نجح الطبيب فى إيقاف نشاط الفيروس المتسبب بإغماءات وفقدان توازن الطفلة ضحية زواج الأقارب، بينما ازداد السمع ضعفا. فى ذلك الوقت عام1987 تعرضت الفنانة سهير البابلى لالتهاب بالأحبال الصوتية خلال عرض مسرحية (على الرصيف) للمخرج جلال الشرقاوى. استطاع طبيب أذن وحنجرة شهير علاجها وإعادتها سريعا لخشبة المسرح. قال الرجل: من ينجح فى إعادة صوت فنانة فى وقت قصير قد ينجح باسترداد السمع الضائع لطفلة صغيرة، هكذا تخيل. ذهب بطفلته إلى طبيب سهير البابلى وهو مفعم بالأمل.
احتار الطبيب ولم يصل لشىء وخرج بقرار صادم: عليك ان تقبل بصمم طفلتك وتعليمها لغة الإشارة. قالها وهو يلمح دموعا تكاد تقفز من الجفون. لم يقتنع الرجل بتقرير الطبيب الشهير، فهو يتطلع الى تحسين نسبة السمع الضئيلة لدى طفلته، وليس القضاء عليها، حتى يكون لها مكان بالحياة، فالسمع يفوق البصر أهمية.
قال الموسيقار محمد عبدالوهاب: الأذن هى كل شىء، أرى بها وأقدر الصوت وأثمنه بالسمع. ويعد د.طه حسين أفضل من وصف جمال الطبيعة وتفاصيلها برواياته، ودعاء الكروان شاهدا، يرى بأذنه وأتقن اللغات وتعمق بالثقافة وعرف الدنيا بالسمع وأحب بالأذن مؤكدا قول الشاعر (ياقَومُ أُذْنى لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ.. وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا..
قالوا بِمَن لاتَرى تَهذى فَقُلتُ لَهُم.. الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتى القَلبَ ماكانا). رفض الأب ان تكون طفلته مجرد رقم بين 7ملايين صم وبكم فى مصر. وعثر على الأمل عند طبيب بعيادة بسيطة فى بيت متهالك بحى السيدة زينب بكشف قيمته عشرة قروش.. للحديث بقية.
لمزيد من مقالات سمير شحاتة رابط دائم: