رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

احتفالًا بيومه العالمى.. الشعر علامة الحضارة العربية وهويتها الإبداعية

تهـانى صـلاح

بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الربيع نحتفل باليوم العالمى للشعر .. الشعر الذى سبق عصر الكتابة، وكان أحد وسائل التعبير فى المجتمعات القديمة، وأحد الطقوس التى كان اليونانيون القدماء يتعبّدون بها...وفى الجاهلية كان يكتب بحروف من ذهب ليعلق على أستار الكعبة، وكان العرب يقيمون الأفراح عندما يبرز من أبنائها  شاعر مبدع.

فالشعر عند العرب قديمًا كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخري، وفى صدر الإسلام كان من إحدى وسائل الدفاع عن الرسالة  ضد مشركى «قريش»، كما كان فى عهد بني أمية وعصر العباسيين وسيلة من وسائل الفرق  السياسية والفكرية المتنازعة للتعبير عن آرائها والدفاع عن مبادئها فى مواجهة خصومها.. وهكذا كان للشعر العربى دور بارز فى الحياة  الأدبية والفكرية والسياسية.

وليس من قبيل المصادفة أن تحتفى الحضارة العربية بالشعر دون غيره أو تضعه فى مقدمة فنونها وتجعل منه «ديوان العرب» الذى يجمع مآثرها ومفاخرها ومعارفها ومداركها، فكان الشعر علامة هذه الحضارة وهويتها الإبداعية، وفى الوقت نفسه سمة تجددها وآية قدرتها على الحوار مع نفسها ومع غيرها من الحضارات، والدليل على ذلك أن الحضارة العربية فى لحظات ازدهارها ربطت بين الشعر ومعنى المعرفة التى تتجدد بها الحياة، وربطت بينه ومعنى الحكمة.. حيث أطلقت على «الشاعر» هذا الاسم لأنه يفطن إلى ما لا يفطن إليه غيره، وجعلت كلمة «الشعر» دالة على الشعور الذى يدل على المعرفة والدراية والخبرة، فالشعر ظل عند العرب علمًا لا علم فوقه... ومازال الشاعر العربى المجدد يواصل الحفاظ على النار المقدسة التى ورثها من أسلافه.

وليس غربيًا أن نحتفل بأول أيام الربيع ونجعله يومًا عالميًا وعربيًا للشعر، ففى ربيع 1927 بُويع الشاعر أحمد شوقى أميرًا للشعراء عن ديوانه «مرحبا بالربيع فى ريعانه»، ضمن حفل كبير بدار الأوبرا، حضرته وفود من أدباء العالم العربى وشعرائه، ليعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعة شوقى بإمارة الشعر قائلًا:

أمير القوافى قد أتيت مبايعًا

وهذى وفود الشرق قد بايعت معي

وها هو رئيس جمهورية الشعر «نزار قباني» الذى جمع بين الشعر وعشقه للمرأة وولادته فى فصل الربيع، فكتب تحت عنوان «الولادة على سرير أخضرَ»: يوم ولدت فى 21 مارس 1923 فى بيت من بيوت دمشق القديمة، كانت الأرض هى الأخرى فى حالة ولادة.. وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء، الأرض وأمى حملتنا فى وقت واحد.. ووضعتنا فى وقت واحد.. هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتى هى الفصل الذى تثور فيه الأرض على نفسها، وترمى فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟ أم كان مكتوباً على أن أكون كشهر آذار، شهر التغيير والتحولات؟

ولفصل الربيع فضل كبير على الشعر والشعراء حيث قال البحتري:

أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكًا

منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا

وقال أحمد شوقى :

مرحباً بالربيع فى ريعانِهْ

وبأَنوارِه وطِيبِ زَمانِهْ

رَفَّت الأَرضُ فى مواكِب آذارَ

وشبَّ الزمانُ فى مِهْرَجانِه

نزل السهل طاحكَ البِشْر يمشي

فيه مَشيَ الأمير فى بُستانه

عاد حَلْياً بِرَاحَتيْهِ وَوَشْياً

طولُ أَنهارِهِ وعَرْضُ جنانه

ويعود الفضل فى اقتراح اليوم العالمى للشعر إلى الشعراء الفلسطينيين، فدوى طوقان، ومحمود درويش، وعز الدين المناصرة، حينما شاركوا فى أمسية شعرية باريسية عام 1997، ووجه خلالها الشعراء الثلاثة نداءً إلى مدير عام اليونسكو بعنوان «الشعر روح الإنسانية.. الشعر جسد العالم» وطالبوا فيه بضرورة تخصيص يوم عالمى للشعر، ولم تقف الجهود العربية عند هذا الحد، ففى عام 1998 تابع مثقفو اللجنة الوطنية المغربية تنفيذ الفكرة الفلسطينية، وقدموا طلبًا مماثلًا حتى صدر القرار عام 1999 باعتبار 21 مارس يومًا عالميًا للشعر.

ونحن اليوم نحتفى مع بعض كبار شعرائنا بهذا اليوم ونتعرف منهم عن مكانته فى الوقت الحالى وهل مازال ديوانا للعرب؟ وعلاقته بالربيع الذى كان له حظً وافر من القصائد، وكذلك بالمرأة رمز الحب العطاء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق