رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حادث على طريق «الخيرى»..
أحرقت العشيق حيا ليصفح الزوج عنها

محمد شمروخ

كان شرطه غريبا لكى يعفو عنها بعد أن ترددت الأقاويل عن علاقتها المريبة بجارها القهوجى الشاب، فقد قرر الزوج أن تشاركه الزوجة فى طريقة ستؤدى إلى التخلص منه للأبد وكان تحقيق هذا الشرط هو الضمان الوحيد لإثبات ندمها على الخيانة.

ولم تجد الزوجة مفرا من الامتثال لخطة الزوج، وإلا فلن يغفر لها ما كان من علاقتها الآثمة بهذا الشاب المدعو علاء القهوجي!.

كانت الخطة بسيطة ومضمونة النتيجة، فلن يكلفها الأمر إلا أن تضرب للقهوجى الشاب موعدا فى مكان بعيد عن العيون، هناك فى طريق موحش اسمه طريق «الخيري» لا يكاد يمر به أحد بالقرب من محطة للصرف الصحى على أطراف قرية محسن التابعة لدائرة مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة.

وبالفعل اتصلت الزوجة بالقهوجى، الذى لم يكذب خبرا، وانتظر حتى تشتد ظلمة الليل ولا مصدر للضوء حتى القمر كان غائبا فى أواخر أيام الشهر، لكنه لم يكن يدرى ما دبر له، فما أن توغل فى الطريق حتى انقض عليه الزوج المكلوم فى شرفه وفى لمح البصر، شل حركته بينما ساعدته الزوجة فى تقييده ثم أفرغ البنزين من جركن كان قد اشتراه وهو فى طريقه إلى المكان الموحش، وأشعل النار قبل ان يستوعب العشيق الآثم الصدمة ولم يكن هناك فرصة لإنقاذه، فليس سواهم فى المكان وهم يشكلون معا واحدا من أشهر مثلثات الجريمة (الزوج المخدوع- الزوجة الخائنة- العشيق الآثم).

لم يستمع أحد لصرخة العشيق الآثم واستغاثته فقد تحول إلى كتلة مضطربة من اللهب ما لبثت أن خمدت غير بعيد عن موضع وقوف الزوجين وهما يرقبان سقوطه والنار قد أتت عليه حتى حولت جثته إلى كومة من الأشلاء المختلطة بالتراب والرماد.

أخذت الزوج نشوة الانتصار واصطحب زوجته إلى منزلهما المجاور لمنزل أسرة الفتى فى قرية ميل التابعة للصفاصيف بمركز دمنهور الذى اختفى فجأة من الكشك الصغير الذى يبيع فيه الشاى ومن القرية كلها.

فى البداية لم يلفت غيابه اهتمام أحد، لكن طال الغياب وبحثوا عنه ولم يجدوه ولم يكن من بد للإبلاغ عن الغياب المريب، ووضع أبوه يده على قلبه فزعا عندما أخبروه أن بقايا جسد إنسان محترق عثروا عليها فى طريق «الخيري» عند محطة الصرف بقرية محسن بالدلنجات وتمنى ألا يكون هو ابنه، لكنه استجاب لطلب رجال المباحث الذين انتقلوا للتحقيق فى واقعة العثور على أشلاء آدمية محترقة بالطريق، بأن يجرى تحليل الحمض النووى (دى إن إيه) لمضاهاته بتحليل الجثة. 

وجاءت نتيجة التحليل بالخبر اليقين الذى لم يكن مفاجأة للأهالي، فمنذ العثور على الجثة وموافقة توقيت العثور عليها مع اختفاء علاء، وأهل قرية يتهامسون بما كان بين الفتى القتيل وجارته لكنهم لا يعلمون ما خطط له الزوج ونفذه.

وكان لابد أن يصل همس الناس إلى فريق البحث الجنائى الذى يحقق فى الجريمة، فها هى كل المعلومات تؤكد أن علاقة آثمة ربطت القتيل بزوجة جاره، بينما لم يبد على الجار أى رد فعل تجاه الزوجة حتى بعد ما تردد عن أنه سبق أن قام بضبطهما متلبسين فى فراش الزوجية، لكنه لم يفعل شيئا منذ ذلك الوقت وهو ما أثار الشكوك حوله.

وبعد استدعائه مع الزوجة ومناقشته مع مواجهته بالمعلومات من خلال فريق البحث الذى أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام واشرف عليه اللواء محمود ابو عمرة مدير مباحث الوزارة، اعترف على الفور بقتل الشاب عقابا له وانتقاما منه على علاقته مع الزوجة التى وافقت على مشاركة الزوج فى حرق علاء، بعد استدراجه إلى مكان بعيد عن قريتهم، حيث اشترى الزوج جركن البنزين من محطة وقود بالدلنجات وهو فى الطريق إلى المكان الذى اتفق فيه القتيل مع الزوجة على لقائه بها فيه، وقاما بتقييده وحرقه، وتركا المكان وظنا أن بعد المسافة بين قريتهم وبين موقع الجريمة سوف يعوق الوصول إليهما، خاصة أن النار قد أتت عليه أمامهما ولم يبق منه ما يدل عليه!.

غير أن سرعة تحديد شخصيته بتحليل الحمض النووى بالمقارنة مع أبيه عقب بلاغه عن اختفائه، كشف عن غموض الجريمة وكشف دوافعها.

وقد تم اخطار اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن بالحادث.. وقد قامت النيابة باصطحاب الزوجين إلى موقع الجريمة، حيث قاما بتمثيل كيفية ارتكابهما الحادث وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق