رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لماذا جن جنون يوسف شاهين على «سعاد حسنى»؟

سينما يوسف شاهين سينما سخية تغلى بالأحاسيس والأفكار، فياضة بالمشاريع من أجل عالم أفضل، مجتمع أكثر نبلا وتصرفات أقل نذالة، من أجل شجاعة أكبر للتصدى للظلم والاستغلال ومن أجل تسامح أعمق، هذا عن سينما «شاهين»، اما بالنسبة للممثل عنده فقد كان «جو» عاشقا للممثل الذى يعمل تحت إدراته، ويحب إبرازه فى أفضل صوره، لكن كان يجن جنونه عندما يخل فنان أو فنانة بشروط التعاقد، ولا يحب «دلع» النجمات فى الاستديو، ولا يمتثل لشروطهن، فمثلا كادت الفنانة «سعاد حسنى» أن تدفع حياتها ثمنا، لطلبها أن تظهر بشكل معين فى فيلم «الاختيار».

ويرجع أصل الحكاية إلى أن الفنانة «سعاد حسنى» كانت تبحث دائما عن الكمال وتعمل بدقة، وتحب أن يتم تصويرها بشكل معين من أحد الجوانب فى وجهها، وبعد موافقتها على سيناريو فيلم «الاختيار» ذهبت فى أحد الأيام لزيارة شاهين فى منزله للاتفاق على بعض التفاصيل التى تشغلها فى السيناريو، وبعد أن انتهت مراسم الزيارة، وخرج معها من الشقة ليطلب لها «الأسانسير»، همست فى أذنه وطلبت منه أن يصورها من أحد الجوانب فى وجهها، وما كاد يسمع طلبها حتى جن جنونه وانتظر حتى حضر «الأسانسير»، ورماها فيه واغلق «الأسانسير» دون أن يرد عليها أو يجيب على طلبها، وفهمت سعاد أنها طلبت شيئا لا يجب أن تطلبه، فالتزمت فى «البلاتوه» بكل ما يقوله شاهين وتركت له وجهها يصوره من أى جانب.

 

شاهين يتساءل: أين النقود التى جمعت باسم تشجيع صناعة السينما؟

يبدو أن مشاكل السينما ليست وليدة اليوم فعلى مدى مشوارها والخبراء والمتخصصون يشكون من مشاكلها الكثيرة، هذه المشاكل التى تشبه مشاكل السينما الآن!، تنبهت إليها مجلة «المصور» عام 1954 وأجرت تحقيقا عنها وكيفية النهوض بها مع مجموعة من النجوم هم «المنتجة والفنانة آسيا، مدير التصوير عبدالحليم نصر، مدير الإنتاج إميل عطايا، المخرج فطين عبدالوهاب، الفنانة ماجدة، ويوسف شاهين..

تساءلت «المصور» فى بداية التحقيق قائلة: لماذا تعانى صناعة السينما فى مصر من الضيق ما لا تعانيه فى غير مصر؟ ولماذا يعتمد الفيلم المصرى على نسبة ضئيلة من السكان، مع أنه ناطق باللغة العربية ومع أن حوادثه تدور فى بيئة مصرية صميمة؟ ولماذا يقبل المصريون على الأفلام الأجنبية مع أن سوادهم يجهل اللغة التى تمثل بها هذه الأفلام؟ وما السر فى أن الأفلام الأجنبية التى مصرت لأنها ناجحة لم تجد من سكان مصر وأبنائها ما كانت تجده قبل تمصيرها من إقبال؟ أهى الأمكانات المحدودة؟ أهى رداءة القصة وضعف السيناريو؟ أم فشل الإخراج، والتمثيل؟ أم أشياء أخرى غير هذا كله؟ هؤلاء طائفة من المشتغلين بالسينما يتحدثون عن العوامل والأسباب التى تقف بصناعة السينما عن التقدم، مع أنها من أهم الصناعات فى مصر، واحدى الدعائم التى يقوم عليها صرح الاقتصاد والوطن.

المخرج الشاب يوسف شاهين تحدث بجرأة وقال: إن الأفلام التى تنتج فى مصر ليست إلا سموما تنفثها بأمانة ودأب، فى أذهان الجمهور، فإن السينما لم تعد هى حجر الأساس فى بناء عقلية سليمة، ولا فى نشر العلم! والمسئول الأول عن هذه الحالة هى الحكومة التى لم تمد يد المساعدة إلى السينما! كيف تسمح الحكومة للشركات الأجنبية بأن تعرض نحو 600 فيلم من أفلامها فى الموسم الواحد؟ وكيف تسمح لها بتخفيض أثمانها إلى الحد الذى تصبح فيه حربا على الفيلم المصري؟ إن الجمهور سيفضل بطبيعة الحال أن يدخل فيلما أجنبيا «بالسينما سكوب» بعشرة قروش على أن يدخل فيلما مصريا عاديا بعشرين قرشا، وهذه أول الكارثة، والكارثة الثانية أن بعض أصحاب دور السينما المصرية يرفضون عرض الأفلام المصرية، بحجة أنهم «عاوزين يعيشوا!» فما بالكم بأصحاب دور السينما الأجنبية؟ واذا ما تكرم أحدهم وقبل أن يعرض أحد الأفلام المصرية فسيحدد لهذا الفيلم «المحظوظ» مدة العرض فى شهر يونيو أو يوليو، عندما يهجر الجمهور القاهرة الى المصايف ويقل عرض الأفلام الأجنبية! أليس من حقنا أن نطالب الحكومة بأن تجبر أصحاب هذه الدور على عرض أفلامنا قبل الأفلام الأجنبية؟.

وهناك كارثة ثالثة هى الضرائب الباهظة فأين النقود التى جمعت بإسم تشجيع صناعة السينما؟ لقد وزعت توزيعا غير عادل، وسبب رابع هو أن الحكومة لا تمد يد المساعدة إلى شركات الإنتاج المصرية، مع أنها تقدم مساعدات فعالة لكل شركة أجنبية تنتج فيلما فى مصر، وإنه لأمر مثير حقا أن يجد المنتج المصرى كل ما كان ينبغى أن يقدم له من مساعدات قد وجه وجهة أخرى، فحورب هو وشجع المنتجون الأجانب!.

وأخيرا فإن الإنصاف يقتضينى أن أقرر هنا أن ضعف القصة والسيناريو من الأسباب الجوهرية لتخلف صناعة السينما فى مصر، وكذلك الشركات المنتجة، فقد أصبح كل من يملك بضعة آلاف من الجنيهات حريصا على أن ينتج لحسابه فيلما، مع أن ميزانية الفيلم يجب ألا تقل عن عشرين ألف جنيه بدون أجر الأبطال، وحسبنا انتاج ثمانية أو عشرة أفلام معقولة فهى خير من انتاج ستين فيلما فاشلا!..



عاصفة ترابية أنقذت "جو" من غضب الممثلين

تحت عنوان « مقالب الإخراج والإحراج» أجرت مجلة « الكواكب» عام 1954 تحقيقا مع بعض المخرجون عن المواقف المحرجة التى قابلوها أثناء إخراجهم، وكان هؤلاء المخرجين هم « حسن الإمام، كمال الشيخ، أحمد ضياء الدين، ويوسف شاهين، حيث بدأت التحقيق كالتالى.. كثيرة هى المواقف المحرجة التى تصادف المخرجين، خلال تصوير مشاهد أفلامهم... وتشترك القصص التى نسوقها فيما يلى فى أن رواتها كلهم من المخرجين، وفى أن حوادثها جميعا جمعت بين الإحراج والإخراج فى آن واحد..

وعن أحد المواقف الإخراجية المحرجة التى صادفته يقول المخرج يوسف شاهين تحت عنوان « كلهم شياطين الصحراء»: فى أثناء تصوير فيلمى « شيطان الصحراء» حدث أن قصدت إلى منطقة جبل الجيوشى بصحراء العباسية، ومعى عدد ضخم من الممثلين لتصوير مشهد هجوم على القلعة، وكان الوقت صيفا والجو قائظا، وأضعت وقتا طويلا فى تكرار تصوير المشهد المثير دون جدوى.

وأخيرا انتهزت فرصة شعور الممثلين بالظمأ وأفهمتهم أننى سأصرف لهم ماء الشرب من السيارة المزودة « بفناطيس» المياه، إذا أجاد كل منهم دوره على الوجه المطلوب، وحفزهم هذا الوعد على بذل قصارى جهدهم لإنجاح المشهد، فلما تم التقاطه التف حولى الممثلون يطالبوننى بأن أبر بوعدى، وناديت السائق وكلفته بفتح «الفناطيس» وصرف المياه، وهنا حدثت المفاجأة، فقد أخبرنى السائق أن « الفناطيس» خالية من الماء، وأنه كان ينتظر أمرى لكى يذهب ويملأها، وشعرت بأن الممثلين جميعا قد تحولوا إلى شياطين الصحراء، وتطاير الشرر من أعينهم، وتحفزوا لتمثيل مشهد طبيعى لهجوم خاطف لا على القلعة وانما على شخصى الضعيف، ولم ينقذنى من هذا المأزق سوى عاصفة مفاجئة تمكنت أثناءها من الهرب، والاختباء فى أحد الكهوف ولم أظهر إلا بعد عودة السيارة وبها الماء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق