الجزاء من جنس العمل، ولأن الله هو الحكم العدل فقد جاء عقابه للمجرم سريِعا. العقاب تلقاه قاتل زوجته المكافحة الصابرة فيِ قريِة كفر النصر مركز ميِت غمر والتيِ نحرها كالبعيِر وتحول دمها إلي نهر أغرق المنزل فيِ مشهد مفزع لن يِنساه أطفالها مدي الحيِاة ، ثم أشعل النار فيِ نفسه بعدها بيِوميِن ليِدخل العنايِة المركزة فيِ مستشفي دقادوس عندما رفض خاله إيِواءه فيِ منزله متجرعا طعم الموت والعذاب فيِ كل لحظة.
هانيِ س ع (38 سنة) عامل عاطل استسلم للكسل والخمول وعبثت الخمر بعقله فضيِعته وهوت به إلي مسالك الضيِاع ، قبل نحو 16 عاما تزوج من سحر ر (35 سنة) ربة منزل، وقدم نفسه لأهلها علي أنه تاجر وعزز ذلك إنفاقه ببذخ وقت الزواج وهو ما تحول فيِما بعد إلي إسراف واستهتار، لم يِحمد الله علي نعمة الزوجة الصالحة التيِ تتحمل المسئوليِة وتشاركه العمل والإنتاج ، ولم يِشكر الله علي أن رزقه ثلاثة أبناء أكبرهم شروق فيِ الصف الثالث الإعداديِ وأصغرهم عبد الرحمن فيِ الصف الأول الإبتدائيِ زهور متفتحة جميِلة .
ترك هانيِ لشهواته العنان مع رفاق السوء وأصدقاء المتعة لتعاطيِ المخدرات والنوم طوال النهار وعدم الإنفاق علي المنزل ، ولم يِخضع لنصح زوجته مرارا بأن يِبتعد عن هذا الطريِق المدمر بل حول حيِاتها إلي جحيِم وسمع الجيِران أصواتهما المرتفعة كل يِوم نتيِجة الصيِاح والجدل فيِ محاولة منه لإقناعها ببيِع المنزل الصغيِر الذيِ إشترته من عرقها وبيِع مصوغاتها وعمل الجمعيِات مع الجيِران ومساعدة أهلها وسجلته باسمها وكتبت علي نفسها ايِصالات لاستكمال تسديِد قيِمته ليِكون سيِاجا يِؤمن الأولاد ويِوفر قيِمة إيِجار الشقة . لكن الزوج كان له رأيِ آخر فهو يِريِد بيِع المنزل والاستيِلاء عليِ ثمنه واستئجار شقة للسكن واستثمار البقيِة فيِ مشروع تجاري لبيِع الخردة يِدر دخلا لكن زوجته التيِ لم تعد تثق به رفضت بشدة التفريِط فيِ المنزل الذيِ هو كل ما تملكه من حطام الدنيِا.
لم يِطل الزوج التفكيِر كثيِرا لأن إبليِس كان يِزيِن له الحل السريِع وهو التخلص من الزوجة بأيِ طريِقة ، انتظر حتي نام الأطفال، وفيِ بعض الروايِات وضع لهم منوما فيِ عبوات مشروبات غازيِة ، ثم دعاها لإعداد طعام العشاء وفاتحها لآخر مرة فيِ بيِع البيِت، فجاء ردها القاطع بالرفض ليِحوله إلي ذئب مفترس ووحش كاسر فأسرع إلي خنقها بحبل كان جهزه ولما أفلتت منه ضربها بحديِدة علي رأسها ثم أسرع إلي طعنها بسكيِن فيِ رقبتها فصلتها عن جسدها وغرقت فيِ دمائها حتي استيِقظ الأبناء صباحا علي بحر من الدم وأمهم قد أسلمت الروح فدخلوا فيِ حالة بكاء هستيِريِة جماعيِة بيِنما فر الأب بسرعة هاربا إلي خارج القريِة . وأمام العقيِد نبيِل بندق مأمور مركز شرطة ميِت غمر والرائد أحمد فريِد رئيِس المباحث قالت شروق الابنة الكبري ان والدها أراد بيِع البيِت وكان دائم الخناق مع أمها ولا يِنفق عليِهم وأصبح الوضع لايِطاق. وتم اخطار اللواء علاء سليِم مساعد وزيِر الداخليِة لقطاع الامن العام و اللواء محمود ابوعمر مديِر مباحث الوزارة وأصدر اللواء محمد حجيِ مديِر أمن الدقهليِة توجيِهاته إلي مديِر مباحث المديِريِة اللواء محمد شرباش بسرعة ضبط المتهم ، وتم تشكيِل فريِق بحث باشراف اللواء حسنيِ عبد العزيِز وكيِل المباحث الجنائيِة بقطاع الامن العام تمكن من الوصول إلي المتهم بيِنما كان يِحاول الإختباء لدي خاله فيِ بندر ميِت غمر ورفض إستقباله ، فما كان منه إلا أن سكب البنزيِن علي ملابسه وأشعل النار فيِ جسده ليِتم نقله إلي العنايِة المركزة فيِ حالة خطيِرة بحروق من الدرجة الأولي ليِواجه خيِاريِن أسوأ من بعضهما ، إما أن يِعيِش مشوها معذبا حتي يِتم القصاص منه بحكم عادل، وإما ان يِذهب إلي الجحيِم غيِر مأسوف عليِه، أما الأطفال فقد انتقلوا للعيِش مع جدتهم فيِ ميِت غمر وسط إلحاح وتنافس من بعض الجيِران لتربيِتهم والتكفل بتعليِمهم ورعايِتهم.
رابط دائم: