منذ أن بدأ التعليم الإلكترونى يفرض نفسه وبقوة على الأنظمة التعليمية التقليدية؛ بدأت أيضا المقاومات تتزايد، بل والاعتراضات والرفض لأسباب عديدة، ملخصها المكاسب الشخصية التى سيفقدها البعض من دخول التكنولوجيا الحديثة.
الجميع سواء كان متعلما أو مثقفا أو أميا يطالبون بضرورة التطوير والتحديث لما يعيشونه من معاناة يومية مع أبنائهم على مدى العام الدراسى، ولا يدركون فى الوقت نفسه قيمة العلم وقدرته على إحداث الفرق والتقدم من خلال القدرات والمهارات التى سوف يكتسبها الطلب، وتحتاج إليها سوق العمل ومتطلباتها.
> د. أشرف حسين يشرح نظام تطبيق البرامج الخاصة بالتعليم الألكترونى
لذلك لا يستوعب حتى الآن الكثيرون فى مصر والدول العربية أن «السبورة» التى فى الفصول والمدرجات تطور حالها، وأصبحت إلكترونية بل وذكية ومتحركة، وأن الفصول الدراسية أصبحت أيضا متحركة بل وتكنولوجية وافتراضية، وكذلك الكتب لم تعد ورقية فقد تحولت إلى إلكترونية وتمتلئ بالكثير من الرسومات المتحركة التى تشرح وتفسر وتوصف عمليا ما يخدم الطالب فى الفهم والإدراك، ولم يعد الاتصال بالمعلم والمتعلم مشروطا بالتواجد فى مكان واحد، بل امتد الاتصال على مدى اليوم الواحد.
ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة انتشر مفهوم التعليم الإلكترونى فى مدارس وجامعات العالم المتقدم والذى يعنى التعليم باستخدام وسائل الاتصال الحديثة من حاسب آلى وشبكة إنترنت ووسائط، مثل الصوت والصورة والفيديو سواء كان ذلك فى الفصل، أو التعليم عن بعد وذلك بأقل وقت وجهد وأكبر فائدة وفى الكثير من الأحيان يكون التعليم الإلكترونى فى مكان بعيد عن المعلم، مما يتيح فرصة أكبر لعدد أكبر لتلقى التعليم بكل يسر وسهولة.
وهناك التعليم الإلكترونى المتزامن وهو التعليم الذى يكون فيه الطالب والمعلم فى نفس الوقت أمام الشاشات الإلكترونية، ليتم نقاشهم مباشرة أمامها.
وأكثر ما يميز هذا النوع من التعليم أن الطالب يحصل على معلومة فورية، ويوفر وقت الذهاب إلى مكان الدراسة والتعليم غير المتزامن وهو التعليم الإلكترونى الذى يحتاج إلى أن يكون الطالب والمعلم فى نفس الوقت أمام الشاشات، وإنما يكون عن طريق توفر المادة التعليمية على الأقراص المدمجة.
ويتمتع هذا النوع من التعليم بأنظمة جودة ومراقبة تمنع التجاوزات فى برامج التعلم عن بعد.
وقد يكون التواصل عبر البريد الإلكترونى أو المنتديات التعليمية ويمكن فقط العودة إلى المادة التعليمية فى أى وقت عندما يريده، كما أنه ينظم وقت دراسته حسب ما يراه مناسبا.
ولكن لماذا تغير العالم وسعى وراء إدخال التكنولوجيا فى التعليم مما تطورت أنظمته بل وكشف عن التعليم المفتوح الذى انتشر أيضا فى العالم وأصبحت له جامعات كبيرة ومتخصصة وتعليم عن بعد اختصر المسافات والزمن والوقت؟.
أجاب عن ذلك الدكتور أشرف حسين نائب رئيس الجامعة العربية المفتوحة لشئون التقنية والمعلوماتية - خلال اجتماع مجلس الجامعة وفى ورشة عمل على هامش اجتماع المجلس والذى حضره الدكتور عبد الحى عبيد رئيس فرع الجامعة بالقاهرة وعدد من رؤساء الفروع برئاسة الدكتور محمد إبراهيم الزكرى رئيس الجامعة - حيث أكد أن استخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح لا مفر منه مع ثورة المعلومات والإتاحة وعالم الإلكترونيات التى فى أيدى أولادنا وأن من مميزات عالم التعليم الإلكترونى والتعليم المفتوح وعن بعد بل واستخدام التكنولوجيا فى التعليم التقليدى القدرة على التواصل المباشر بين الطالب والمعلم وبشكل مباشر دون الحاجة إلى التواجد فى غرفة الصف، وذلك باستخدام وسائل الاتصال والتواصل الإلكترونية، مثل: برامج المحادثة التى تتيح الاتصال المرئى والمسموع مما يسهل عملية النقاش بينهم وقدرة المعلم على إجراء مسحٍ سريعٍ لمعرفة مدى تجاوب الطلبة مع المادة التعليمية ومدى قدرتهم على استيعاب وفهم الدرس كما يمكنه عمل استبيان لمعرفة مدى تجاوب الطلاب معه ومدى قدرتهم على التواصل معه لفهم المادة بشكل جيد وقدرة المعلم على استخدام أكثر من وسيلة توضيحية، وتعليمية للطلاب، مثل: استخدام بعض التطبيقات الموجودة على الإنترنت، أو اصطحاب الطلبة فى جولة إلى أحد المواقع وشرح المادة التعليمية من خلاله بشكل مباشر، أوعرض فيديو يوضح المعلومات الواردة فى الدرس وكذلك قدرة المعلم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة يسهل التواصل فيما بينها بالصوت والصورة لعمل إحدى التجارب مثلا أو لمناقشة إحدى قضايا الدرس المطروحة.
وأضاف أن التعليم الإلكترونى يوفر شرح المادة التعليمية بحيث يمكن الرجوع إليها فى وقت لاحق ويزيد فرص اتصال الطلاب بينهم وبين المعلم ويعطى الشعور بالمساواة بين جميع الطلاب ويعطى أيضا فرصة للطالب فى المساهمة بوجهة نظره دون أى عائق.
وقال رئيس الجامعة إن النظام التكنولوجى المتقدم والذى تقدمه الجامعة قادر على ربط فروع الجامعة فى 9 دول عربية سواء فى المقررات الدراسية أو الامتحانات ومشاريع الطلاب دون تسرب أو إهمال أو تداخل يخل بالنظام التعليمى والجودة التى تطلبها هيئات الجودة العالمية والجامعات الدولية التى تشاركنا الاتفاقيات والبروتوكولات والإشراف خاصة ما نتعامل معها من خلال البرامج والمقررات الدراسية.
وأشار الدكتور عبد الحى عبيد رئيس الفرع بالقاهرة إلى أن التعليم المفتوح له وسائل وآليات ومواصفات يجب أن تتبع حتى لا تقدم الجامعات برامج غير قادرة على الاعتماد من الهيئات والمجالس التعليمية الرسمية سواء المحلية أو الدولية، بالإضافة إلى أهمية إعداد خريج تكنولوجى متعلم متسلح بالمهارات والقدرات اللازمة لسوق العمل.
رابط دائم: