المزارعون يزيلون الأشجار لزراعة السمسم والفول السودانى ومحاصيل أخرى
يعد المانجو المحصول الرئيسى والإستراتيجى بمحافظة الاسماعيلية، ويعتبر صنف المانجو «العويسي» الاسماعيلاوى وفقا لتقديرات خبراء الزراعة - من أشهر الاصناف التى تتميز بها المحافظة، حيث تبلغ نسبة السكريات الذائبة فيه أكثر من 24%، وهذه النسبة تعد أعلى نسبة سكر على مستوى الأصناف على مستوى العالم.
وقد تعرض هذا المحصول المهم خلال السنوات العشر الأخيرة الى عدد من الضربات المتتالية، كان السبب الرئيسى وراءها التغيرات المناخية التى شهدها العالم خلال الفترة الأخيرة، بدءا من موجات الصقيع ثم الأمطار الغزيرة ومرورا بموجات الطقس الحار والاستعانة بأصناف أجنبية تسببت فى دخول بعض الأمراض الى مصر، ومنها مرض العفن الهبابي، وأخيرا الموجة الحارة التى تعرضت لها البلاد خلال شهر رمضان الماضي، وهى الأمور التى أدت الى تراجع محصول المانجو بشكل حاد، و حولت الأشجار فى كثير من الأحيان الى أشجار للزينة، دفعت عددا غير قليل من المزارعين الى التخلص من الأشجار والبحث عن محاصيل أخرى مضمونة العائد.
يقول المهندس كمال فتحى مدير عام الإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة بالاسماعيلية، إنه تم القيام بعمليات تقليم الأشجار ومكافحة ورش مرض «العفن الهبابي» الذى يصيب فاكهة المانجو، حيث تم القضاء على هذا المرض بنسبة 80%، الا ان ارتفاع درجات الحراة أدى الى « إجهاد حرارى «، بمعنى زيادة البخر من سطح التربة والنتح من الأشجار، وهو ما يؤدى الى فقد الرطوبة من داخل النبات وسقوط الثمار، ولكن المزارع الحديثة أو التى تتبع أسلوب الزراعات الكثيفة قد نجت من هذه التأثيرات.
ويضيف انه تم تكثيف الندوات بالتعاون مع قسم البساتين والتوصية بالحد من ارتفاعات الأشجار لأن هذا فى مصلحة المزارع، لأنه من السهل القيام بالرش، كما يتم عمل ندوات فى نهاية الموسم وتقليم الأفرع الجافة والمصابة والمتساقطة والمتشابكة والتكتلات الخضرية والزهرية واعداد الأشجار للموسم الجديد، لضمان محصول جيد، كما تم التنبيه على عمليات التقليم الصيفى فى شهر مايو بواسطة عمال مدربين لإزالة العقد، لعمل نموات خضرية جديدة تحمل المحصول خلال العام المقبل، بالإضافة الى إجراء عملية التسميد المتوازنة، وهو الأمر الذى يؤدى الى التغلب على صفة «المعاومة» بمعنى ان الأشجار تثمر فى عام ولا تثمر فى العام التالي.
ويشير الى انه يتم عمل ندوات للتسويق والتعبئة والجمع للمزارعين، لأن عملية التعبئة الصحيحة تضمن عدم تعرض المانجو الى التجريح أو تلف الأنسجة الخارجية، كما يتم التنبيه على المزارعين بعدم استخدام المواد الكيماوية أو أسلوب «الكمر» والتى تؤدى الى النضج السريع للثمار لضمان الحصول على أعلى الأسعار، كما يتم عمل برامج للمكافحة المتكاملة.
ويضيف ان مساحة الزمام المزروع فى المحافظة تبلغ نحو 430 ألف فدان، تمثل البساتين منها نحو 230 ألف فدان، وتضم العديد من الزراعات مثل الموالح والمانجو والعنب والزيتون والموز، بينما تصل المساحات المزروعة مانجو من 120 ألفا الى 130 ألف فدان، أى نحو 60% من المساحات المزروعة بالبساتين، ويعد مركز الاسماعيلية الاكثر تركيزا فى مساحات المانجو، يليه القنطرة شرق ثم فايد ثم القنطرة غرب ثم مركز ابو صوير فالقصاصين والتل الكبير على التوالي.
ويقول الحاج سيد الرفاعي «مزارع»: نقوم بزراعة المانجو منذ أكثر من 80 عاما، بل توجد لدينا أشجار يتخطى عمرها المائة عام وما زالت تثمر الى الآن، ونحن فى الاسماعيلية نتميز بالاصناف الغزيرة فى الانتاج والمذاق الممتاز وكذلك كمية السكريات العالية، كما انها لا تنافس من قبل انتاج المحافظات الاخرى نظرا لجودة هذه الاصناف، ولكن منذ عدة اعوام اصبحنا نعانى التدهور الشديد فى المحصول لدرجة ان الكثير من المزارعين بدأوا بالفعل فى اقتلاع الأشجار لزراعة المحاصيل الاخري، بالرغم من ان اشجار المانجو تأخذ فترة زمنية كبيرة نسبيا حتى تثمر حيث تحتاج مدة زمنية لا تقل عن سبع سنوات مع الخدمة الجيدة للارض.
ويشير الى ان هناك العديد من المزارعين قاموا بالتضحية بكل ذلك وقاموا بإزالة الاشجار لزراعة الفول السودانى والسمسم والمحاصيل الاخرى نظرا للمشكلات العديدة التى سببها قلة المحصول.
ويؤكد المهندس سيد ابراهيم محمد «خبير واستشاري» فى الخضر و الفاكهة، انه مع دخول بعض الاصناف الجديدة مثل الكيت والكنت والنعومى التى تم استيرادها من جنوب افريقيا وولاية فلوريدا الامريكية جلبت معها بعض الامراض التى لم تكن موجودة مثل مرض الانسى كلور او ما يسمى بلفحة الازهار، ويؤكد ضرورة عمل برامج حديثة ومتطورة لخدمة اشجار المانجو، تتضمن مواعيد التسميد والتقليم والرش والعزق ومكافحة الآفات، ويتم توزيعها على المزارعين ومتابعة تنفيذه لها من خلال المرشدين الزراعيين ومراكز البحوث وجامعة قناة السويس، لمحاصرة مشكلات المانجو وعمل الحلول للتغلب على هذه المشكلات.
رابط دائم: