كعادته وبتلقائية تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنتهى الانسانية .. وقارن ببساطة بين اثنين من المصريين الاول الشهيد البطل احمد المنسى الذى استشهد بسبب هجوم ارهابى دفاعا عن بلاده، والثانى كان يتجسس ويخون زملاءه ووطنه لحساب الارهاب الاسود.
الرئيس قال: «الفارق بين عشماوى والمنسى إيه، ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، والاثنان كانا فى وحدة واحدة، الفرق بينهما إن حد منهم اتلخبط وخان، وحد تانى استمر على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة.. الأول بنصقفلوا، والتانى عاوزينه علشان نحاسبه».. كانت هذه كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية الـ 29 أمس والتى كشفت حجم الفارق الكبير بين الاثنين، وأنه لا حدود للمقارنة..
وهو فى عمر الزمن كالفرق بين السماء والارض أو النور والظلام، فالمنسى الذى حصل على لقب الشهيد كان عشقه لوطنه يجرى فى جسده مجرى الدم فى العروق.. فى حين ان نقيضه الارهابى كان يهيئ نفسه للخيانة..
الاول ظل يرابط فى موقع خدمته ويدافع عن نفسه وزملائه وتراب وطنه لكن الاخر كان يتجسس على زملائه، وينقل تحركاتهم ويلعب دور الشيطان الكاره لنفسه ولوطنه ولاهله، فيوشى بمن يصلى الفجر ويتلذذ بسفك الدماء متجرداً من الشرف الوطنى والعسكري، بينما كان الشهيد الاسطورة خريج دفعة 92 يبث روح القوة والانتصار ويتدرب على كيفية مكافحة الارهاب … والخائن عشماوى يتدرب ويتلقى التمويل على كيفية الخيانة.
المنسى وصل الى قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفا للشهيد البطل عقيد رامى حسنين بينما عشماوى عاش قائدا لفلول الخونة والقتلة وهارباً مع سافكى الدماء فى الصحراء الغربية لمدة 5 سنوات، كان يخطط للتدمير ويفكر فى الهروب .. يقضى الليل متواصلاً بالنهار وهو يدرب الخونة امثاله على النيل من تراب الوطن.
وعندماً تفكر فيما فعله هذا وذاك قطعاً سنحتفى بالبطل الذى خلد التاريخ اسمه وملأت سيرته ارجاء الدنيا، وقطعاً سيلعن التاريخ عشماوى الذى تسبب فى مذبحة الواحات وقتل الابرياء، وظل يعيث فى الارض فساداً الى ان سقط فى قبضة العدالة، وهو الآن يحاسب على كل ما ارتكبه من كوارث انسانية وارهابية، وفى ذات الوقت لن ينسى احد مشاهد اللحظات الاخيرة للبطل الذى كرمته الدنيا كلها التى رواها زملاؤه الابطال المصابون فى الهجوم الارهابى الذى استشهد فيه قائلين: «عرفنا أنه بعد دخول السيارات المفخخة على الكمين، أن النقيب شبراوى استشهد، ومازالت الاشتباكات قائمة، وإن الارهابيين كانوا يبحثون عن أحمد المنسى تحديدًا بالاسم، وأنهم بعد حصار الدور الأرضى صرخ احدهم فى وجه أحد المجندين الأبطال وهو مصاب قائلًا بلكنة واضحة «وين المنسي، وين المنسي، وين المنسي» أكثر من 3 مرات، وعندما رفض المجند الارشاد عن مكان الشهيد البطل أحمد لأنه كان يقوم بعملية تأمين السطح العلوى للمبنى ويدير الاشتباكات من أعلى ، قتل هذا الارهابى المجند الشهيد فى الحال».
ويستكمل الابطال الرواية «عرفنا أن أحمد كان فى تلك اللحظات يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وباقى زملائه، وأثناء تغييره لموقعه تلقى طلقة أثناء تحركه من مكان لمكان حتى لا يكون ثابتًا وواضحًا للإرهابيين من موقع واحد، ولأن وقت الاشتباكات كان ليلًا فطلقة الرصاص كان لها وميض فكان من الممكن معرفة مكانها»، حيث اخترقت طلقة مؤخرة رأسه من عيار 54 مم، وهذا النوع من الذخيرة يتم ضربها على السيارات ذات التدريع الخفيف وليس على الأفراد لأنها كبيرة الحجم»، وهكذا استشهد البطل فى ميدان المعركة بكل رجولة وشرف ليضرب فى الوطنية بينما ظل عشماوى هارباً ليضرب ذات المثل فى الخيانة والجاسوسية ففى الوقت الذى ارتقى فيه المنسى فى العطاء حتى نال أعلى درجات الشهادة، ارتقى المجرم إلى أسفل سافلين حتى نال أحط درجات الخسة والنذالة.
رابط دائم: