«جون روكفلر».. أغنى رجل فى التاريخ وأول ملياردير فى العالم من برج السرطان. ولد «روكفلر» فى 8 يوليو عام 1839. يوم ميلاده 8 يجعله منظما ومحددا ومبالغا فى القلق على نفسه. يعتبر «روكفلر» أهم رجل أعمال فى تاريخ صناعة النفط.. أسس شركة «ستاندرد أويل» فى كليفلاند بـ«أوهايو» عام 1870 والتى أصبحت خلال 7 سنوات أكبر وأضخم شركة احتكار لتكرير البترول.
استغل «روكفلر» حدوث الأزمة الاقتصادية وانهيار الأسهم سنة 1873 واشترى 22 مصنعا من أصل 26 مصنعا شرق أوهايو، وتمكن بذلك من السيطرة على نحو 90% من صناعة تكرير النفط فى الولايات المتحدة وأطلق عليه لقب «شيطان كليفلاند».
مولود السرطان فى داخله عاطفي، لكنه قَلِق ويخاف من إظهار مشاعره، بداخله أيضا عاطفة قوية تربطه بالمال.. هو عاشق لأوراق البنكنوت لأنها تمنحه شعورا بالأمان والقوة.
أطراف «سرطان البحر» تشبه الكماشة وقد سيطر «روكفلر» كالكماشة على صناعة النفط لأنه كان يخاف.
من شدة القلق بلغت حالته الصحية أقصى درجات الخطر حتى بدا وهو فى الثالثة والخمسين من عمره كهيكل عظمى خارجا من القبر. كان يعيش خائفا من شبح الفقر، ومن فقدان ما يملك، ولا يسمح لنفسه بإنفاق دولار واحد فى سفر أو فى شيء ممتع مع إنه أغنى رجل على الأرض!.
كان رمزا للبخل الشديد وأكل الحقوق، حتى مرض وأخبره الأطباء أنه سيموت لو لم يبتعد عن القلق ونصحوه بأن يحاول أن يستمتع بحياته، حينئذ فقط تذكر «روكفلر» نصيحة أمه.
«القمر» هو الكوكب المسيطر على السرطان، وفى الأساطير القديمة يُقال إن القمر هو وجه الأم التى تحرس أبناءها فى الظلام.. مولود السرطان يجد الأمان فقط فى بيته الأول حيث توجد الأم... بالنسبة له الأم هى الأصل والحب الحقيقى والحماية والذكرى التى يعود إليها فى هذا العالم الوحشي. الأم فى حياة السرطان لها دور رئيسي... مقولاتها تحفر فى ذاكرته طوال العمر، يسترجعها وقت الأزمات. والدة «روكفلر» المتدينة والمكافحة كانت تعلّمه أن واجب كل مؤمن أن يتصدق بماله.
تذكر «روكفلر» ذلك وبدأ يتحرر من القلق ويشفى عندما وجد سعادته فى مساعدة المحتاجين والمرضى. قام ببناء جامعتى «تسليجى» وشيكاغو»، وأنشأ مؤسسة باسمه لمحاربة الجهل والمرض ودفع الملايين لمحاربة وباء الإنكلستوما، ووباء الكوليرا، ونجح فى دعم صناعة البنسلين والحمى الشوكية والكثير من الأمراض المستعصية وعاش حتى بلغ من العمر 97 عاما وأصبح رمزا للعطاء بلا حدود.. إنه الوجه الآخر للقمر.
هذا الشخص الحنون هو نفسه ذلك الشخص الشحيح والقاسى الذى قال عنه الكاتب الأمريكى «دانييل يرجن»: «إن الشاب الذى ربح المزاد عام 1865 كان فى الـ 26 من عمره وترك انطباعا منفرا، وأدهش الآخرين كمعتزل، بعيد، قليل الكلام، جاف وزاهد». كالقمر البعيد الساكن لاأحد يعرف حقيقته ولا كيف ستكون خطوته المقبلة.
رابط دائم: