رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة يكتبه: أحـمد البـرى..
الصفقة الخاسرة!

بعد تردد طويل أردت اطلاعك على تجربتى عسى أن تجد لها تفسيرا، وربما يستفيد منها آخرون، فلا يقعون فيما وقعت فيه من أخطاء، فأنا رجل أقترب من سن الخمسين، وأعمل فى وظيفة مستقرة، ولى عمل حر آخر، وقد تعرفت بعد تخرجى فى كليتى على فتاة حاصلة على مؤهل عال، وتعمل فى وظيفة مماثلة لوظيفتى عن طريق أحد أقربائي، وتوسمت فيها الخير، ونشأ بيننا إعجاب تحوّل إلى حب، فخطبة، فزواج، وبدأنا حياتنا الزوجية فى شقة متواضعة مثل كل شاب وفتاة، وتعاهدنا على الكفاح، والنهوض بمستوى الأسرة، والانتقال إلى شقة أكبر فى مكان أرقي، وإلحاق أبنائنا بمدارس خاصة متميزة ذات مستوى عال، وسعينا بكل جهدنا إلى تحقيق هذه الأماني، ورزقنا الله من فضله المال والبنون، فأنجبنا ستة أبناء بينهم توأم، والتحقوا بالمدارس والجامعات واحدا بعد الآخر.

وكأى أسرة واجهتنا المشكلات المعتادة بين كل زوجين، وتغلبنا عليها بالتعاون فيما بيننا ماديا ومعنويا، واشتركنا فى ناد قريب منا، وفى كل يوم نتحدث سويا عما مر به كل منا فى عمله، ونتبادل الرأى والمشورة فى كل كبيرة وصغيرة، ومرت سنوات بلا أزمات تذكر، ثم أخذت خلافاتنا البسيطة منحى آخر، فتعنتت ضدى فى أمور كثيرة، وحمّلتنى مسئولية كل خطأ يحدث فى حياتنا، وأى تقصير مادي، وطالبتنى بتسديد المبالغ التى دفعتها فى «الأشياء المشتركة» بيننا بحصة أكبر منى على أساس أننا اشتريناها بالمناصفة، وقدرت قيمتها وفقا لحساباتها، وحددت المبلغ المطلوب مني، وظلت تطالبنى به كلما وقعت مشكلة بيننا، فقلت لها إن الزوجين ليس بينهما حساب خصوصا عندما يكون لديهما هذا العدد من الأبناء، وأننى لم أدّخر شيئا من ورائها، فردّت عليّ بأن الأمور المادية ليست موجودة بين الأزواج عندما يكون الزوج هو الذى يعطى زوجته، ويغطى متطلبات أسرته، وليس العكس، ولا أدرى ما الذى غيّرها على هذا النحو، فلقد كانت الأمور بيننا على ما يرام، ولم آخذ من مالها مليما واحدا، ولم أطلب أى شئ لنفسي، وإنما شاركتنى فى الصرف على أبنائنا بإرادتها الكاملة ودون أن أفرض عليها ذلك، أو أحدد مبلغا تساهم به فى متطلبات الأسرة، وقد تعاملنا فى هذا الشأن كأبوين، وظللنا على هذا الوضع إلى أن فوجئت بتوكيلها محاميا لمقاضاتي، فرفع عدة قضايا ضدى للمطالبة بما دفعته فى شراء الشقة والأثاث، وتدخّل الأهل والأصدقاء، وأقنعوها بالتنازل عن هذه الدعاوى لما سيترتب عليها من انهيار الأسرة، واستأنفنا حياتنا الزوجية على وعد بأن يتقى كل منا الله فى الآخر، وأن يكون حسن النية فى تعامله معه، وأكدت لها أننى أحبها، وسأحاول إرضاءها بكل السبل.

وهدأت الأوضاع بعض الشئ لعدة أشهر، لم تتخللها سوى المناوشات البسيطة التى اعتدت عليها، ثم عادت إلى مطالبتها لى بتسديد المبالغ المستحقة عليّ من وجهة نظرها، وذكّرتنى بمواقف قديمة حدثت منذ سنوات بعيدة، وبنت عليها أوهاما، وتوقفت عن المساهمة فى متطلبات الأسرة، وتعمّدت إظهارى بمظهر العاجز أمام أبنائي، وطالبتنى ببيع ما تبقى من ميراثى عن أبى لإعطائها الأموال التى تدايننى بها، فرفضت ذلك بالطبع، فلجأت إلى حيلة أخرى بأن أبيع لها نصف الشقة وفقا للحصة التى شاركت بها فى ثمنها، فوافقت على اعتبار أن الشقة ملك للأسرة، وأنه لا فرق بيننا، وأن كل شئ سيؤول فى النهاية إلى الأبناء، وعلى الفور أخرجت العقد الذى جهّزته من حقيبتها، فوقّعته لها، وأنا أتطلع إلى انتهاء المشكلات بيننا لكى نتفرغ لتربية أبنائنا، وللأسف الشديد لم تمض أسابيع حتى عادت إلى المشاجرات من جديد لأتفه الأسباب، وزادت وتيرة الخلافات، وطلبت الطلاق، وهددتنى بأننى إذا لم أطلقها بإرادتي، فسوف تلجأ إلى المحكمة، ولم تفلح جهود الوسطاء هذه المرة فى إثنائها عما اعتزمته، وبالفعل لجأت إلى القضاء، الأمر الذى اضطرنى إلى أن أترك الشقة وأرحل إلى سكن آخر استأجرته فى حى قريب من شقتنا، وقد فعلت ذلك بنصيحة من معارفي، أملا فى أن تفوق من غيّها عندما تجد نفسها مسئولة عن الأولاد بمفردها، وتوقفت عن دفع أى نفقة لها، وادخرت هذه المبالغ إلى حين صدور حكم لها، فأدفع كل ما هو مطلوب منى فى خزينة المحكمة لكى لا أتعرض للحبس، ورفعت أيضا دعوى خلع، ومصاريف مدارس بما استطاعت أن تحصل عليه من إيصالات قديمة كنت أحتفظ بها فى البيت، ولم تكتف بذلك، إذ طردت ابنينا الكبيرين اللذين يدرسان فى الجامعة لأنهما ثارا عليها عندما أخبرتهما أنها سوف تتزوج بآخر بعد طلاقنا!، وبدأت مرحلة جديدة من المفاوضات مع أقاربها لكى يعودا إليها، فإذا بها تهددنى بطرد الأربعة الآخرين، وأنها سوف تقيم فى الشقة بمفردها باعتبارها مالكة لها، فقررت أن أضع حدا لتصرفاتها، فاصطحبت ابنيّ الكبيرين، وعدنا إلى الشقة، وطردناها منها ظنا منا بأنها سوف تلجأ إلى أمها للإقامة معها، لكنها خرجت إلى مكان لا نعلمه، وحاولت معرفة أين تسكن، فلم أتوصل إلى شئ، وبعد حوالى شهر استأجرت بلطجية اقتحموا الشقة فى غيابنا، وجمعوا كل محتوياتها لنقلها إلى مكان آخر، وعلمت من الجيران بأمرهم، فأبلغت الشرطة، وحررت محضرا بالواقعة، ثم تنازلت عنه بعد استعادة ما سرقوه، لكى لا تتعرض أم أبنائى للسجن.

وكم تمنيت أن تنتهى هذه الكبوة، وأن تعود المياه إلى مجاريها لكنها تمادت فى اختفائها، وحصلت على حكم بتطليقها، ونالت ما سعت إليه، وما أن انتهت شهور العدة حتى فوجئنا بخبر زواجها، وساءت نفسية الأولاد، ولم يتصوروا أن ترتكب أمهم هذه الحماقة، وأن تصرف أموالها على زوج جديد فى الوقت الذى تخلت فيه عنهم، فالحقيقة أننى أعانى صعوبة بالغة فى توفير المصروفات الدراسية لهم، فهم يتعلمون فى جامعات ومدارس خاصة تتكلف الكثير، وليس باستطاعتى وحدى تدبير أمورهم، وكانت هى السبب فى لجوئنا إلى التعليم الخاص بحجة أنها ستتولى مسئوليتهم!

لقد بحث أبناؤنا عنها بعد سماعهم هذا النبأ الذى أفزعهم، فردّت عليهم بكل برود بأنها لم تفعل شيئا عيبا ولا حراما!، ووجدتنى فى حيرة شديدة، وسألت نفسي: ماذا أفعل فى هذا الموقف العصيب؟، فجمعتهم، واحتويتهم تماما لإخراجهم من الحالة النفسية السيئة التى سيطرت عليهم، وأحاول مواصلة العمل ليلا ونهارا لكى أوفر لهم متطلباتهم، وقد تلوم عليّ إنجاب ستة أبناء، فأقول لك إن مسئولية ذلك تقع فى المقام الأول عليها، فهى التى كانت تهوى الإنجاب، وكم طلبت منها الاكتفاء بواحد أو اثنين لكنها لم تعر كلامى أى اهتمام، وليس معنى ذلك أننى أنفض يديّ من رعايتهم، والقيام على شئونهم، ولكنى أريد أن يعى الجميع ما حدث لي، فلا يقعون فيما وقعت فيه من أخطاء، فالنية الحسنة لا تكفى لزيجة ناجحة، ولكن يمكن أن يعرف المرء ذلك فى سنوات شبابه الأولى عند الزواج، فيختار من تساعده فى الحياة، لا من تقف عقبة فى طريق استقرار الأسرة طمعا فى مال أو غرض زائل، فتتخلى عن أبنائها فى وقت هم أحوج ما يكونون إليها فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

> ولكاتب هذه الرسالة أقول:

القاعدة العامة فى الحياة الزوجية هى أنه كلما زادت العشرة، زادت الألفة، وصارت رابطة الحب بينهما أكبر وأقوى مما كانت عليه، لكن ما حدث بينكما هو العكس تماما، فمع الأيام توسعت الخلافات، وتفاقمت المشكلات، وتأكد أن رابطة الزوجية التى جمعتكما لم يعرف الحب إليها طريقا، فهى «رابطة شكلية» اندفع إليها كلاكما لمجرد نظرة إعجاب عابرة بلا أساس يعضدها، ويقويها ضد تقلبات الزمن، فالزواج يقوم على دعامتين أساسيتين هما الزوج والزوجة، وبتعاونهما المشترك يتحقق بناء الأسرة، مصداقا لقوله عز وجل: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم21)، ولابد من توازن علاقتهما، والتزامهما بنظام يصون حقوق الزوجة، ويحفظ كرامة الزوج، ويحمى حقوق الأطفال باعتبار أن تربيتهم مسئولية مشتركة بينهما، وقائمة على مبدأ التشاور والتفاوض والتعاون، والمساهمة فى تحمل أعباء الحياة الزوجية، كما أن الالتزام بالإنفاق المشترك يعد واجبا تبادليا يقع على عاتقهما كل بحسب إمكاناته وموارده، ومن ثمّ يجب تنظيم علاقتهما المادية دون المساس بمبدأ استقلالية الذمة المالية لكل منهما، والعمل على ترسيخ منهج «المشاورة والمشاركة» فيما يلزم الحياة الزوجية، وخصوصا الجانب المالى درءا للخلافات والمشكلات المترتبة عليه بعد أن أصبحت المرأة مساهمة أساسية فى نفقات الأسرة، مع مراعاة الإقرار بجهود كليهما فى تنمية الموارد المالية، وإثبات حقوقهما فى حالة النزاع، ولا يتنافى ذلك مع ما فطره الله تعالى عليه وما وهبه من خصائص لكل منهما، فالزوجة تتحمل المسئولية الكبرى فى رعاية البيت وتربية الأبناء وخاصة فى المرحلة الأولى من أعمارهم، وهى بأدائها واجباتها الدينية والاجتماعية تجاه بيتها وأولادها وزوجها تنال رضا الله تعالى ورضا الناس، وعلى الزوج أن يوفر لزوجته ولأسرته ما تحتاج إليه مادياً ومعنوياً، وعليها هى الأخرى أن تسانده فى ذلك قدر استطاعتها، وفقا لظروفها وقدرتها، فكلاهما مكمل لصاحبه، واختلافهما اختلاف تنوع وتكامل، وليس اختلاف تضاد وتناقض، وتقع المسئولية العامة على عاتقهما معا، لكن المسئولية الخاصة تختلف باختلاف تكوين كل منهما الفطري.. قال الله تعالي: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» (النحل97)، وتتفق جميع الأديان والقوانين والشرائع السماوية على أهمية التكامل بين الزوجين، ففى المسيحية نجد أن الزوج هو قائد البيت، وأن هذه القيادة ليست دكتاتورية أو متعالية أو متحكمة تجاه الزوجة، وعليه أن يظهر احتراماً لزوجته ولآرائها، فالمحبة والاحترام صفتان يتميزان بهما، فإذا كانت هذه الصفات موجودة، فلن تصبح السلطة أو الرئاسة أو المحبة أو الخضوع مشكلة لأى منهما، والزوجة الفاضلة تستطيع المساعدة فى إعالة الأسرة، لكنها ليست مسئولة عنها بالدرجة الأولي؛ فهى مسئولية الزوج.

إن الصراع حول تقسيم المسئوليات والعمل أمر طبيعي، ولكن بالألفة والمحبة والاحتواء يصبح كل عسير لينا، وقد كان بإمكانكما أن تتبعا هذا المنهج فى حياتكما، ولكن طغت عليكما النظرة المادية، والاشتراك فى النادى الشهير، وشراء سيارة لكل منكما، وبدلا من أن تحمدا الله على نعمه التى أنعم بها عليكما، صارت هذه النعم وبالا على الأسرة بالأنانية والنظرة الضيقة للأمور، ولقد تشاركتما المسئولية عما وصلتما إليه.. هى بالإصرار على استعادة بعض الأموال التى دفعتها فى متطلبات الأسرة زيادة عما قررت المساهمة به، وأنت بتعنتك ضدها، وطردها من البيت، ولا أدرى ما الذى كنت تنتظره منها وأنت تصنع ذلك معها، وتطردها بمساعدة أبنائك من البيت الذى تملك نصفه وشاركتك فى كل شئ يتعلق بالأسرة من الأثاث حتى مصروفات الأبناء؟.. والحقيقة أنها تأكدت برد فعلك أنك سوف تغدر بها بعد أن تمسك زمام الأمور فى يديك، ولذلك سعت إلى الخلاص منك، وذهب الحب أدراج الرياح أمام طوفان الطمع المادى الذى اعتراكما.

إنه درس مهم بألا يكون همّ الزوجين جمع المال فقط، فتنقلب علاقتهما من مودة ورحمة إلى محاسبة مالية، فعلى قدر ما تكون الأهداف واضحة بين الزوجين، والمصارحة موجودة بينها بقدر ما تنعم الأسرة بالسعادة والاستقرار، مع وجوب تحديد الأولويات فى ضوء الزمان والمكان وظروف الأسرة، دون تقليد غيرها من الأسر، وينبغى إعادة النظر فى النفقات وترتيب الأولويات بما هو ضرورى وما هو ترفيهي، بحيث يتم استيفاء الضرورات أولا، ثم تأتى بعدها الكماليات وفق ما تسمح به ميزانية الأسرة، ولا مانع من أن يكون هناك هدف طويل الأجل، ومجموعة أهداف قصيرة الأجل، ويجتمع الزوجان على الاتفاق على هذه الأهداف، ثم يبدآن فى تبنى تحقيقها، ومن المهم عند شراء شئ جديد، أن يضعا نصب أعينهما أن الغرض الرئيسى من هذا الشئ هو «تحقيق السعادة»، وأن السعادة التى ننشدها جميعا ليست بشراء كل ما هو غالى الثمن الذى يضغط على ميزانية الأسرة، وبالأخص إذا كانت مشتريات كمالية، وإنما تتحقق مع ربط قرار الشراء بالمنفعة من السلعة المراد شراؤها، والنظر إلى البدائل الأخرى المتاحة بشئ من الحكمة والموضوعية.

إن الترشيد ضرورى لكل الأسر، ويجب تربية الأبناء على ذلك؛ لأن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي، ومن المهم أن يبتعد الزوجان بشكل أساسى عن الاستهلاك المظهري، وأن يتخذا قرارهما بالإنفاق من عدمه حسب أولوياتهما، وليس حسب ما يفرضه الآخرون، وتقول الحكمة «ما عال من اقتصد» فى المعيشة، أي: ما افتقر من أنفق فيها قصداً ولم يتجاوز إلى حد الإسراف، أو ما جار ولا جاوز الحد، ونعنى بالاقتصاد الرفق فى الإنفاق، فمن اقتصد فى المعيشة أمكنه الإجمال فى الطلب، ومن ثم قيل: «صديق الرجل قصده وعدوه سرفه»، و«لا كثير مع إسراف»، وبالطبع فقد فاتكما كل ذلك، ولم تتمكنا من مواصلة حياتكما معا، وجذبتكما الأمواج من كل جانب، فحاول كلاكما النجاة بنفسه، بمحاولة الاستئثار بالشقة والسيارة، وإلقاء مسئولية إنجاب ستة أبناء على الآخر، وتوقفت مطلقتك عن تسديد مصروفات المدارس والجامعات الخاصة، وتركت أبناءها للأنواء والأعاصير التى قد تعصف بهم فى أى لحظة، وسوف تتوالى المتاعب بمرور الوقت.

والآن وبعد أن صارت لأم أبنائك حياتها الخاصة، إياك أن تسيئ إليها، أو أن توغر صدورهم تجاهها، فهى أمهم، ومن حقها أن تراهم وتطمئن عليهم، والواجب عليك أن تذكرها أمامهم بالخير، لا أن تتحدث عنها بما تكره، وأرجوها أن تعيد النظر فى مسألة رعاية أبنائها، والمساهمة فى تسديد مصروفاتهم الدراسية، فهى تعلم جيدا ظروفك المادية، ولا يعقل أن تتركهم نهبا للفشل والتوقف عن الدراسة، فالأم هى من تربى أبناءها، لا من تنجبهم وتتركهم بلا سند ولا معين، وأرجو أن يتعلم الجميع الدرس بأنه لا حياة زوجية ناجحة ومستمرة دون وجود أسرة يسودها الود والاحترام والتكافل.. أسرة يصير الزوجان فى إطارها مسئولين معا عن رعايتها، وتحمّل تكاليفها المادية، وأن يعالجا خلافاتهما أولا بأول واضعين نصب أعينهما تربية الأولاد فى المقام الأول، وأن يدركا أنه لا أحد يحقق كل شئ فى الدنيا، فالحياة قصيرة جــــداً، وعلى كل منا ألا يقضيها فى ندب حظه، وأن يبذل ما فى وسعه لتحقيق مراده بالاشتراك مع الآخر، ثم يترك الأمر لله، فاحتو أبناءك، ورتب حياتك المستقبلية على أسس واضحة، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق