رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عيد الأب .. متى؟

لم يحدث فى تاريخ الأعياد والمناسبات القومية فى مصر، وربما فى بعض الدول العربية، أن لقى ما يلقاه (عيد الأم) من اهتمام ومشاركات شعبية، فهو اليوم الذى يلتئم فيه شمل الأسرة للاحتفال بالمرأة التى ضحت وعانت وسهرت الليالى لتربية أبنائها ورعاية أسرتها.

بدأت فكرة عيد الأم فى ثنايا سطور عمود «فكرة!» بجريدة «الأخبار» للكاتب الكبير على أمين عام 1955 فقد جاءته سيدة تشكو ابنها الذى ربته وأعطته شبابها ورفضت أن تتزوج بعد وفاة زوجها، وهى فى سن العشرين.. وكبر الابن وحصل على احدى الشهادات، وتزوج وهجر أمه ولم يعد يسأل عنها!... فكتب على أمين تلك القصة فى عموده بتاريخ 6ديسمبر 1955 واقترح على القراء الاحتفال بيوم واحد فى العام يطلق عليه (يوم الام).

وتساءل فى ختام مقاله: (أى يوم فى السنة نجعله «عيد الأم»؟ اختاروا أنتم اليوم.. وأنا اجعله عيدا للشرق وعيدا للقلوب).. وبعد ثلاثة أيام عاد على أمين يكتب من جديد عن الفكرة نفسها، واقترح 21مارس للاحتفال بعيد الأم، وعلل اقتراحه بأنه «اليوم الذى يبدأ فيه الربيع وتتفتح فيه الزهور».

وهكذا بدأ الجدل والنقاش ما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، وتم بالفعل الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرة فى 21مارس 1956 لكن حدث فى عام 1967، بعد سجن مصطفى أمين بعامين، أن أصدر الدكتور أحمد خليفة وزير الشئون الاجتماعية قرارا بتغيير اسم عيد الأم إلى عيد الأسرة، ولما علم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك أصدر قرارا بإعادة اسم عيد الأم قبل يومين فقط من الاحتفال بهذه المناسبة فى 21مارس 1968، ولاشك أن الاحتفال بعيد الأم، أتاح فى كل عام فرصة تسليط الضوء على كفاح أمهات فى أعماق المجتمع، خاصة فى الريف والبدو، ويكفى أن نعلم أن الأم المثالية على مستوى جمهورية مصر العربية فى احدى السنوات كانت راعية أغنام نجحت فى تربية أولادها: الأول دكتور مهندس بالولايات المتحدة، والثانى مهندس بترول والثالث طبيب امتياز باحد المستشفيات الجامعية.

ولكن ماذا عن الأب؟ ألا يوجد آباء ضحوا وعانوا من أجل تربية أولادهم؟ وألا يستحق هؤلاء تكريم المجتمع لهم وإبراز تضحياتهم ليكونوا نماذج وقدوة صالحة لغيرهم من الآباء؟ لقد سيطرت هذه الفكرة على ذهن الأستاذ مصطفى أمين لسنوات عديدة، حتى جاء عام 1985 فكتب فى عموده «فكرة!» بصحيفة: «أخبار اليوم» مقترحا إقامة عيد للأب على غرار عيد الأم، واقترح يوم 10يناير من كل عام للاحتفال بعيد الأب، وظهرت الفكرة إلى الوجود فى العام التالي، فتم لأول مرة فى مصر الاحتفال بعيد الأب، 10يناير 1986... لكن الاحتفال بتلك المناسبة لم يستمر طويلا، إذ لم يكن النظام السياسى فى عهد الرئيس مبارك على وفاق مع مصطفى أمين الذى كان دائم النقد اللاذع لممارسات الحزب الوطنى الحاكم، وهكذا تم وأد الفكرة، وعدم تحفيز الناس على التجاوب معها.

وقد تجدد الحديث عن تلك الفكرة خلال لقاء جمعنى منذ أيام قليلة بالصحفى الكبير الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام»، فعرضت عليه إحياء فكرة «عيد الأب»، خاصة أن صاحبها الكاتب الراحل مصطفى أمين كان أحد الصحفيين البارزين فى الأهرام منذ نحو ثمانين عاما، حينما عرض عليه جبرائيل تقلا منصب رئيس قسم الأخبار، فظل يتقاضى راتبا ثابتا قدرة عشرون جنيها فى الشهر لم يتغير طوال الفترة من عام1939 حتى عام 1946! والأغرب من ذلك أن مصطفى أمين بقى لمدة عامين يعمل بالأهرام بذلك الراتب حتى بعد أن أصدر جريدة «أخبار اليوم» الأسبوعية عام 1944! ويقول مصطفى أمين فى مذكراته «أن العبرة من العمل فى جريدة يومية مثل الأهرام ليست بقيمة الراتب، وإنما بالنفوذ فيها» فقط كان نفوذ مصطفى أمين كرئيس لقسم الأخبار يأتى فى الأهمية بعد نفوذ أنطون الجميل رئيس التحرير!... أما بالنسبة لعلى أمين فقد تولى منصب رئيس تحرير الأهرام فى اوائل فبراير 1974بعد أن عينه الرئيس السادات فى هذا المنصب خلفا للأستاذ محمد حسنين هيكل.

وهكذا فإن توأم الصحافة مصطفى وعلى أمين يعدان من أبناء الأهرام، وكان مصطفى أمين يعتز بالفترة التى قضاها فى الأهرام، حتى بعد أن أسس وتوءمه على أمين دار أخبار اليوم.

إن فكرة «عيد الأب» التى ابتكرها الكاتب الكبير مصطفى أمين منذ أكثر من ثلاثين عاما، تستحق النظر إليها واحياءها من جديد، ونأمل أن تولى الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى هذه الفكرة عين الاعتبار، ونقترح أن يتم الاحتفال بعيد الأب فى يوم 22مارس من كل عام، اليوم التالى مباشرة للاحتفال بعيد الأم، وبدلا من أن تحتفل الأسرة بيوم واحد، فلنجعل الاحتفال يومين احدهما للأم والآخر للأب... والفكرة مطروحة للبحث والمناقشة.

 


لمزيد من مقالات د. عبد الله زلطة

رابط دائم: