رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رسائل المنتحرين!!

"سأمشى على الجسر وإن ابتسم لى أحد فلن أنتحر".. أمى تقول لى دائما: "تتسببين فى فعل الشر دائما وتضحكين، هذه المرة سأفعل أكثر الأشياء شرا ولعنة ولن أضحك".. "كنت أتمنى أن يكون هناك شخص واحد على الأقل فخور بى، لكن حتى أمى كانت تقول لى أننى دائما فاشل".. "أعلم أن الموت ينتظرنى، لكنى أحببت المبادرة".. "على أى حال لم تكن الميتة الأولى"..

" قررت الذهاب من هذه الدنيا بإرادتى"
" أشعر بالبرد بالرغم من دفء الجو حولى، إنه البرد الذى يتسلل لروح المرء عندما يشعر بالوحدة"
" كم أتمنى أن ينقذنى أحد"
" لم أجد يدا تربت على قلبى قبل أن أكمل كتابة رسالتى الأخيرة"
"أعلم أنها ليست الطريقة الصحيحة، لكن حقا لم يعد باليد حيلة"
"أخبروا أمى أننى كنت ذاهبة إلى صيد الأسماك، إياكم وأن تخبروها بأننى كنت أكره العالم الذى تعيش به"
"لم أعد أحتمل تفاهة وخوف وجبن العالم المليء بالسوء، أريد أن أخلد بسلام دون نفس، دون ناس، دون هواء، فقط وحدى".. 

العبارات السابقة كتبها أشخاص قبل الانتحار، ويتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، ونستطع أن نستنتج معا أن هؤلاء الأشخاص كانوا بحاجة إلى الدعم والمساعدة والتقدير والمعاملة الحسنة ممن حولهم من الناس وبخاصة المقربون منهم.

ولكننى لا أخفى عليك خبرا، إذا قلت لك إننى أميل إلى تصديق احتمالية معاناتهم من مرض الاكتئاب أو ما يعرف بعلم النفس بالاضطراب الاكتئابي الحاد، وهو مرض يصيب النفس والجسم ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف ويؤدى إلى العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية والمعاناة من القلق والعصبية والأرق والكآبة والإحباط والحساسية المفرطة والإحساس بالتعب والصداع والمعاناة من آلام بالظهر، إضافة إلى عدم القدرة على الاستمرار بممارسة فعاليات الحياة اليومية وانعدام الرغبة في الحياة بشكل عام.

وتشير دراسات علم النفس إلى أن بعض المصابين بمرض الاكتئاب يتعرضون لفترة واحدة من الاكتئاب فقط، لكن لدى غالبية المرضى تتكرر أعراض الاكتئاب وتستمر مدى الحياة، ويتعامل الأطباء مع هذا المرض كما يتعاملون مع مرضى السكرى وارتفاع ضغط الدم.

من يقدم على الانتحار، في أغلب الأحوال، كان بحاجة ماسة إلى تلقي العلاج والأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تعمل على تعويض نقص الهرمون المسئول عن السعادة، حيث وجدت دراسات نفسية أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، غالبا ما يكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين، ويرتبط نقص السيروتونين أيضا بالقلق والأرق.

يمكن لمريض الاكتئاب كذلك تعزيز مستويات السيروتونين لديه بطرق طبيعية بجانب الأدوية العلاجية، كما تشير الأبحاث النفسية من خلال التعرض للضوء الساطع وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وممارسة تقنيات التأمل.

ومن الأهمية بمكان معرفة أن تقديم الدعم الطبي العلاجي بالأدوية لمن يرغب بالانتحار، لابد أن يتم بالتوازي مع تقديم الدعم العاطفي والحب والاهتمام وبخاصة من المقربين من مريض الاكتئاب، ولذا لا تستهين بصديق أو قريب لك يخبرك بأنه يريد الانتحار، خصوصا إذا استشعرت أنه جاد فعلا وليس يعاني من الحزن أو الإحباط المؤقت، ولا تخدعك ابتسامته، فهناك صور لمنتحرين ظهروا مبتسمين بصور عائلية وصور تجمعهم مع أصدقائهم قبل انتحارهم بأيام!!. 

[email protected]
لمزيد من مقالات نهى الشرنوبى

رابط دائم: