لا حديث للرأى العام الدمياطى فى جميع الأماكن وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الآن إلا عن الارتفاع الكبير فى أسعار البط، نظراً لحلول شهر رمضان المبارك. الدمايطة معروف عنهم أنهم يتناولون وجبة البط أول أيام الشهر الكريم كطقس أساسى من طقوسه، وكعادة توارثتها الأسر والعائلات عبر الأجيال. ويبدأ الاستعداد بالانشغال بشراء ما يسمى (بط رمضان )، حيث كانت الأسواق تزدحم كل عام خاصة فى المدن لشراء البط، سواء لإعداد إفطار أول يوم أو إهدائه للبنات المتزوجات فيما يسمى (الموسم).
غير أن هذه الأيام شهدت انخفاض حركة البيع بدرجة ملحوظة، نظرا للارتفاع الكبير فى الأسعار. وفى الماضى كان العديد من سكان القرى يلجأون إلى تربية البط قبل حلول رمضان بفترة من أجل استهلاك جزء منه وتسويق الجزء الآخر إلا أن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى تراجع نسبة التربية، حيث وصل سعر الكيلو إلى نحو 60 جنيها، أى أن متوسط سعر البطة الواحدة يبلغ نحو 180 جنيها. على كل حال، وبإجراء إحصائية بسيطة لهذا المهرجان الذى يطلق عليه (مذبحة البط السنوية) سنجد أنه إذا كان عدد الأسر الدمياطية قد بلغ نحو 385 ألف أسرة فإن عدد الأسر المتوقع أن تتناوله أول يوم- وفقاً لنسبة البيع هذا العام- سيبلغ حوالى 280 ألف أسرة بمعدل استهلاك نحو 50 مليون جنيه، وهذا المبلغ ورغم ضخامته فإنه يعكس الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها المحافظة حالياً .
لكن الأمر لا يخلو من مخاطر على الصحة، إذ يحذر الدكتور محمد الشناوى وكيل مستشفى الحميات بدمياط مريض المعدة والقولون وأيضا مرضى السكر والضغط والذين يعانون زيادة نسبة الدهون على الكبد من الإفراط فى تناول بط رمضان خاصة البط المحشو (بالمارتة)، حيث إن الإفراط فى تناوله يرفع من نسبة السكر فى الدم، كما يؤدى إلى الارتفاع الشديد فى ضغط الدم، وهو ما يعرضهم للخطر فى أثناء فترة الصيام الطويلة، ولذلك فهو ينصح بالحرص الشديد وتقليل الكمية المتناولة من البط .
رابط دائم: