يخطيء من يظن أن القياس الصحيح لحجم ما تحقق علي أرض مصر من إنجازات في السنوات الأربع الماضية التي تمثل عمر الولاية الأولي للرئيس السيسي يمكن رصده في عملية جرد حسابية صماء لأن ما جري أكبر وأعمق من آلاف المشروعات التي ورد ذكرها في الكتيب الصادر عن مجلس الوزراء تحت عنوان «الإنجاز والتحدي».
إن ما جري في مصر خلال سنوات الولاية الأولي للسيسي أعمق وأشمل مما جري رصده بالأرقام – وهي صحيحة – فنحن إزاء عملية تغيير أساسي وشامل في المجتمع بعد النجاح في استعادة الأمن والاستقرار.
نحن أمام تجربة فريدة اقتبست من الغرب ومن الشرق أفضل الدروس المستفادة التي وفرت للقيادة السياسية – دون طنطنة ودون ضجيج إعلامي – مقومات وركائز دراسة شاملة لكيفية التعامل مع التحديات والمصاعب المتراكمة منذ سنوات بعيدة.
وإذا كان البعض قد أبدي تشككا في توصيف وتسمية ما جري في 30 يونيو ومحاولة نعته بالانقلاب العسكري علي غير الحقيقة وبالتجاهل لمشاعر ومطالب أكثر من 30 مليون مصري خرجوا في هذا اليوم المشهود فإن ما جري في السنوات الأربع الماضية جاء كاشفا ومؤكدا أن 30 يونيو ثورة حقيقية بالمعني المتعارف عليه أكاديميا وسياسيا باعتبار أن الثورة هي محاولة تغيير الأمر الواقع نحو الأفضل وواقع الحال علي أرض مصر في السنوات الأربع الماضية هو أفضل عنوان لجدية السعي لتغيير الأمر الواقع طلبا لوطن أفضل.
الثورة طريق صعب وما كان أسهل علي السيسي أن يلتف حول راية الثورة مكتفيا بمنهج «تحسين الأوضاع» لكسب المزيد من الشعبية ولكن الرجل آثر أن يحترم راية الثورة وأن يترجم معانيها في السعي لتغيير جذري في تكوين المجتمع وذلك ما سيسجله له التاريخ بأحرف من نور!
خير الكلام:
<< أدين بالفضل لمن يحبني.. ولكنني أعشق من يهتم بي!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: