رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
شتائم الاحتجاجات!

منذ 17 أكتوبر الماضى، يواصل اللبنانيون ثورتهم على الفساد والأوضاع الاقتصادية السيئة بتحضر وسلمية وعفوية جذبت اهتمام العالم، رغم محاولات السياسيين وأد الاحتجاجات، إما بالتجاهل أوادعاء ارتباطها بالخارج أو تخريبها بافتعال صدامات معها.

كمواطن مصرى عربى أتابع بشغف هذه الثورة وأقرأ كل ما تقع عيناى عليه بشأنها. لكنى مع آخرين لاحظت تميزها بملمح لا تخطئه الأذن ولا العين، وهو الكم الهائل للشتائم والإهانات التى لم توقر زعيما أو سياسيا إلا ووجهت له السباب وعرضت بأمه وبقية الأسرة.

فوجئ السياسيون باللغة الجارحة، فردوا باتهام المتظاهرين بقلة الأدب والوقاحة. إلا أن بعضهم قال إنها ليست عفوية بل مدفوعة من قوى لم يحددها تدعو لاستمرار الشتائم التى تذيعها قنوات على الهواء مباشرة.

بعيدا عن نظرية المؤامرة، السؤال هو: هل تخدم الشتائم قضية المتظاهرين؟ يرد المؤيدون: هناك حاجة لنزع القداسة عن سياسيين فاسدين يرتكبون أفعالا أفظع من الشتائم ويتدثرون بقيم اجتماعية بالية للحفاظ على مكانتهم وهيبتهم. ثم إن السياسى مادام قد ارتضى العمل العام فعليه تحمل أضرار منصبه، كما يستفيد من خيراته.

لكن هؤلاء يتغافلون عن أن المجتمع محافظ وغالبا متدين ولن يفكر كثيرا بمسألة نزع القداسة، بل سيسأل مستنكرا ما ذنب الأمهات والبنات لتهان أعراضهن، والمجتمع حتى يتم خدش حيائه، وكيف ستخدم الشتائم أهداف الثورة!....

ثم هل هذه طريقة لتطهير البلاد من الفساد؟ وهل إهانة جسد المرأة سيساعد فى ذلك؟ لقد كانت النتيجة أن سياسيين تهربوا من مناقشة مطالب المحتجين بجدية، وركزوا على ما سموه قلة أدب وسقوطا أخلاقيا.

أدرك أن الشباب هم قوام المظاهرات وربما تأخذهم الحماسة والرغبة بالتغيير لاستخدام ألفاظ خارجة، لكن الفارق كبير بين النقد الجارح وما يجرى تداوله من ألفاظ.

وحتى نكون منصفين خرجت من الرافضين للتظاهر أيضا كلمات مسيئة وهابطة بحق المتظاهرين ومؤيديهم من الصحفيين، فالكل فى الهم شرق.

شتائم المظاهرات ليست جديدة لكنها بلبنان وصلت لمستوى لم نعهده سابقا، وهناك حاجة لدراسة أسبابها الاجتماعية والسياسية بعيدا عن مجرد الإدانة أو التأييد.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: