رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوحدة العربية فى مقالات هيكل

د. محمود حامد الشريف

مع انطلاق فاعليات الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؛ وحلول الذكرى الثانية لرحيل هيكل، وبينما لم يتوقف هدير المطابع عن إصدار الطبعات الثانية من المجلدات الأربعة الأولى يصدر مركز الأهرام للترجمة والنشر المجلد الخامس من كتاب «بصراحة» الذى يجمع مقالات هيكل التى كان ينشرها فى أهرام الجمعة على مدى أكثر من عشرين عاما.

ويقدم المجلد الخامس آخر محاضر جلسات الوحدة الثلاثية التى كانت بين بغداد ودمشق والقاهرة، وذلك استكمالا للمحاضر التى وردت فى المجلد الرابع كما يقدم المجلد الذى بين أيدينا تلك المقالات التى نشرها هيكل فى النصف الثانى من عام 1963. وكان هيكل فى 1963 ينشر محاضر الجلسات بشكل يومى وليس أسبوعيا، إذ كان يسابق الزمن حتى تكون الأهرام قد انتهت تماما من نشر محاضر جلسات الوحدة الثلاثية بحلول 22 يوليو (أى قبل عيد ثورة يوليو)، ليعلن ناصر إنهاء الوحدة الثلاثية فى خطابه فيكون الخطاب، والانفصال، وعيد الثورة، يشكلون معا منعطفا تاريخيا فى مسيرة الجمهورية العربية المتحدة؛ وتكون الأهرام شاهدا، وحاضرا، وديوانا لمنعطفات الأمة.

ولعل القارئ يقول فى نفسه: كيف ينشر هيكل على صفحات الأهرام محاضر الجلسات قبل إعلان إنهاء مشروع الوحدة الجنيني؛ أليس فى هذا خرقا لأعراف ديبلوماسية وتهديدا للأمن القومي؟ وكانت الإجابة المباشرة فى أول مقال ينشره هيكل بعد الانفصال بعنوان «أسئلة تاهت فى الزحام». وبقية المقالات التى كتبها هيكل فى عام 1963 ما هى إلا توابع لهذه الوحدة الموءودة؛ التى سكبت مزيدا من الزيت على نيران العلاقات المتوترة بين مصر وأشقائها العرب وتحديدا بغداد ودمشق. تكشف المقالات التالية كيف كانت هى العلاقة بين القاهرة والقيادات البعثية فى بغداد ودمشق؛ لم تتطرق مقالات العام لإسرائيل والصراع العربى الإسرائيلى إلا فى مقالة بعنوان «بن جوريون يهدد بإثارة مشكلة لافون مرة أخرى». لقد كان الإرث الذى تركه الاستعمار ثقيلا على الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط وكانت نذر الحرب فى المغرب العربى بين المغرب والجزائر تلوح فى الأفق وكانت مصر حاضرة. وفى آخر مقالة نشرها هيكل فى العام 1963 كانت بعنوان «حديث عن اجتماع الملوك والرؤساء المقترح» فى عرض لمحاولة من القاهرة فى جمع القادة العرب على كلمة سواء.

ونترك للقارئ العربى أن يتجول فى 1963 بين ثنايا المقالات ودهاليز السياسة العربية التى يستعرضها المجلد حتى يستنتج بنفسه هل كانت مشاريع الوحدة مشاريع بين قادة أصحاب طموح أم تعبيرا حقيقيا عن أحلام الشعوب؟ الكتاب فى مجمله وثيقة تاريخية وسياسية تكشف لماذا لم يفلح العرب فى أى مشروع وحدوى بينما كانت إسرائيل تبنى قوة عسكرية وتراقب صراعات العرب.

أما محاضر الجلسات التى شغلت الجانب الأعظم من الكتاب ليست مجرد محاضر، ولا محض اجترار من أرشيف الدولة؛ بل هى محاولة لنعرف كيف يفكر القادة العرب، وكيف يتحاورون، وأين مكمن الداء، وكيف أن المشكلات التى كنا نعانيها منها فى ستينيات القرن الماضى لاتزال تلقى بظلالها على واقعنا المعيش. وفى صدر محضر كل جلسة ننشر تاريخ انعقاد الجلسة بينما يرد تاريخ نشر الجلسة على صفحات الأهرام فى نهاية النص كما عوَّدْنا القارئ فى المجلدات الأربعة السابقة. ويغتنم مركز الأهرام للترجمة والنشر الفرصة ليعرب عن بالغ امتنانه للراحل صلاح عيسى طيب الله ثراه الذى نبهنا لضرورة نشر تاريخ انعقاد الجلسة تنويها للقارئ فضلا عن تاريخ نشر المحضر فى الجريدة فى ذيل المقال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق