-
فاطمة فؤاد أبو سريع: أسرتى كانت تؤكد دائما أن الثانوية العامة سنة عادية ويجب أن أبتعد عن أى توتر
-
والد مروان وحيد عبدالله: ابنى هزم التوحد.. وكان أملنا أن يتعلم ويتكلم ولم نتوقع أن يحصد هذا المركز
-
عبد الله محمد جابر: نظامنا صعب جدا.. لا يوجد كتب.. والدراسة تعتمد على البحث
لا أحد ينكر أن التفوق فى الثانوية العامة له مذاق خاص، وأن ظهور اسم الطالب المجتهد فى كشوف الأوائل يمثل ذروة الفرح وقمة السعادة فى سنوات دراسته، ولحظة إعلان نتيجة الثانوية هى لحظة النجاح الحقيقية ،فهى البوابة النهائية للالتحاق بالجامعة، ورغم أن الفرحة تنسى متاعب العام الدراسى فإن قصص النجاح وحكايات الاجتهاد تستدعى الوقوف أمام هؤلاء الطلاب بكل تقدير واحترام.
«بمجرد سماع نبأ أننى الأول على الثانوية علمى علوم مدارس STEM أصابتنى مفاجأة فلم أكن أتوقع حصولى على هذاالترتيب» هكذا بادرنا عبد الله محمد جابر، بمدرسة المتفوقين الثانوية بنين علوم وتكنولوجيا بمدينة 6 أكتوبر، وفسر إحساسه بالمفاجأة لأن نظام هذه المدارس صعب جدا حيث لا يوجد كتب ولا مناهج محددة بل إن الدراسة بها تعتمد على نظام البحث مثل الدراسات العليا بالجامعات، وأضاف عبد الله: رغم أننى حصلت على 95.1% وحصدت المركز الأول على مدارس المتفوقين الإحدى عشرة، فإننى لم أتوقع أن أكون الأول حتى على مدرستى، فقد كان معى 5 من زملائى على الأقل بنفس المستوى وكلهم متفوقون ويستحقون هذا المركز بجدارة.
ويصف نفسه خلال أوقات المذاكرة بأنه كان طالبا طبيعيا، فقد كان يخصص ساعتين أو ثلاثا من وقته يوميا للمذاكرة فى بداية العام الدراسى، ويقضى باقى اليوم فى الأمور العادية، حتى بدأ يزيد فترة الاستذكار تدريجيا.
-
سنوات المعاناة والتعب
مروان وحيد عبدالله «الأول علمى رياضة» بنظام الدمج
جاءنا صوته ضعيفا غير مصدق أنه الأول ،ورغم أنه يعانى مرض التوحد، وكذلك أسرته طيلة 17 عاما، «سنوات المعاناة والتعب» كما يقول والد مروان وحيد عبد الله، الأول علمى رياضة بنظام الدمج، ويضيف أنه منذ كان عمر ابنى ثلاث سنوات ونحن نعانى بسبب مرضه، وكان كل أملنا أن يتعلم ويتكلم، ولم نتوقع أن يحصد مركزا بين الأوائل ولكن الله أكرمنا بالمركز الأول علمى رياضة بنظام الدمج.. كما أكرمنا بمساعدة غير عادية من جميع المدرسين الذين كانوا يؤمنون بقدرة ابنى ،رغم أن الأطباء الذين يتولون علاجه كانوا ينصحوننا بأن نبعد عنه الأرقام حتى لا يتشتت تفكيره.. ونصح مروان زملاءه المقبلين على الثانوية العامة بأن يركزوا على حل نماذج الامتحانات، وأن يجتهدوا أكثر ولا يتركوا مجالا للملل.
فاطمة فؤاد أبو سريع الثانية مكرر أدبى بمدرسة عباس العقاد الرسمية للغات تقول: من البداية كان هدفى الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لأننى أتمنى أن أكون سفيرة بوزارة الخارجية لتمثيل بلادى فى الخارج، كما أتمنى أن أحصل على منحة دراسية فى الجامعة الأمريكية، وتضيف أنها كانت تذاكر دروسها من أول يوم، لهذا كانت متفوقة ومتميزة جدا فى درجات الاختبارات الشهرية، وكان ذلك يمثل دافعا مهما بالنسبة لها، وأنها كانت تذاكر فى بداية العام خمس ساعات بشكل يومى ومنظم، كما كانت تراجع خلالها كل الدروس، وكان ذلك سببا مباشرا للتفوق فكان مبدؤها فى المذاكرة: «لا تؤجل عمل اليوم الى الغد»، وتؤكد فاطمة أن والدتها الحاصلة على بكالوريوس تجارة ـ ربة منزل ـ كانت تساعدها فى المذاكرة، حيث كانت تناقش معها دروسها وتقوم بالتسميع لها ما حفظته من الدروس، وتشير فاطمة الى انها تعرفت من خلال النادى على احدى السفيرات وصارت بينهما صداقة كانت هذه السفيرة رمزا واملا وطموحا لها فى الحياة فكانت القدوة التى تمنت أن تكون مثلها، وتكونت هذه العقيدة من خلال دعم ومساندة هذه السفيره لها طوال الوقت.
ومن اهم عوامل النجاح التى أكدتها فاطمة أن الاسرة كانت تؤكد دائما لها أن الثانوية العامة سنة عادية ويجب ان تبتعد عن اى توتر وتؤدى ما عليها.
ويؤكد والد فاطمة السيد فؤاد أبو سريع الذى يعمل فى مجال الأعمال الحرة أن فاطمة من أسرة متفوقة علميا، وكانت من بداية العام تأخذ دروسا خصوصية فى كل المواد، بتكلفة تتراوح ما بين 1500 جنيه و2000 جنيه شهريا.
وبفرحة عارمة وحلم لم يكن فى حسبان الطالبة هانيا محمد ممدوح، الحاصلة على المركز الثانى مكرر أدبى على مستوى الجمهورية، اكدت لـ«الأهرام» أنها لم تصدق أنها من الأوائل، وتحمد الله على أن مجهودها آتى ثماره، وقالت إنها فى بداية العام الدراسى لم تكن تعلم ماذا تفعل وكيف تبدأ رحلة المذاكرة والمعاناة، وبعد مرور شهرين هدأت واستقرت أوضاعها فى استيعاب ما يدور حولها فى دوامة الثانوية العامة، وبدأت فى تنظيم وقتها ووضعت لنفسها جدولا تسير على نهجه حتى جاء وقت الامتحانات.
وأضافت أنها بطبيعتها متوترة جداً وترتبك بشكل سريع، وكان والداها يقفان بجانبها ويدعمانها، تقول: أمى كانت تشجعنى وتنصحنى بعدم التوتر وتطالبنى بالاجتهاد حتى أحصل على أعلى الدرجات فى النتيجة النهائية، والأسرة كلها وفرت لى كل احتياجاتى ودعمى نفسياً ومعنوياً بشكل كبير، ولم يقصر أحد فى حقى.
وعن دوامة الدروس الخصوصية تقول هانيا: إنها كانت تأخذ دروساً فى كل المواد، وتثق فى مدرسيها وقدراتهم، وقد بذلوا جهداً كبيراً معها ومع زملائها وتوجه لهم الشكر.
وتضيف أننى عرفت النتيجة من الانترنت ولم يتواصل معى أحد من الوزارة ليبلغنى بالنتيجة ،وأنا أشعر بالضيق لأن هذا أبسط شيء أنتظره ، وعرفت النتيجة منذ مساء أمس الأول، ولكنى لم أكن أعرف أنى من أوائل الجمهورية إلا من خلالكم.
ولا أنكر أننى كنت خائفة من النتيجة وأخشى ألا أحصل على مجموع جيد يرضيني، وأتمنى أن أدخل كلية الإعلام وأصبح إعلامية مشهوره لأن مثلى الأعلى الإعلامى «عمرو أديب».
وعن حياتها الخاصة أكدت هانيا أنها لم تعزل نفسها عن صديقاتها وأقربائها، بل على العكس كانت تخرج نهاية كل أسبوع وترفه عن نفسها، وكانت تفعل كل شيء تريده وتعيش حياتها بشكل طبيعي، وتتعامل مع الثانوية العامة بشكل طبيعى وليست على أنها «بعبع» الطلاب.
فيما تقول والدتها إنها لم تصدق أن نجلتها حصلت على هذا المجموع وهذا الترتيب، مؤكدة أنها كانت تتوقع أن تحصل على المركز السابع أو الثامن، ولكن أن تحصل على المركز الثانى فهذا بمثابة مفاجأة كبيرة لها وحلم كان بعيد المنال.
وأضافت أن الدروس الخصوصية كانت تمثل عبئاً كبيراً علينا سواء نفسياً أو مادياً، وكانت تكلفنا تقريباً حوالى 2800 جنيه شهرياً، وذلك على مدى 11 شهراً من المعاناة والضغط، ولكن الله سبحانه وتعالى كافأها.
-
آلاء: ظننت أننى لست من الأوائل.. وسلمى: وضعت لنفسى برنامجا للتفوق
آلاء محمد حسن الثانية على الجمهورية «أدبى»
فى أحد منازل شبرا مصر، رفرف طائر السعادة ، بعدما حصلت آلاء محمد حسن على الطالبة بمدرسة شبرا الثانوية بنات على مجموع 99.6% لتحل الثانية فى ترتيب أوائل الثانوية العامة أدبي.
أوضحت آلاء أنها لم تتلق مكالمة من وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، مما جعلها تظن أنها ليست من الأوائل وأن هناك خطأ فى نتيجتها ، لكنها بدأت تتأكد بعد مكالمات الإعلاميين لها لعمل حوارات صحفية معها لأنها من الأوائل، وأكدت أنها تعتبر مجموعها هدية إلى والدها المتوفى وهى فى الثالثة عشرة، فهى تعتبره قدوة حسنة لها، وتريد دائمًا أن تجعله فخورًا بها فى قبره.
وقالت إنها تتمنى أن تكون طالبة فى كلية إعلام، رغبةً منها فى الحديث عن المشكلات المجتمعية المختلفة وبالأخص ظاهرة «الأطفال بلا مأوي».
بمجرد دخولى منزل الطالبة آلاء، أطلقت أمها الزغاريد تعبيرًا عن سعادتها بها.
قالت والدة آلاء إنها توقعت لابنتها أن تكون من أوائل الإدارة وليس الجمهورية، وإنها قامت بدور الأب والأم معا بعد وفاة زوجها، وإنها شعرت يوم النتيجة بأنها نجحت فى جزء من مهمتها التى مازالت مستمرة مع آلاء وأختها الكبيرة.
أما سلمى وليد صقر ،علمى علوم، حاصلة على 409 درجات أى بنسبة 99٫8% من مدرسة محمد احمد ابراهيم بقرية كفر ايوب سليمان مركز بلبيس يقول والدها المهندس وليد صقر: إنها كانت تتميز من البداية بالطموح، وكان هدفها الالتحاق بكلية الطب، وذلك كان دافعها الأساسى للتفوق العلمي، ولهذا وضعت سلمى لنفسها برنامجا للمذاكرة قبل ان تبدأ الدراسة، وحددت مواعيد للنوم حافظت على هذا النظام طوال العام من 12 مساء حتى السادسة صباحا، واعتمدت فى مذاكرتها على الدروس الخصوصية التى كانت تحصل عليها فى جميع المواد من البداية كانت دروسا فى مواد الفيزياء والكيمياء واللغتين الفرنسية والانجليزية، ولم تهتم بالدراسة داخل المدرسة، كانت الدروس تبدأ من السادسة صباحا حتى الرابعة عصرا معظم أيام الاسبوع بتكلفة 500 جنيه شهريا، وكانت تساعدها الأم الحاصلة على بكالوريوس زراعة وتعمل موظفة بالادارة الزراعية ببلبيس، والأب مهندس مدنى بالمقاولون العرب بمدينة الغردقة، يحضر الى البيت اسبوعا كل شهر و الام هى التى تتحمل مسئولية البيت، ومنعت ابنتها من المشاركة فى اعمال المنزل كى تتفرغ للمذاكرة وتحقق هدفها، وكانت تساعد ابنتها فى المذاكرة وتشرح لها بعض المواد، سلمى هى الابنة الكبرى فى الاسرة المكونة من أربع بنات وولد، وكانت دائما متفوقة طيلة سنوات الدراسة، ويؤكد والدها ان هذا التفوق لم يكن وليد اللحظة ولكن كان نتيجة لجهد كبير منذ الصغر وخبرة متراكمة وجهود لتحقيق طموحها .
رابط دائم: