مواطنون: تصدعت منازلنا ومات أولادنا.. قربانا للكنز الوهمى
لا يعرف الكثيرون ان محافظة القليوبية من المحافظات الغنية بالمناطق الأثرية كثيرة مثل تل اليهودية واتريب ببنها وقرية العلوة بقليوب وبعض المناطق بمدينة القناطر الخيرية وقرية الدير بطوخ وغيرها.
وبالرغم من الملاحقات الامنية وضبط عدد كبير من السماسرة وتجار الاثار الذى وصل خلال الـ 8 أشهر الماضية الى 150 شخصا ومصرع العديد من المواطنين «العاملة بالاجر» كان آخرهم عامل نظافة فى قرية الدير بمركز طوخ والذى انهار عليه منزل خلال التنقيب عن الآثار واستغرق البحث عن جثمانه يومين، إلا أن حلم الوصول الى الثراء السريع عن طريق التنقيب عن الاثار أسفل المنازل مازال يراود الكثيرين، والاخطر ان هناك اكثر من 130 منزلا بقرية سنديون بمركز قليوب باتت مهددة بالانهيار فوق رءوس أصحابها بسبب التنقيب عن الآثار أسفل المنازل.
المشعوذون يستغلون بعض الأهالى البسطاء ويوهمونهم بوجود كنز أثرى أسفل منازلهم فى مناطق بعينها ويستولون على أموال كبيرة يقوم خلالها هؤلاء المواطنون ببيع ما يملكون من اراض وعقارات مقابل إخراج الكنز المدفون مما أدى الى انتشار عبارة «شوف لك شيخ يطلع الكنز» هى الشائعة حاليا حيث اصبحت كلمة السر لدخول عالم التنقيب عن الآثار والانضمام لطابور الواهمين والحالمين بالثراء السريع من خلال التنقيب فى مختلف انحاء المحافظة ضاربين بعرض الحائط التاريخ والإرث الإنسانى والحضارى الذى تعد مصر بفضله فى مقدمة دول العالم بكنوزها الفريدة حيث تمتلك اكثر من ثلث آثار العالم.
الغريب أن الدجالين وسماسرة التنقيب عن الآثار يوهمون المواطنين بضرورة شراء منازل بعينها بعيدة عن أعين رجال الامن بمبالغ تتعدى الـ 500 ألف جنيه وايهامهم أيضا بتمكينهم عن طريق استخدام أجهزة رؤية بصرية يتم جلبها من الخارج تعطى صورا مجسمة لنقوش فرعونية ومقابر وهمية لخداع أصحاب المنازل او الراغبين فى الاتجار بالآثار لتشجيعهم وجرهم إلى بئر الحفر للتنقيب عن الآثار وتحقيق حلم الثراء وهو مايتضح أنه سراب بعد الحفر والتنقيب والسقوط فى أيدى رجال الأمن.
كشفت واقعة انهيار حفرة للتنقيب عن الآثار بقرية الدير على رأس عامل ووفاته فى الحال اثناء التنقيب عن الآثار منذ عدة ايام عن وجود سراديب داخل عشرات المنازل بالقرية تستخدم للتنقيب عن الآثار لتكشف ان معظم المنازل بالقرية يستخدمها اصحابها أو يستأجرها البعض للتنقيب عن الآثار.
إبراهيم مغاورى ــ من الاهالى ــ أكد ان الظاهرة تنتشر بسرعة رهيبة فى القرية مؤكدا ان هناك سراديب كثيرة اسفل المنازل تغرى الراغبين فى البحث عن وهم الآثار للحفر لتحقيق حلم الثراء بعد انتشار حكايات الغنى الفاحش لمن نجحوا فى العثور على الكنوز المدفونة مطالبا بضرورة وقف الظاهرة قبل ان تقع منازل القرية فوق رءوس اصحابها بسبب التنقيب العشوائى، مشيرا إلى ان هناك اكثر من 35 منزلا يتم التنقيب اسفلها عن الآثار، والأهالى يقومون بذلك خلسة دون ان يخبروا أحدا.
ومن جانبه أكد الدكتور محسن بدوى ــ مدير عام الاثار بالقليوبية ــ أن عمليات الحفر التى ظهرت فى الآونة الاخيرة بقرى الدير بطوخ وعرب العليقات بشبين القناطر ومدينة الخانكة ومنطقة اتريب ببنها مؤكدا ان عدد الحالات التى تم التنقيب بها فى العام الحالى بلغ 35 حالة حفر بناء على بلاغات من الشرطة وتم الانتقال اليها وعثر على 10 حالات منها شواهد أثرية وتم التعامل معها طبقا للقانون بالاضافة الى عشرات البلاغات الكيدية من المواطنين.
واضاف مدير عام الآثار بالقليوبية أنه تم وضع عدة إجراءات للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد آثارنا واهمها قيام الوعى الاثرى بمنطقة آثار المحافظة بعمل توعية للاهالى بهذه المناطق والمصالح الحكومية بخطورة عمليات التنقيب وانها محرمة من القانون لأنها ملك للدولة وليست لأفراد، بالاضافة إلى مطالبة الأمن بتكثيف الحراسة على الاماكن الاثرية بـ 4 مدن هى طوخ وشبين القناطر والخانكة وبنها, بالاضافة الى تضافر جهود كل الجهات المعنية مع الآثار للحد من الظاهرة التى تمثل تعديا على الحضارة المصرية القديمة.
رابط دائم: