أعلنت شركة البيانات البريطانية «كمبريدج أناليتيكا» صاحبة فضيحة بيانات الــ«٥٠مليون مستخدم» تعليق عمل مديرها ألكسندر نيكس بعد تصريحاته التى سربها التليفزيون البريطانى وتضمنت اعترافات باستخدام أساليب غير قانونية لدعم عملاء الشركة من المرشحين السياسيين، وذلك فيما طالب المشرعون فى برلمانات الولايات المتحدة وبريطانيا بمثول الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك» مارك زوكربيرج لسؤاله حول أساليب حماية المعلومات الخاصة بمستخدمى الموقع الرئيسى للتواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت.
وأعلنت «كمبريدج أناليتيكا» تعليق عمل نيكس بعد نشر القناة الرابعة بالتلفزيون البريطانى تقريرا تضمن مقاطع صوتية له وهو يتحدث متباهيا عن لجوء فرق العمل بشركته إلى أساليب غير قانونية وغير أخلاقية لدعم الحملات الانتخابية لعملائه مثل تقديم الرشاوى المالية والعينية، والاستعانة بالفتيات الجذابات لتشتيت انتباه المرشح المنافس ومعاونيه، فضلا عن تأسيس مواقع إلكترونية وهمية لجمع المعلومات حول الأفراد.
وكان نيكس قد أكد فى التسجيلات ذاتها التى أذاعها التلفزيون البريطانى استخدامه نظام مراسلة إلكترونى ذاتى التدمير بما يتيح تدمير الرسائل التى تتضمن توجيهاته بإتباع السياسات الملتوية بشكل سريع ودائم، موضحا «لا يوجد دليل لا يوجد أثر. لا يوجد أى شيء».
وأصدرت الشركة، التى تتخذ من لندن مقرا لها، بيانا يؤكد أن التصريحات الصادرة عن نيكس فى التقرير التلفزيونى «لا تمثل قيم وأسلوب عمل الشركة»، وأضافت «أن تعليق عمله يعكس الجدية التى تنظر بها الشركة إلى هذا الانتهاك».
وجددت «أناليتيكا» فى بيانها نفى المزاعم التى تتردد حاليا حول استخدامها البيانات الشخصية لحوالى ٥٠ مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" بدون تحصيل موافقتهم وذلك لدعم الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب عام ٢٠١٦ .
وكانت السلطات الأوروبية والبريطانية والمكلفة بحماية البيانات الشخصية قد دعت إلى إجراء تحقيق متكامل حول ممارسات "أناليتيكا". فقد أكد رئيس البرلمان الأوروبى أنطونيو تاجانى أن النواب الأوروبيين "سيحققون بشكل كامل" فى هذا "الانتهاك غير المقبول للحق فى سرية البيانات الشخصية.
وطلب مكتب مفوض الإعلام فى المملكة المتحدة، والتى تعتبر الهيئة المسئولة عن تنظيم قطاع البيانات الشخصية الحصول على إذن قانونى لتفتيش أجهزة الكمبيوتر ومزودات الخدمة الإلكترونية داخل مقر شركة «أناليتيكا».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» عن الأكاديمى أكسندر كوجان والذى تولى عملية جمع بيانات مستخدمى "فيسبوك" لمصلحة «أناليتيكا» والحملة الانتخابية لترامب، تأكيداته أن كلا من الشركة وموقع التواصل الأشهر دفعا به كــ «كبش فداء» فى قضية البيانات.
واستبعد كوجان المنتسب إلى جامعة كمبريدج أن تكون البيانات التى تم تحصيلها عبر «فيسبوك» بالدقة التى حاولت الشركة الترويج لها. وسارع البيت الأبيض بالترحيب بإجراء تحقيق حول قضية الــ ٥٠ مليون مستخدم. وأضاف راج شاه، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض فى تصريحات نقلتها عنه قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية أن ترامب يعتقد بضرورة حماية خصوصية المواطنين الأمريكيين. وفى الوقت ذاته، شدد النواب فى الولايات المتحدة وبريطانيا على ضرورة استيضاح واقع السياسات المعمولة على «فيسبوك» لحماية بيانات وخصوصية المستخدمين.
وطالب داميان كولينز، رئيس لجنة الإعلام بمجلس العموم البريطانى بمثول الرئيس التنفيذى للموقع مارك زوكربيرج وتوفيره إجابات حول حقيقة سياسات التأمين وحماية الخصوصية على موقعه. كما عرضت السيناتور الديمقراطى ديان فينستين عن ولاية كاليفورنيا- والتى تعد أبرز المشرعين الديمقراطيين بلجنة شئون العدل طلبا مماثلا بشأن مثول زوكربيرج. وفى غضون ذلك، دعا براين أكتون مؤسس تطبيق «واتس آب» للتراسل الفوري، مستخدمى فيسبوك إلى إلغاء حساباتهم الشخصية.
وقال أكتون، فى تدوينة على حسابه فى «تويتر»: «لقد حان الأوان.. امسح فيسبوك».
رابط دائم: