رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة مبهجة وسط أحداث مزعجة

لم ألتقه منذ فترة طويلة، بسبب مشاغل الحياة، رغم أن صداقتنا تمتد لعمرنا بالكامل، فقد كنا جيرانا منذ طفولتنا، وكان اللقاء فرصة طيبة للاطمئنان على الأحوال، ليسرد لى رحلة علاج زوجته، بعد أن أٌصيبت بمرض خطير، استدعى نقلها للمستشفى بشكل عاجل.

فقد اكتشف إصابتها بنقص شديد فى المناعة، وعلى الفور ذهب بها إلى أحد المستشفيات الكبري، وطلب منه استقبالها دفع مبلغ 10000 جنيه فورا، لتسلم الحالة، وبعد شرح تفاصيلها، أفادوا بضرورة دخولها غرفة للرعاية المركزة؛ وتكلفتها اليومية تصل لـ 15000 ألف جنيه، ولأن الحالة خطيرة، قد تحتاج لوجودها فى الرعاية فترة طويلة، بخلاف ما تحتاجه من علاج مكلف أيضا. ولأن ظروفه المادية كظروف الكثيرين، لن تفى بأى حال نفقات العلاج الباهظ الثمن، أخذ الرجل زوجته لمستشفى خيري، يستطيع دفع نفقاته، وعند وصوله، أفاد أطباؤه بضرورة دخولها مستشفى كبيرا مثل قصر العيني، لما يملكه من إمكانات طبية عظيمة تمكنهم من علاج الحالة بشكل ممتاز.

ذهب الرجل لقصر العيني، وهو لا يدرى ما سيحدث، حتى وصل ووٌفق فى دخول الحالة غرفة رعاية بوحدة دكتور شريف مختار، لتبدأ إجراءات العلاج على الفور.

وهو يروى لى ما يحدث، وجدته منبهرا، بكم الرعاية التى أُحيطت بها زوجته، فيقول وجدت اهتماما كبيرا جدا، من أطباء كبار ومشهورين للغاية فى مجال تخصصهم، الكل يتعامل مع الحالة بعناية شديدة جدا.

ومع مرور الوقت، بدأت الحالة فى التحسن بشكل واضح، وذلك بعد مضى 15 يوما فى غرفة الرعاية المركزة تتلقى العلاج كاملا، حتى خرجت من مستشفى قصر العيني، ولم يدفع جنيها واحداً.

وزد على ذلك أنها تحتاج لعلاج شهرى تكلفته نحو 1400 جنيه، تتحمله الدولة، و حينما أنهى صديقى سرده، سكت قليلا، ثم قال إن تكلفة علاجها فى المستشفى الكبير كانت ستفوق الـ 500 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جدا لا أملكه، ولا أعرف كيف يمكن لى التصرف، إذا لم توجد أمامى هذه الخدمة الطبية الرائعة للغاية دون مقابل، ثم يتذكر ما حدث مع والدته فى رحلة علاجها فى مستشفى خاص، منذ فترة طويلة حيث تكلف العلاج مبالغ طائلة، وزد على ذلك، أنه قال لي، إنه شاهد أُناسا من فلسطين وكذلك السودان يتلقون العلاج، وأيضا دون مقابل.

انتهى سرد صديقي، وهو فخور بما قدمته الدولة له من علاج و رعاية فائقة دون أن يتحمل جنيهاً واحداً، ليعلم الناس أن مصر كريمة وعظيمة لأقصى الدرجات، تتعامل مع مواطنيها بآدمية غير مسبوقة، وما يحدث الآن، ما كان يحدث سابقا على الإطلاق، وأننا بتنا نشاهد اهتماما حقيقيا ملموسا بطبقات الشعب البسيطة، دون ضجيج.

فالعلاج والرعاية الطبية، هما أحد البنود المكلفة والمزعجة تماما، إذا أصيب أحد المواطنين، لاسيما إن كانت ظروفه المادية لا تعينه على تحمل تلك الأعباء، ولنا أن نتخيل، ما كان يمكن أن يحدث لهذا الصديق أو لغيره، إذا لم تتوافر لهم تلك الرعاية و العناية المجانية!

هذا دليل حى وعملى على ما تقدمه الدولة من خدمات لمواطنيها دون مقابل، وهو يعنى تحمل موازنتها مبالغ كبيرة جدا، من أجل تغطية نفقات العلاج للمواطنين، وما يحدث فى قصر العينى يحدث فى كثير غيره، وأيضا دون ضجيج.

وإن كنت لا أستطيع حصر من تلقوا العلاج الكامل على نفقة الدولة، أو من أجروا الجراحات العاجلة، أيضا دون تحمل جنيه واحد، لكنى أستطيع بكل فخر، القول إن ما تفعله مصر فى مجال الصحة مبهر بكل ما تحمله الكلمة من معان جميلة.

وذلك يعنى أننا نسير فى طريق البناء، وما شهدناه من انجازات رائعة على مر السنوات الخمس الماضية، يسير معه جنباً إلى جنب طريق التنمية الصحية بروعتها، فما يُحكى عنها كثير وكثير جدا، وهى جهود تدعو للفخر والعزة، أضف إلى ذلك ما بذلته الدولة فى مجال مكافحة وعلاج فيروس « سى» وصل مداه للعالم، لأن ما تحقق فيه غير مسبوق، وبقى أن نعرف أن هناك حملة فى كل السجون للكشف عن فيروس «سى » وعلاجه، وأيضا دون ضجيج.

كل ذلك وغيره، يؤكد أن ما يحدث فى منظومة التأمين الصحى الجديد يؤكد أننا نسير بخطى واثبة نحو غد أفضل و أروع، وأنه فى القريب العاجل، سيجد كل مواطن مصرى رعاية طبية لائقة ورائعة تماما، تحت غطاء التأمين الصحي.

قد تسمع قصصا محبطة تدعوك لليأس، ما أنزل الله بها من سلطان من عينات كثيرة لا داعى لتكرارها، نمعن فيها ونعيدها، وحينما تنتقل على الألسنة تزداد توهجا، وننسى أو نتناسى قصصا مبهجة تحضُ على الأمل، تؤكد أن الدولة صادقة تماما فى عزمها على رعاية أبنائها بقدر يليق بهم، يُعوض صبرهم على سنوات عجاف، أنٌوا فيها كثيرا.

لذا فمن حق الدولة علينا الإشادة بجهودها العظيمة، وإلقاء الضوء على ما تبذله من إنجازات رائعة، تفعلها إيماناً منها بحق المواطن عليها، ليحيا حياة كريمة.

وليعلم المتربصون، أن ما تفعله مصر الآن، لا تفعله دول أخري، توجه لنا سهام النقد والتجريح من خلال قنوات إعلامية هدامة، سخرت نفسها للهجوم على مصر، عمت أبصارها عن كل ما تبذله وتقدمه لأبنائها، متوهمين أنهم قد ينالون من عزيمتها، وهو ما لن يستطيعوا تحقيقه.

[email protected]
لمزيد من مقالات عمــاد رحــيم

رابط دائم: