كل يوم
أزمة البطاطس كلها فوائد!

أعتقد أنه قد آن الأوان لكى تنطلق مصر باتجاه فلسفة جديدة تحكم معايير الاختيار للمواقع القيادية فى جميع مستويات العمل الوطنى خصوصا فى تلك التى تتحمل مسئولية التعامل المباشر مع مصالح الناس حتى لا تدهمنا مجددا أزمات تثير الحنق والغضب فى النفوس من نوع أزمة البطاطس الأخيرة.

إن مصر بطموحاتها المشروعة لبناء حاضر مستقر ومستقبل آمن تحتاج إلى منظومة عمل إدارية وفنية وسياسية تسترشد بكراسة إستراتيجية أهم بنودها إعادة الاعتبار لقيم العمل الشريف المنتج وترسيخ مبادئ الثواب والعقاب تحت مظلة من المحاسبة الأمينة التى تعطى كل ذى حق حقه فى إطار الحقوق والواجبات التى تسهم فى توفير القدرات التنافسية أمام المجيدين والمبدعين وتمنحهم ما يميزهم عن الكسالى ومثبطى الهمم.

إن نجاح القوات المسلحة وأجهزة وزارة الداخلية فى سرعة التعامل مع أزمة البطاطس لابد وأن يدفع الحكومة إلى مراجعة شاملة لدولاب العمل فى جميع أجهزة الدولة سعيا لتحسين الجهد الحكومى وتوجيهه صوب الاتجاه الصحيح الذى يسمح لنا بأن نستثمر كل إمكانياتنا الذاتية المتاحة فى الجهاز الإدارى للدولة «7 ملايين موظف وعامل» وذلك بدقة الأداء والإتقان فى العمل والحرص على الجودة وهو ما يتطلب عدم حجب الفرص عن أصحاب الموهبة والمعرفة لكى يأخذوا مكانهم المتقدم فى المنظومة الإدارية للدولة.

وهذا الذى أتحدث عنه يستوجب النظر بجدية فى كيفية إعادة تحريك الحافز الإيجابى للأفراد وتأكيد جدية رغبة الحكومة فى استثمار العقول والأفكار الواعدة حتى يشعر العامل فى كل موقع بقيمته وأهميته وكرامته تحت مظلة من القيم الإيجابية التى تعيد الحياة إلى شرايين الجهاز الإدارى للدولة.

إن بإمكاننا أن نستثمر أزمة البطاطس فى إجراء هزة إدارية واسعة من أجل الانتقال بالإنسان المصرى من مقعد الناقد والمشاهد إلى موقع الفاعل والمشارك.. ومن قلب الأزمات تنشأ إرادة التحدى عند الأمم الناهضة!

خير الكلام:

<< قمة البؤس عندما يحاول أى فاشل تبرير فشله!