تسهم عملية توجيه البحث العلمى لخدمة قضايا البيئة والتنمية إسهاما بشكل فعال فى تقليل الفجوة بين البحث العلمى وتطبيقاته العملية، وفى الوقت نفسه يوفر استثمارا أمثل لتعظيم الاستفادة منه، ويدفع عجلة التنمية للأمام، أو الإسهام فى حل مشكلة والتقليل من سلبيات أخرى، وفى المجال البيئى تقديم منتج نافع باستثمار مخلفات تمثل عبئا على البيئة.
هذا ما توصل إليه البحث الخاص بالباحث عمرو محمد على العوفى الذى نجح من خلال عنوان رسالته، تطوير خلطة أسفلتية شبه دافئة وصديقة للبيئة باستخدام المواد المعاد تدويرها كمخلفات المبانى ونواتج كشط الأسفلت القديم لتحقيق الاستدامة التى نال عنها درجة الدكتوراه.
كانت أبرز النتائج هى نجاح الباحث فى تحويل مخلفات المبانى التى تكتظ بها شوارعنا وتسد تكدساتها الطرقات وتخنق الشوارع والميادين إلى قيمة مضافة يتم الاستفادة منها بتحويلها لمواد أساسية فى عمليات رصف الشوارع ،أيضاً الاستفادة من طبقات الرصف القديمة التى يتم إزالتها وكشطها تمهيداً لإعادة الرصف بها معاً كمواد أساسية فى الرصف الجديد.
> عمرو العوفى
ويقول صاحب الرسالة الدكتور عمرو العوفى: تلك النتائج مهمة بالنسبة لخطة الدولة الحالية الرامية إلى تحديث والتوسع فى شبكة الطرق المصرية والزيادة فى عدد الرحلات وخاصة استخدام الشاحنات الثقيلة، والذى معه أصبح تحسين أداء الطرق أمرًا أساسيًا، كما أن التجهيز لتنفيذ عمليات الرصف يلزم استخدام كميات كبيرة من الوقود فى ظل ارتفاع أسعاره، فى المقابل انخفاض الموارد الطبيعية للركام وهذه تشكل مشكلة أخرى، وبالتالى ايجاد حلول لهذه المشكلات أصبح أمراً ضرورياً.
وأضاف أنه، ومن المعروف ان معظم شبكات الطرق المصرية يتم إنشاؤها باستخدام الخلطات الاسفلتية الساخنة التى تنتج وتخلط عند درجة حرارة عالية تتراوح بين (150 و170 درجة مئوية) تتطلب طاقة وقود عالية وأيضاً فإن انبعاث الغازات الكثيفة الناتجة عنها تضر أضراراً بالغة ببيئة المواقع التى تتم فيها وماحولها، وبالتالى فإن نجاح البحث فى انتاج خلطات أسفلتية دافئة أو شبه دافئة أقل بكثير من حيث استهلاك الوقود المستخدم فى تجهيزها، كذلك فإن انبعاثاتها منخفضة جداً عن سابقتها. أى أننا نجحنا فى تجهيزات صديقة جداً للبيئة كما أنها تعتمد على خامات معاد تدويرها وتحقق نتائج مبهرة.
رابط دائم: