رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

« سلا» المغربية تستقبل «عيد المولد النبوى» بموكب الشموع

الرباط ــ سـامى القمحـاوى
موكب الشموع يجوب شوارع «سلا»

تحظى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلـم فى المغرب بخصوصية تجعلها مناسبة مختلفة عن غيرها من المناسبات الدينية، ويطلق معظم المغاربة عليها «عيد المولد النبوى»، حيث تبدأ مظاهر الاحتفال فى الظهور منذ اليوم الأول من شهر ربيع الأول، وتنشط حركة البيع والشراء فى أسواق الملابس والهدايا والحلويات المغربية التقليدية، التى تختلف عن حلوى المولد المصرية.

 

وحسب المراجع التاريخية يعود اهتمام المغاربة بالاحتفال بذكرى المولد النبوى إلى عهد دولة الموحدين، الذين حكموا المغرب بين عامى 500 و600 هجرية، حيث اهتموا بتضخيم الاحتفال بالمولد النبوى ، كنوع من المواجهة لاحتفالات مسيحيى الأندلس بذكرى مولد المسيح، وكان خلفاء الموحدين يحيون المولد النبوى بسهرات الإنشاد الدينى وتلاوة القرآن.

وفى الوقت الحاضر تتجلى مظاهر الاحتفال بالمولد فى معظم المساجد، حيث تُنظم بين صلاتى المغرب والعشاء دروس فى السيرة النبوية، ووصلات من المدائح النبوية، كما تتزايد بشكل ملحوظ حفلات الإنشاد الدينى، التى تنظمها الفرق المتعددة فى المغرب، بالمسارح ومقار الأحزاب والمكتبات العامة، وبعض المقاهى الكبيرة وغيرها من الأماكن التى يرتادها المئات كل ليلة للاستمتاع بالاستماع إلى المدائح النبوية.

وعلى مستوى الأسر والعائلات تعتبر ذكرى مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسـلم ، مناسبة لتجمع الأسر والتزاور بين أفرادها، خصوصا من يعملون فى مدن بعيدة، حيث يسافرون للتجمع مع عائلاتهم، ولذلك تمنح المغرب يومين إجازة بمناسبة المولد النبوى.

ومع بعض الاختلافات الطفيفة تتشابه احتفالات المدن المغربية بالمولد النبوى الشريف، لكن تظل لاحتفالات مدينة «سلا» طقوسها الخاصة المختلفة عن جميع المدن المغربية، وتعتبر «سلا» امتدادا للعاصمة المغربية الرباط، حيث لا يفصلهما سوى مجرى نهر «أبو رقراق»، الذى تعبره وسائل المواصلات العامة والخاصة فوق جسرين، أحدهما للسيارات والحافلات، والثانى للترام.فاحتفالات «سلا» هى الأضخم والأكثر تنظيما وتتميز بطقس متفرد هو «موكب الشموع»، الذى يتم تنظيمه سنويا منذ أكثر من أربعة قرون، حسب عبد السلام البكرى، منسق الموكب وأحد سكان المدينة، والذى قال إن أول موكب للشموع تم تنظيمه عام 986 هجرية، وذلك في عهد دولة السعديين، بعدما أعجب به السلطان أحمد المنصور الذهبي خلال زياراته التي قام بها إلى إسطنبول، ووجه بعمل استعراض مشابه فى المغرب.

ويعتبر الموكب ذروة الاحتفال، حيث ينطلق فى شوارع المدينة بعد صلاة عصر يوم المولد النبوى (يوم العيد كما يطلق عليه المغاربة)، ويشارك فيه كبار المسئولين ووجهاء المدينة وشبابها وأطفالها ونسائها، ويرتدى الجميع ملابس جديدة، وعادة ما يحرصون على ارتداء الزى المغربى التقليدى (الجلباب المغربى والنعال المصنوعة يدويا).

ويسير الموكب مخترقا جموع المواطنين المصطفين على جانبى الشارع، تتقدمه الفرق الموسيقية، التى تعزف موسيقات شعبية مغربية، ويحمل الشباب فيه 16 هيكلا خشبيا كبيرا مزينة بالشموع الملونة، والتى يتم تصنيعها يدويا على شكل وردات، فى ورشة خاصة توارث أصحابها هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم، ليتراوح وزن الهيكل الواحد بعد تزيينه بالشموع ما بين 20 إلى 50 كيلوجراما، ويصل طوله إلى مترين.

ويطوف الموكب، الذى يكون تحت رعاية العاهل المغربى الملك محمد السادس، شوارع المدينة ومزاراتها التاريخية، وأبواب المدينة القديمة، حيث لا تخلو مدينة مغربية من وجود مدينة قديمة تتكون من حوارى وأزقة ، بها بيوت سكنية ومحال تجارية وأسواق، وكلها محاطة بأسوار كانت تحميها فى الأزمنة السابقة ولها أبواب شهيرة تشبه أبواب القاهرة التاريخية.


الصناعة الإبداعية لشموع الموكب

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق