رثاء إلى شهيد

أيها الشهيد البطل.. أيها الأبى المقدام.. أيها الراحل إلى دار خير من دارنا.. أيها الأكرم منا جميعا. أى لسان يوفيك حقك فى الرثاء؟؛ أى كلمات تعطى معنى ما قدمته من وفاء وتضحيات؟!! هل بعد الجود بالنفس والروح من فداء!! من عطاء!! يا سيد الكبرياء فى الزمن المأثور بالصمت، أيها الصاعد إلى عالم الاعتناق، أيها التارك دار الزوال إلى دار البقاء، أيها المصاحب بإختيار الله لكم الرسل والأنبياء.. أى دم رائع هذا الذى منك سال؟ أى عبق هذا الذى منك فاح؟ فملأ الدنيا عطرا وعبيرا. أبيت إلا الصمود فوق القمم. أبيت إلا مكانا فوق النجوم. قلت أنك ستموت ولكن سنموت رجالا وأبطالا وقفت والشمس تشرق فينا إشراقها وتغرب فينا غروبها، شروقك فينا نور لا يفنى وغروبك عنا ذكريات لا تنسى، بطولتك.. شجاعتك.. اقدامك.. إيثارك.. فداؤك، كلها خصال تزينك فى اليوم ألف مره. أقسم لك أنك أقوى من جراحك، أقوى من زمانك ألف مره. أنت كل شيئ فينا، ذكراك ستبقى فى الفؤاد محبه. قتلوك لأنك ما كنت يوما رقما زائدا ما كنت يوما للغدر معاهدا، بل دوما للحق ناصرا ولنيل الشهاده راغبا. يكفيك أن الله شهد لكم أنكم ما متم ولكنكم أحياء عنده عز وجل ترزقون فرحون بما أتاكم الله من فضله. لا يؤلمنا الا فراق من أحببنا، وهل كفر يعقوب حينما ابيضت عيناه من الحزين وهو كظيم إلا لفراق يوسف!!! نعم نبكى رغم يقيننا أنكم أحياء. نحزن رغم يقيننا أنكم فرحين بما آتاكم الله من فضله، ولكن ماحزننا ولا بكائنا إلا كحزن وبكاء يعقوب وأسفه على يوسف على فراق من أحب وعشق. كل كلمات الرثاء عاجزه كل دموع الألم غير كافيه أنتم فى قلوبنا.. فى صدورنا.. بين خلايا أكبادنا أنتم عزنا وفخرنا، بكم يعتز الوطن ويفخر، بكم تعلو الأمه وتنهض... بكم تستمر الحياه فرحمه الله وريحانه على شهداء حرب أكتوبر المجيده 1973 و شهدائنا من الجيش والشرطة الذين روا دمائهم أرض الوطن، طبتم أحياء وأموات.