية مقتنياته متحف مستشفى المواساة، حيث يؤكد عبدالفتاح، أن من وضع النواة الأساسية له هو الدكتور مصطفى شحاتة ويضم المتحف فى مقتنياته، طاقم السرفيس الخاص بالمستشفى الذى تم استخدامه يوم الافتتاح الرسمى له فى عهد الملك فاروق، وهو طاقم غاية فى الفخامة.

ومن بين المتاحف المنسية متحف كلية سان مارك، ويضم مجموعة من الآثار التى وجدت فى أثناء عمليات الحفر لإنشاء الكلية فى عام 1928، بالاضافة الى مجموعة مقتنيات وهدايا من اولياء الأمور.

أما متحف كلية الفنون الجميلة بمحطة ترام مظلوم، فهو يضم مجموعة من أعظم اللوحات الفنية التى رسمها فنانون عالميون ومصريون.

ومتحف كنيسة سان سابا التابع للكنيسة اليونانية، ويضم بعض المقتنيات القبطية ذات القيمة التاريخية العالية جدا.

ومتحف الآثار الغارقة فى منطقة كوم الدكة، وهو متحف زاره الرئيس الفرنسى الراحل جاك شيراك.

ويرى عبدالفتاح أن الاسكندرية مدينة مليئة بالآثار والمتاحف ذات القيمة العالية جدا، ولكنها مازالت مهملة،

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق