على مدى أكثر من 5 آلاف عام تربعت أخميم على عرش صناعة الحرير الطبيعى والنسيج اليدوى فى مصر والعالم. كانت وجهة أساسية للسائحين من الداخل والخارج لشراء منتجات مميزة، ومن لا يتمكن من الحضور، كانت منتجات حرير ومنسوجات أخميم تصدر لكل أنحاء العالم، فكانت مصدرا لصناعة كسوة الكعبة المشرفة وتدخل فى صناعة ملابس ملوك أوروبا ورجال الدين.
لكن صناعة الحرير فى أخميم تعرضت لمشاكل عديدة خلال السنوات الأخيرة كادت تقضى عليها وتهدد باندثارها. وحاولت الحكومة التدخل عام 1995 بإنشاء قرية «النساجين» بحى الكوثر. تلك القرية قوامها 170 مصنعا صغيرا، بقوة 600 «نول» لنسج جميع الأقمشة. ثم أصبحت «النساجين» قريتين فى عام 2005، كما يشرح محمد حمدان الدقيشى .
فيوضح أن غالبية أبناء « أخميم» امتهنوا صناعة الحرير والنسيج منذ قديم الزمن. وكان يفترض أن تساعد «النساجين» بقريتيها على تكريس هذه الصناعة وتطويرها. فشرح أن « النساجين 2» قامت بإنشاء 122 ورشة بنظام التمليك الميسر.
ويبدو أن المشروع حقق نجاحا كبيرا، حيث جذب 950 أسرة بأفرادها للتملك والعمل. لكن سرعان ما حاصرتهم مشاكل عديدة من نوعية ارتفاع أسعار المواد الخام، وعدم توافر بعضها، مما أدى لزيادة الطلب على المستورد، وبالتالى ارتفاع أكبر فى الأسعار، كما أدى تدريجيا إلى تراجع أعداد الورش العاملة وانخفاض أعداد الأنوال بـ «النساجين 1» تحديدا إلى أدنى من 200 نول. فبدأت هجرة أصحاب الأيدى المدربة، أو اعتزالهم الحرفة بشكل كامل.
وزادت الأزمة بعد إعلان المحافظة زيادة القيمة الإيجارية للورش المطروحة للتأجير بنسبة 900% من 50 جنيها، عملا بمعدل إيجار التسعينيات فى «النساجين 1» إلى 450 جنيها. مبلغ زهيد بالنسبة لتأثيره على خزانة المحافظة، لكنه ضخم بالنسبة للعاملين بالقطاع ويزيد فوق أعبائهم أعباء.
الدكتور محمد التوني، المتحدث الرسمى باسم محافظة سوهاج، أوضح أن المحافظ أحمد الأنصارى بدأ إدارة مباحثات واجتماعات متعددة ضمت شيخ النساجين بأخميم وبعض العاملين بحرفة النسيج لوضع خطة قصيرة المدى لإنقاذ حرير «أخميم» ومنسوجاتها. وبالفعل تمت الاستجابة للعاملين بإعادة النظر فى قيمة الإيجارات. أما أبوبكر السيد، المدير التنفيذى لمؤسسة الفراعنة لشئون منتجات أخميم اليدوية.
فيكشف عن جانب آخر من مبادرات الإنقاذ، منها تخرج 100 شاب وفتاة كدفعة أولى فى المؤسسة بعد تدريبهم على حرفة صناعة الحرير الأخميمي. ويفترض أن يصل إجمالى أعداد المتدربين إلى ألف.
ويرى السيد أن جزءا آخر من الحل يكمن فى مشروع جديد لإنشاء مزرعة أشجار التوت، ومعمل لتربية دودة القز لإنتاج خيوط الحرير الطبيعى بعد فشل مشروع كان معدا له بالتعاون بين المحافظة والجامعة بجزيرة قرامان بوسط النيل. والهدف الأساسى عودة حرير «أخميم» لعرشه.
رابط دائم: