رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. إبتسام البدواوى أول قاضية فى دبى لـ«الأهرام»: تجربة مصر كانت الدافع لتطبيقها لدينا

حاورتها فى دبى ــ منى الشرقاوى
د. إبتسام البدواوى أول قاضية فى دبى

للمرأة الإماراتية مكانة مرموقة وركن أساسى فى بناء الدولة

 

بدأت حوارها بالشكر والثناء على «الأهرام»، أن اختارتها نموذجا نموذجا للمرأة الإماراتية، فبادلتها شكرا بشكر. وفى حوارى معها كونها أول قاضية فى دبى، سألتها:

من هى د. ابتسام البدواوي؟

د.ابتسام على البدواوى قاض بدرجة استئناف بمحاكم بدبى حاصلة على درجة الدكتوراه فى القانون الخاص من أكاديمية شرطة دبى، تعينت بالمرسوم الصادر بتاريخ 28 مارس 2009 من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عملت سابقا كمستشار قانونى بوزارة التربية والتعليم .

بما أنك أول من تولى القضاء فى دبى.. كيف فكرت فى اقتحام هذا المجال ومتى كان ذلك ؟

جاء ذلك بعد التوجه الذى سلكته السلطة القضائية فى مصر التى بدأت مشوارها فى تعيين أول دفعة للقاضيات فى العام 2007م، وكانت هى الشعلة التى ارتكزت عليها العديد من التشريعات فى السماح للمرأة بدخول هذا السلك الذى كان مقصورا على الرجل لفترة طويلة من الزمن.

هل كان هناك اعتراض من الأسرة على عملك فى هذا المجال الذى كان فى الماضى مقصورا على الرجال ؟

لا بل على العكس كانت الأسرة هى الداعم الأول حتى أتقدم بطلب الترشح، وتحديدا أبى الذى آمن بقدراتى وبأنى سأكون أول إماراتية فى محاكم دبى تتولى هذا المنصب.

كم عدد القاضيات فى محاكم دبى ؟

عدد القاضيات فى محاكم دبى خمس قاضيات .

ما هى العوائق التى كانت فى بداية مشوارك القضائى؟

لم يكن هناك أى عوائق فى بداية مشوارى القضائى، بالعكس وجدت من الرجل الإماراتى كل حفاوة وترحيب بانضمامى لهم، فقد أصبح المجتمع الإماراتى بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا لتمكين المرأة الإماراتية لديه الوعى بأهمية المرأة كشريك استراتيجى أساسى لبناء نهضة دولتنا الكريمة، فقد كان من أهم أسباب نجاح المرأة الإماراتية فى تجربتها القضائية هو إيمان حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى بدور المرأة فى المجتمع والحرص على تمكينها من خدمة بلدها وإعطائها الفرصة المتساوية والمتكافئة مع أخيها الرجل فى صنع القرار وفى خدمة المجتمع، وهو ما أسهم بشكل كبير فى تقبل المجتمع وإدراكه بأن عاطفة المرأة لا يمكن أن تشكل عائقا يحول دون وصولها إلى منصب القضاء، إذ إن معايير الكفاءة والتجرد والنزاهة ومستوى الأداء هو المعول عليه فى اختيار القاضى، وهى معايير يمكن أن تتوافر فى النساء أو الرجال على حد سواء،  لذا وجدت الدعم لإنجاح تجربتى من جميع القضاة

ما هو أصعب موقف تعرضت له فى حياتك القضائية ؟

أصعب موقف كان فى بداية تعيينى بمناسبة انتدابى فى المحكمة الجزائية، وشعور زملائى القضاة بالخجل من التعمق فى الأسئلة الموجهة للمتهم الذى يتم التحقيق معه فى جريمة اغتصاب، إلى أن أعتاد القضاة وجود امرأة يتم التعامل معها كعضو فاعل فى الهيئة القضائية دون النظر لجنسها، مدركين أن المرأة لا تمثل عائقا فى مثل هذا النوع من القضايا لأنهم فى النهاية يستعينون بطبيبة شرعية وهى امرأة يتم التعامل معها بموضوعية دون النظر لجنسها والتى تدلى بدلوها بشأن الواقعة وصحتها ونتيجة فحصها .

ما هو طموحك بالنسبة للمرأة فى إمارة دبى عامة وفى القضاء خاصة؟.

للمرأة الإماراتية مكانة مرموقة فى مجتمع الإمارات حيث اهتمت الدولة ومنذ تأسيسها فى عام 1971 بتحسين أوضاعها وتأهيلها لتكون امرأة فاعلة ومنتجة فى المجتمع من خلال مشاركتها الايجابية فى مختلف مناحِى الحياة، واتجهت التدابير التشريعية والقانونية فى الإمارات إلى إزالة التمييز على أساس النوع، حيث تبنت الدولة العديد من السياسات لضمان النهوض بوضع المرأة وتمتعها بكل  حقوقها الدستورية والقانونية، كما أن مصادقة الإمارات على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ما هو إلا مؤشر ايجابى على حرص الدولة على اتخاذ كافة التدابير التى من شأنها إتاحة الفرص أمام المرأة للمشاركة الفاعلة فى التنمية المستدامة، وأوضح دليل على ذلك ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالمرأة الإماراتية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من فريق عمله فى بناء هذه الدولة، ونحن كإماراتيات نعيش العصر الذهبى للمرأة الإماراتية، فى ظل قيادته الحكيمة التى تعتبر من أفضل القيادات فى المنطقة فى تمكين المرأة من حقوقها والثقة فيها، ولا يمكن أن يكون هناك سقف لطموح المرأة الإماراتية فى ظل القيادة الحالية سواء كانت فى القضاء أو فى المجالات الأخرى، حيث أصبح لدينا أول امرأة فى الوطن العربى ترأس البرلمان وهو إنجاز لا يحدوه إنجاز، وبإذن الله سوف تتولى المرأة الإماراتية أعلى المناصب فى السلطة القضائية، وكلنا ثقة فى قيادتنا الحكيمة .  

ما هى التجربة الإماراتية التى تريدين تصديرها للمرأة فى الخارج؟

أريد أن أسلط الضوء على المرأة الإماراتية التى غيرت مجريات التاريخ من أجل وطنها الغالى، وهى تعى قيمة وجودها فى هذا الوطن، ومن واقع قناعتها بأنها شريك فاعل فى التنمية والابتكار، فلم تكن نصف المجتمع بل المجتمع كله فى نظر قادتنا، مؤكدين للعالم على القيمة الحضارية الاستثنائية التى وصلت إليها المرأة الإماراتية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم عزيمة القيادة الوفية لإماراتنا الحبيبة وبتوجيهات كريمة ومبادرات من الداعمة الأولى للمرأة الإماراتية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات.

كيف توفقين بين حياتك العملية وحياتك الأسرية ؟

أنا زوجة وأم فى المقام الأول والحمد لله كل هذا لا يمثل أى أعباء إضافية على أو يحدث خللاً فى عملى، بالعكس نجاحى فى رعاية أسرتى يجعلنى ناجحة فى عملى، وهذا شأن المرأة الإماراتية فى كل بيت تجدها أماً فاضلة ترعى أبناءها وموظفة ناجحة وأحياناً تدرس فى الجامعة أو تكمل مشوارها لتحصل على درجة علمية أعلى، وفى هذا المقام أتقدم بالشكر لزوجى الذى يقف بجانبى ويدعمنى وله الفضل بعد الله ثم بعد والدى، فى تفهمه طبيعة عملى ؛ لأن العمل فى القضاء  يختلف عن أى مهنة أخرى، فهو لا ينتهى بمغادرة المكتب، نمارسه أحياناً فى البيت وحتى فى الإجازات، فهناك بالفعل وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم قد يكون زوجها أو أباها، وفى الأصل قادتنا الرجال هم الذين شجعونا وأفسحوا لنا المجال وأعطونا الفرصة لدخول معترك الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق