رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نخبة جديدة

كشفت أحداث يناير منذ ثمانى سنوات وما تلاها الكثير من عوار المجتمع وسبب هذا عن العوار ان هذا الشعب لم يجد نخبة مثقفة واعية مدركة لأهمية بناء الإنسان كما فعلت المجتمعات الغربية منذ بداية القرن العشرين وسنغافورة تحت حكم لى كوان يو ومهاتير محمد فى ماليزيا بخلق نخب جديدة موازية للنخب القديمة، وهكذا نجحت فى تدريب شعوبها على سلوكيات منضبطة سليمة وبالتالى أصبحت هذه الدول قادرة على بناء مجتمعاتها بعد خروجها من الحروب العالمية محطمة تماما بعكس الوضع لدينا ذلك أن النخبة التى تشكلت منذ يوليو 1952 لا تزال هى الموجودة حتى الآن، والجديد فيها هو تصدر جيل جديد منها للمشهد، ولا يعنى كون هذا الجيل جديدًا صغر سنه، وإنما يعنى كون اسمه جديدا على الساحة، فما حدث أنه قد تحرك من الصفوف الخلفية للصفوف الأمامية.

وكل ماحدث أن هناك تضخيما لأدوار فئات معينة على حساب أخري، تم تهميش أدوارها، مثل مراكز الأبحاث والمثقفين والتكنوقراط، على نحو سينتج عنه عدم تنوع النخبة وعدم قدرتها على القيام بوظائفها مما أدى لفراغ سياسى وفكرى وثقافى وهذا الفراغ يتم ملؤه بقضايا فرعية وتافهة تشغل الناس وهذه القضايا التافهة تشتت الأمة ولا تصنع رأياً عاماً ناضجاً وتلك هى المصيبة لأن المستقبل هو محصلة مقومات المجتمع الاقتصادية والثقافية والديموجرافية..

وفى كتاب، التحول الكبير: إعادة تكوين الثروات وشبكات التحول الاجتماعى فى عصر محمد علي، لباسكال غزالة، أستاذة التاريخ بالجامعة الأمريكية ترى أن التغيرات الكبرى أحدثها محمد على باشا وجمال عبد الناصر، فكلاهما أزاح طبقات حاكمة عن مواقعها فى السلطة والمجتمع، وأتاح صعود طبقات جديدة بقيمها وعلاقاتها، وكان التحكم فى السلطة وتوزيع الثروة كفيليْن بإحداث ذلك فى خلق نخب جديدة معبرة عن المرحلة والعصر فى ذات الوقت.

وربما يكون زخم الأحداث قد أدى الى تغيير الأشخاص ولكن لم تتغير طرق التفكير، ولم تتغير أساليب الإدارة، ولاتزال المؤسسات أعجز من أن تواكب الواقع أو تتكيف معه وتجمدت العلاقة بين الدولة والمجتمع، فلا الدولة كانت التنظيم السياسى المؤهل للتعبير عن المجتمع وتطلعاته، ولا المجتمع أصبح ناضجا وواعيا بالقدر الذى يجعله يتولى زمام المبادرة، هذا الاختلال الكبير مازال قائماً، فالمجتمع مازال يتغير، والمؤسسات تغير أشخاصها، لكن لم تتغير أوضاعها، ولَم تتغير أساليب الادارة وبالتالى مطلوب مفكرون يفكرون عنا وقادة يريدون مصلحتنا وبناة وطن مصلحون يعملون فى كل الميادين ـ طب وهندسه وتعليم وثقافة وتكنوقراط ـ وأحزاب تتوافر لديهم الشجاعة والجرأة على قلب المفاهيم وخلق الإبداع وبشكل عام فإن هذا البلد يحتاج سكانا جددا يحيون الأرض بعد تصحرها ولن يتحقق ذلك إلا بخلق نخبة جديدة شكلا ومضمونا.

هذه النخبة يجب أن تكون قادرة على صناعة الحلم القومى بمفردات عصرية نافذة إلى عقول وقلوب كل أطياف المجتمع، فالمجتمع الذى يفقد القدرة على الحلم يفقد فى اللحظة ذاتها القدرة على الحياة. ما أحوجنا إلى أناس لديهم القدرة على الحلم والخيال والسباحة بنا صوب المستقبل، مصر فى حاجة إلى قادة للفكر والرأى والفن والإبداع، فالنخبة هى التى تصنع القوة الناعمة، والأخيرة هى التى تعيد صناعة النخبة من جديد، وهكذا نقضى على ظاهرة النحر الممنهج لقوتنا الناعمة، لأن النخبة المزيفة أو الكاذبة تمثل خصماً من رصيد المجتمع، فهى بمنزلة جلطة فى شرايين الوطن ويتصور بعض مثقفى مقاهى وسط البلد التعساء أن الأمة المصرية منحتهم توكيلا للحديث نيابة عنها وقد رضوا بجهلهم وتحولت شلة مثقفى المقهى الفارغين، إلى نوع من العربدة والتعدى الفج دون أدنى خلق أو لياقة على مشاعر الرأى العام وشعائره ومعتنقاته، وهو عمل تؤثمه كل الدساتير الحديثة ومواثيق حقوق الإنسان العالمية، التى تنص على احترام شعائر الشعوب ومشاعرها.

  • ببساطة

> المصريون باتوا يرون بآذانهم.

> فساد النهايات من فساد البدايات.

> لا تغرق السفن من المياه إلا عندما تصل لداخلها.

> من كرمه الله لايحق لأى مخلوق إهانته.

> الحيرة هى بين الواقع والوهم الذى نسمعه.

> بعض أمانينا كانت حقوقا لم تنقذ.

> شقة على النيل بـ65 مليون جنيه!.

> البعض بينه وبين الفهم سوء فهم.

> كلما صغر العقل طال اللسان.


لمزيد من مقالات ســيد عـلى

رابط دائم: