فى هذا العام وصل العالم الدكتور مجدى يعقوب إلى سن 85 ومضت عشر سنوات فقط على افتتاح مركزه الذى أقامه فى أسوان وزاره خلال هذه السنوات أكثر من 150 ألف مريض وأجرى مالا يقل عن 9000 عملية قلب ، لكن الأهم من ذلك والذى سيبقى لمصر كتيبة الأبناء الذين علمهم وتعلموا منه وكبر وكبروا معه وأصبح منهم أطباء عظام تخرجوا فى جامعة مجدى يعقوب الخاصة .
ولد مجدى يعقوب فى بلبيس شرقية لكنه أحب أسوان لأنه تعلم فى مدرستيها الإعدادية والثانوية عندما كان بصحبة أبيه الطبيب، وفى مستشفى هارفيلد بلندن الذى شهد نبوغه وشهرته كواحد من أعظم جراحى القلوب ، تعلم من سحر يديه والعشرين ألف عملية التى أجراها فرقة من نوابغ الطب الإنجليز ومختلف دول العالم ، فلما وصل إلى سن الخامسة والستين وتوقف عن إجراء العمليات هناك بعد احتفالات تكريم وتقدير مستحقة جاء إلى أسوان التى أحبها وأقام فيها مركزه الذى كان المركز الوحيد لجراحة قلب الأطفال على امتداد ألف كيلومتر هى المسافة من أسوان إلى القاهرة. وفى هذا المركز الذى أجرى كل عملياته وخدماته من تبرعات أهل الخير ، كان أهم من العمليات كما ذكرت الدروس العملية التى لقنها لتلاميذه والإدارة الضخمة التى كونها ووصلت إلى نحو 600 فرد من أطباء وممرضين وإداريين وموظفين فى مختلف المجالات . إدارة ضخمة على أعلى درجة من الكفاءة والانضباط لم يبخل عليهم بسر أو تصرف فى أثناء جميع عملياته التى أجراها. أتذكر قول أحد أطبائنا الذين هاجروا إلى كندا أنه فى أثناء حضوره العمليات التى كان يجريها دكتوره المصرى الذى كان يعلمهم أنه كان يطلب منهم فى أثناء إجراء العمليات الجراحية لمرضاه، أن يديروا وجوههم إلى الخلف عندما يصل إلى تصرف دقيق سيجريه حتى لا يعرف منه تلاميذه سر التصرف الدقيق الذى أجراه.
فرق كبير بين الذى يتعلم لنفسه وينشر ويوزع العلم على الآخرين وقد أسعدنى لقاء الدكتور أحمد الجندى أحد أبناء مجدى يعقوب بشاير الأمل فى بناء دعائم الطب فى مصر .
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: