رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قيس العزاوى أمين عام مساعد الجامعة العربية: عشـت 35 عاما باسم مستعار هربا من صدام!

حوار - ناهد الكاشف
تصوير- محمد ماهر

  • تطوعت فى الجيش المصرى والتنظيم الطليعى وانضممت لحركة القوميين العرب
  •  
  • كنت شاهدا على مجزرة صبرا وشاتيلا ونجوت من الموت بأعجوبة

 

 

عاش غريبا عن بلده العراق ما يزيد على ثلث قرن من الزمان منذ أن قدم إلى مصر، ليدرس فى جامعتى القاهرة وعين شمس وعمل فى مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية وأسس فرقة مسرحية، ثم اضطر لظروف سياسية أن يتخلى عن اسمه الحقيقى ليعيش باسم حركى، وأن يسافر إلى فرنسا ويعيش فى باريس وألجأته الظروف للعمل فى شركة نظافة، وهناك أسس مكتبة وواتته الجرأة لينشر أعمال الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى الذى قاطعته دور النشر الفرنسية بعد إسلامه وتعرض للاغتيال، وفى بيروت طارده الموت أكثر من مرة فى أتون الحرب الأهلية، وعاد إلى العراق بعد غربة طويلة، أطلق عليه مثقف التنوع والاختلاف.

حصل من مصر على ماجستير فى الفلسفة الإسلامية وفى فرنسا نال الدكتوراه من السوربون.. إنها رحلة حياة عجيبة التنوع تبدو كأفلام الإثارة والرعب حافلة بالكفاح غايتها تكوين الذات والإسهام فى صياغة مستقبل واعد ليس لوطنه لكن للمنطقة العربية.

لم يكن حوارى مع السفير الدكتور قيس العزاوى أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، مقصورا على سرد مسيرته الشخصية الزاخرة بالحكايات، والاحداث وقصص كفاح، لكنه كان تأريخا لمرحلة مهمة جدا ساهمت فى تشكيل المنطقة العربية سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

من بغداد إلى مصر ثم فرنسا رحلة واستغرقت 34 عاما، كيف كانت البداية؟

وصلت إلى القاهرة فى السادس من سبتمبر عام 1963 وسجلت فى البداية فى جامعة القاهرة، ثم انتقلت إلى قسم علم النفس والاجتماع بجامعة عين شمس، ودرست على يد الدكتور أحمد فؤاد فايق والدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى والدكتور مصطفى زيور والدكتور لطفى فهيم والدكتور حسين عبدالقادر وغيرهم، عملت بعد ذلك لمدة عام فى مستشفى الأمراض العقلية فى العباسية، وإلى جانب دراستى كنت مهتما بالفن فأسست فرقة مسرحية وكتبت مسرحية شعرية ساخرة ومثلتها على مسرح نقابة المهن الزراعية وكان فى القاهرة مخرج عراقى اسمه «عبدالهادى مبارك» قام بتسجيل المسرحية وعرضها فى التليفزيون العراقى وكانت الكارثة، فبعد يومين من عرض المسرحية فى العراق حضر والدى إلى القاهرة وهو فى قمة الغضب فهو من العقليات المحافظة وقال لى «أنا أرسلتك إلى القاهرة لتدرس القانون لتصبح محاميا، فدرست علم النفس ورضينا، ولكن أن تصبح «ممثلا» لابد أن ترجع إلى الإسلام» وكأن التمثيل من وجه نظرة ارتداد عن الإسلام، فأقسمت له اننى لن أعيد الكرة مرَّة أخرى، فسجلت دراسة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية ودرست على يد أساتذة كبار منهم الدكتور «الباقورى» والدكتور «عبدالحليم محمود»

متى بدأت ممارسة العمل السياسى فى مصر؟

أثناء وجودى فى مصر انضممت لحركة القوميين العرب والتنظيم الطليعى وتطوعت فى الجيش المصرى، وقالوا لنا سنكون فى مجموعة المظليات فى مطار ألماظة، لكن للأسف لم نقاتل ورجعنا بيوتنا.

وفى العراق؟

خرجت من بغداد فى 63 لم أعد إليها إلا فى 68 وتشاء الصدفة أثناء عودتى قام «حزب البعث العربى الاشتراكى» بعمل انقلاب عسكرى فى يوم 17 يوليو 68 وكان عمى وزير فى هذا الانقلاب بينما أنا ناصرى أتحدث فى إذاعة صوت العرب وأتكلم عن البعثيين وقتها قال صدام حسين وكان أيامها نائبا للرئيس لعمى إنه سيقضى على كل القوميين وسيحبسهم فساعدنى عمى بعلاقاته ونفوذه على الخروج من العراق بجواز سفر باسم غير حقيقى، أنا اسمى قيس خزعل العزاوى، فأصبح اسمى قيس جواد وقد تخرجت فى الجامعة باسم قيس جواد وتزوجت وأنا اسمى قيس جواد وعشت طوال 36 عاما باسم غير اسمى.

كيف كان يتم التواصل مع عائلتك بعد خروجك من العراق؟

نتيجة لعملى بالسياسة وملاحقة نظام صدام حسين لى، أعلن أخى الكبير خبر وفاتى حتى لا تتعرض عائلتى للتنكيل لكونى معارضا لنظام البعث وبالتالى مطرودا منه لقد كان النظام العراقى الذى كنا ضده فى ذلك الوقت يمارس أنواعا من الاستبداد لم يعرف العالم مثيلا لها من قبل ولأننى كنت منتميا لأول لتنظيم جبهوى معارض لنظام صدام النائب فى ذلك الوقت، وهو التجمع الوطنى العراقى، قام النظام بالحجز على حصتى من ميراثى فحرمنى من كل شيء

كيف واصلت حياتك فى باريس، وأنت مجرد من الاسم والمال والأهل والوطن؟

فى عام 1972 تركت مصر إلى ليبيا، وقمت بالتدريس فى طرابلس سنتين دراسيتين قررت بعدهما أن أكمل الدكتوراه فى أمريكا، وفى طريقى طلب منى صديق يدرس الدكتوراه هناك التوقف فى باريس لكى أسلم عليه لمدة 24 ساعة فبقيت فى باريس 34 سنة لم أغادرها طوال هذه السنوات.

كانت أياما صعبة فى البداية، لذلك أجبرت على العمل لكسب قوتى ونتيجة لعدم معرفتى باللغة الفرنسية كان الحصول على وظيفة صعبا جدا وفى النهاية وجدت عملا فى شركة تنظيف شوارع باريس صباحا ومكاتبها مساء، وكان الجو فى فصل الشتاء فى الصباح قارسا جدا، وكان معى زميل مصرى وكنا لا نستطيع الاحتفاظ بلبس المعطف لأنه يجعل حركتنا مقيده وبطيئة، لذلك كنا مجبرين على خلعه فكنا نلف أوراق الصحف تحت القميص حول جسمنا حتى نحتفظ بالحرارة لنستمر فى عملنا بالشارع، واستمرت الأمور على هذا المنوال لمده ثلاث سنوات كنت أعمل منذ الصباح وأركب أول مترو الساعة الخامسة والنصف صباحا أبدأ العمل من السادسة حتى التاسعة بعدها أعود للاستحمام وأتوجه إلى الجامعة وأعود فى المساء من السادسة إلى التاسعة أى أعمل 6 ساعات يوميا، كل هذا لكى أدبر المال الكافى للسكن والدراسة، وفى السنة الثالثة انتخبنى العمال مندوبا لهم فى النقابة فكنت أجلس فى مكتب وأدير مخزنا لأجهزة وآلات التنظيف فكانت بالنسبة لى وظيفة مريحة.

ما الأسباب التى جعلتك تنضم لصفوف المعارضة ضد صدام حسين فى بداية توليه الرئاسة؟

لم يمنعنى سفرى خارج حدود الوطن وتغيير اسمى وانشغالى بالعمل والدراسة من ممارسة السياسة فى سنة 1975 عقب توقيع صدام حسين «معاهده الجزائر» مع شاه إيران لإنهاء الثورة الكردية مقابل تنازل العراق عن نصف شط العرب التالوك وأراض عراقية على الحدود، فأصدرنا فى الهيئة الإدارية لجمعية الطلبة العراقيين بيانا ندين فيه هذا الاتفاق، فما كان من عزة الدورى وزير الداخلية العراقى إلا أن أصدر قرارا بسحب جواز سفرى وكانت الحرب بين حزب البعث السورى والبعث العراقى على أشدها، الأمر الذى جعل وزير الخارجية السورى عبدالحليم خدام يقرر أن يمنحنى جواز سفر سورى.

ولم تثنينى هذه القرارات عن ممارسة عملى كمعارض شاركت مع مجموعة من العراقيين فى باريس بإصدار أول مجلة أدبية سياسية معارضة وهى «أصوات».

وفى عام 1978 غادرت باريس إلى بيروت أنا وزوجتى وابنتى، تواجدنا فيها قرابة 300 عراقى وعملت فى مركز دراسات الوحدة العربية كمصحح وبعد ستة أشهر، تبين للإدارة أننى مولع بالعمل، فقام المدير بترقيتى لأصبح سكرتير تحرير مجلة «المستقبل العربى» وقمت أنا ومجموعة من الصحفيين بتأسيس مجلة فهرست «وكنت مديرا لتحريرها تحت اسم «أحمد جواد» وهو اسم حركى، وأسسنا اتحاد الديمقراطيين العراقيين وكان بمناسبة تولى صدام حسين السلطة وجرت انتخابات الهيئة الإدارية للاتحاد من خمسة أعضاء هم عادل وصفى ومحمد الحبوبى وتحسين الشيخلى، والزهيرى أبو أيوب وقيس العزاوى وأرسلنا رسالة إلى صدام حسين مضمونها أننا نأمل أن يبدأ عصر جديد فيه حرية صحافة وحرية أحزاب وبعد بعث الرسالة بيومين، اتصل بى عادل وصفى ليقول لى هددونى بالقتل، قلت له لماذا يهددونك؟!.. نحن لم نفعل لهم شيئا نحن ديمقراطيين نطالب بحرية الصحافة ولا ندعو للعنف مطالبنا سلمية ومشروعة قلت له لا تخف.

وفى صباح اليوم التالى كان يودع زوجته ليذهب إلى عمله اقترب منه شخص على ظهر دراجة نارية وصوب إلى رأسه مسدسا كاتما للصوت وأطلق عليه الرصاص أمام أسرته وقتلة.. أصبت بالذعر واجتمعت مع اللجنة الإدارية وبدورها استعلمنا من القيادات الفلسطينية فعرفنا ان مجموعة اغتيالات أرسلت من بغداد ومعها صورنا لذلك لابد من أخذ الاحتياطات الحازمة وبعد شهر تقريبا كان تحسين الشيخلى يزورنى فى منزلى وعندما استدرك معتذرا من ابنتى التى كان يجلب لها كل مرة الحلويات ووعدها بأنه سيمر بمنزله ويقدم لها شيكولاتة ولكنه وبالقرب من منزله، أطلقت عليه من كاتم صوت عدة رصاصات على رأسه وسقط قتيلا.

بعد شهر من اغتيال عادل، جاء حادث أبو سلام الذى اغتالوه بثلاث رصاصات وهو يعبر جسر الكولا نفس الطريقة تكررت، سافر أبو أيوب إلى صيدا وبقيت أنا ومحمد الحبوبى على أثرها أخبرنا أبو الهول مسئول الأمن بمنظمة فتح وقيادى آخر من الجبهة الديمقراطية لنايف حواتمه وحذرانى قائلين: «أنتم و13 شخصية سوف تقتلون واحدا تلو الآخر وبعدها، انتقلت أنا وزوجتى وأولادى إلى السكن فوق بناية المخابرات العراقية وهو مقر مركز دراسات الوحده العربية ومصرف الرافدين كانوا يطلقون عليه «محطة المخابرات» أقمت فى المركز حتى حدثت مواجهات بين البعث السورى والبعث العراقى على أثر تفجير السفارة العراقية فى بيروت عام 1981 وكتب لى النجاة.

ثم جاء الاجتياح الإسرائيلى الذى بدأ فى الجنوب وحاصر بيروت وكنت أسكن فى حى جامعة الدول وهو حى خطر جدا وقد قصف بيتى بصاروخ ومن حسن الحظ أنه نزل فى صالة الاستقبال ودمرها ووقتها لم نكن فى البيت وأصبح الأمر أكثر خطورة، فانتقلنا إلى بيت بشير الدعواق، واستمر القصف وكانت المشكلة الرئيسية ندرة الماء وكانت تأتى فى أيام محددة ساعة واحدة، وكان مفتى الديار اللبنانية يبعث إلى ملك السعودية يتوسط لدى ريجان فيكلم بيجن وبيجن يعطى إذنا حتى يوصلوا لنا الماء لمدة ساعة من باب الإذلال والمشكلة لم تكن فى فقط شرب الماء ولكن فى استخداماته.

وفى ظل كل هذه الظروف الصعبة، طلبت من زوجتى الفرنسية أن تتركنى وتسافر إلى فرنسا لكنها رفضت.

ومن المواقف الصعبة التى عايشتها فى بيروت ذات صباح، فتحنا النافذة وجدنا الدبابات الإسرائيلية تجتاح المدينة تفتش عن الفلسطينيين والسوريين وكنت أنا أحمل هوية نقيب فلسطينى حتى يحق لى حمل السلاح وجواز سفر سوريا، وهو ما يبحثون عنه وكادت القوات الإسرائيلية تلقى القبض على لولا أن تدخلت سيدة تسكن فى البناية هى وزوجها لتقول للإسرائيليين بأن السكان أوربيون ولا أثر للمخربين فى البناية.

عايشت فى هذه الفترة مجزرة صبرا وشتيلا صف لنا كيف كان المشهد؟

عشت هذه الفترة بكل أحداثها الحزينة فقد حدثت بالقرب منا فقد تحول كل شيء إلى سواد كان الواقع مظلما ومرعبا انقلبت الدنيا كلها ضد وجودنا الحزن يملأ الأرض والسماء فى كل الارجاء دموع وقلق، مضت أيام وإذا بفاجعة أخرى زلزلت الأرض وانهارت بعض الأبنية وقفزت زوجتى وابنتى من فراشهما مذهولتين والكل يدعونى للنزول من البناية لكنى رفضت وقررت العودة إلى النوم وقلت إذا كان لنا نصيب فى الحياة فسوف نحيا.

متى كان قرار العودة إلى فرنسا مرة أخرى؟

فى يوم كان عمر ياسمين ابنتى 7 سنوات كانت تقول لى إنها تعرف أنواع الصواريخ والقنابل فور سماع صوتها وكانت تقول هذا هاون وهذه قذيفة دبابة سألتنى فى يوم: «بابا لو جت قذيقة على ومت يعنى ما فينى أشوفك تاني؟» وكان هذا السؤال كفيلا بأن يجعلنى أتخذ قرار العودة إلى فرنسا.

من الواضح بعد سفرك الى فرنسا لم تعد السياسة شغلك الشاغل وأصبحت تميل الى قضايا الفلسفة والفكر والثقافة كيف كان هذا التحول؟

هذا الكلام حقيقى فى عام 1983 لم تعد السياسة ميدانا لاهتمامنا فماذا نقول للناس بعد كل تنظيراتنا السياسية لذلك عكفت على كتاب رايش والتحليل النفسى ونشرته على شكل مقالات وفى فرنسا تعاقدت مع جامعة الدول العربية على تحرير وإصدار وطباعه مجلة شئون عربية وفى باريس طلب منى الرئيس الجزائرى «أحمد بن بيلا» لقائى وتم اللقاء فى جنيف وعرض على أن أكون مستشارا له ورئيسا لتحرير مجلة البديل باللغة العربية ومجلة «إلترناتف» بالفرنسية، وفى عام 1986 أنشأت مكتبة فى الحى اللاتينى سميتها «الافباء» وبعد فترة أسست درا نشر اسمها «أفكار» نشرت فيها كتبا عديدة ومنها كتب الدكتور عبدالرحمن بدوى «الدفاع عن النبى ضد منتقديه» وكتاب «آيات شيطانية» كما أصدرت مجلة دراسات شرقية، بعدها تعرفت على المفكر الكبير روجيه جارودى الذى أسلم وسمى نفسه رجاء وقد تعرض بعد إشهار إسلامه لمشاكل كثيرة، بعد أن كان مطلوبا من كل دور النشر فأصبح منبوذا، فقد رفضت 200 دار نشر فرنسية النشر له، إلا أنا فقد أخذت منه كتاب «مجد الإسلام وانحطاطه» وطبعته ونشرته لذلك وضعنى اللوبى الإسرائيلى تحت نظره.

لم يقتصر عملى فى فرنسا على العمل فى الصحافة والنشر فقد واصلت دراستى فى جامعة السوربون فأصبحت باحثا فى مركز الدراسات الإستراتجية بها لمدة ثمانى سنوات وحصلت على الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.

متى عدت إلى بغداد؟

بعد نفى لمده 35 سنة هى فترة حكم صدام حسين من 86 إلى 2003 بعد سقوط صدام، خرجت أنا وثلاثة من رفاقى إلى سوريا ومن القيماشلى على ظهر لوح خشب وضعناه على عجلتى سيارة ودفعناه حتى عبرنا للناحية الثانية إلى أن وصلنا إلى بغداد، وعند وصولنا لأرض الوطن بكينا عندما رأينا الكلاب تعوى والجنود الأمريكان فى بلادى والحرائق فى كل مكان كان مشهدا حزينا لن يمحى من ذاكرتى.

هل استرجعت اسمك الحقيقى؟

نعم استرجعت اسمى بعد عودتى إلى العراق بعد سقوط صدام، عدت إلى قريتى، وعملت إعادة قيد وعدلت اسمى ليصبح قيس خزعل واحتفظت بجواد العزاوى، لأن جواد أصبح يصل بين الاسمين.

ما هو شعورك بعد إعدام صدام؟

صدام هو من جاء بالأمريكان إلى بغداد بسبب ممارساته ضد إيران وضد الكويت، فقد قتل من العراقيين أكثر من أى شخص يتوقع أو يتخيل، «أنا كنت بحلم باليوم الذى نتخلص فيه من صدام لكن حقيقى أنا انزعجت جدا لإعدامه لأنه جاء فى يوم عيد وكان أمريكا تتحدى العالم الإسلامى والعالم العربى لكن هو انتقام أمريكى».

كيف كنت ترى المشهد فى العراق فى ظل الوجود الأمريكى؟!

لابد أن نعلم أن الأمريكان لم يأتوا لتحرير العراق من صدام هم جاءوا ليحتلونا، وكنت دائما أقول هذا الكلام، أنا ضد الحرب على العراق لأنها كانت حربا للاحتلال وليست حربا للتحرير، وظللت أقول إن المقاومة حق شرعى، إن الشعب الذى لا يدافع عن أرضه شعب جبان والعراقيون ليسوا جبناء، والأمريكان بدلا من أن يقيموا دولة ديمقراطية على غرار دولهم، وزعوا السلطة على أساس طائفى وعرقى ودينى، فمزقوا المجتمع والهوية العراقية الوطنية مثلما قال جورج بوش سنعود بالعراق إلى خمسين سنة للوراء».

ترى.. كم من الوقت يحتاجه العراق للنهوض وتجاوز كل ما حدث له؟

هناك سعى كبير جدا لإنقاذ العراق والحمد لله هناك وعى كبير جدا لتعويض ما خسرته فى الفترة الزمنية الحرجة التى مرت بها والحكومة الحالية تخطو خطوات سريعة نحو السلم الأهلى وتجاوز المحاصصة ونحو استشراف مستقبل أفضل، هناك سعى كبير جدا لإنقاذ العراق.

ما هو حجم الوجود الأمريكى فى العراق الآن؟

الوجود ضعيف جدا يقتصر على السفارة الأمريكية، وبعض الخبراء.

يرى البعض أن ما حدث فى المنطقة العربية كان خطة مدبرة، تخطط لها إسرائيل وتنفذها أمريكا، فهل نجحت إسرائيل فيما خططت له؟

إلى حد كبير هذا الكلام حقيقى فقد كان التحدى الأكبر للغرب القضاء على الدول القوية القادرة على التحدى فكان المخطط القضاء على العراق ثم الجزائر وسوريا ومصر، لكن مصر فوتت على الغرب كله التحدى الأمنى لأن لها مؤسسة عسكرية عريقة ولها تقاليد وقوة كبيرة، فتمكنت من الدفاع عن نفسها وأخرجت المجتمع المصرى من مأزق الاقتتال الذى كان الإسرائيليون يخططون له، لكن للأسف نجحوا فى سوريا والعراق وليبيا فقد دفع العرب ثمنا كبيرا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق