مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تنشط حشرة «الذبابة البيضاء»، وتتزايد أعدادها مع دخول شهر يوليو، وهو الشهر المفضل لها، وهي من أخطر الحشرات على محاصيل الخضر وأشجار الفاكهة، خاصة الطماطم والبطاطس والباذنجان والفلفل والقرعيات والقطن، لأنها تنقل العديد من الفيروسات، مثل فيروس «الاصفرار» وتجعد الأوراق، وتتغذى على السطح السفلي للأوراق.
ولذلك كان هناك بعض الحلول من خبراء الزراعة من أجل تقليل الخسائر التي تسببها هذه الحشرة في المحاصيل وإصابة نباتات، بالإضافة إلى سرعة انتشارها الذي يدمر كثيرا من المحاصيل، ويؤثر سلبا علي المزارع والمستهلك والمحصول والحقل، فالخسائر جماعية بسبب الذبابة البيضاء.
الدكتور محمد فهيم، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، يوضح أن الذبابة البيضاء حشرة صغيرة «مؤذية» لا تتوقف عن التغذية، و«عنيدة» لها مدى حراري «كبير» يتسع مع الوقت، ويتسع انتشارها الجغرافي فى مصر لتشمل مناطق زراعية أكثر وأوقاتا أطول في السنة مع التغير الواضح فى المناخ، لكن مازال الحر الشديد يقتلها ومثله البرد الشديد، وهي تتبع فصيلة الدقيقات، وقد تم رصد أكثر من 1550 نوعا منها في العالم، وتنقل أكثر من 200 فيروس نباتي. ويشير أستاذ المناخ إلى أنه نظرا لقدرة الذبابة على نقل ونشر الأمراض الفيروسية، فإن لها التأثير الأكبر على الإنتاج العالمي للغذاء، ففي المناطق المدارية وشبه المدارية، أصبحت مشكلة الذباب الأبيض واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه المحاصيل، وتقدر الخسائر الاقتصادية بمئات الملايين من الجنيهات في مصر، وللأسف يغيب الحصر الاقتصادي لمثل هذه الخسائر بسبب غياب الجهات العلمية والبحثية عن العمل فى هذا الخصوص.
ويرى أن استخدام مبيدات الآفات الأولية قد يكون ضروريا لمكافحة الإصابات الشديدة، غير أن الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى ظهور سلالات من الذباب الأبيض تكون مقاومة للمبيدات، لذلك لا ينصح إلا باستخدام المبيدات الحشرية الانتقائية (المتخصصة). ويرى أن أهم الاعتبارات عند مكافحة الذبابة البيضاء تكمن في أن المزارع تعود على استخدام مبيدات عالية السمية، تعطي نتائج قتل فورية للحشرات، لذلك ازدادت مقاومة الحشرات للمبيدات أضعافا، خصوصا الذبابة البيضاء.
ويشدد على أنه لابد من اتباع منهجية غير تقليدية تشمل استخدام أصناف وهجن «مقاومة» للفيروس من البداية، بالإضافة إلى اختيار ميعاد زراعة بحيث لا يتلاقي ظروف الطقس المناسب مع مرحلة حساسة من عمر النبات، وزيادة عدد الأجيال، واختيار برنامج الرش المناسب.
ويقول المهندس سعيد الفضالي، مهندس زراعي، إن الذبابة البيضاء عد شأنها شأن الآفات الأخرى من أعداء الزراعات والمزارعين على حد سواء، ومع التغيرات المناخية المتلاحقة وفوضى استخدام المبيدات، أصبحت الذبابة البيضاء أكثر شراسة وأكثر قدرة على إلحاق الأضرار الجسيمة بالنبات، مما يتسبب في إلحاق خسائر مادية ونفسية جسيمة بالمزارع.
رابط دائم: