فى البداية كانوا يقولون إنهم لا يعترفون بأى شيء يجرى على أرض مصر منذ إزاحتهم عن سدة الحكم بإرادة شعبية جارفة تجسدت فى الخروج الكبير لعشرات الملايين يوم 30 يونيو.. ولكن الحال تغير تماما وظهرت لهجة جديدة فى الخطاب الإعلامى للجماعة وحلفائها بعد أن ترددت أنباء عن أسماء وشخصيات يجرى التربيط معها لكى تجعل من انتخابات الرئاسة المقبلة مدخلا لشق الصف الوطنى قبل أن تصدمهم الحقيقة بأنهم كانوا يلهثون وراء سراب زائف!
وبصرف النظر عن أى ملاحظات تتعلق بأسابيع اللغط السياسى الأخيرة التى واكبت إطلاق بعض بالونات الاختبار وجس النبض قبل انفضاض المولد على لا شيء بالهروب أو التراجع أو عدم انطباق الشروط فإن الحالمين باستعادة مقاعد السلطة من جديد اكتشفوا أنهم كمن يحرث فى البحر لأن مصر تتحرك على طريق التغيير الحقيقى بالعمل وليس بالشعارات لنشر العدالة الاجتماعية من خلال مشروعات وطنية خدمية وإنتاجية تتسع بها قاعدة المستفيدين من خلال توزيع عادل يضمن لكل مواطن الحق فى العمل والحق فى الحماية الاجتماعية إذا كان عاجزا عن العمل!
إن الصدمة التى تلقتها الجماعة وحلفاؤها بعد فشل مؤامرة الانتخابات الرئاسية لشق الصف الوطنى ازدادت عمقا لديهم وهم يرصدون صمود الشعب وتحمله القرارات الاقتصادية الصعبة فى ظل يقين بأن الغد سيكون أفضل بعد أن تكتمل منظومة الإصلاح الاقتصادى التى سيترتب عليها تغيير جذرى فى العلاقات الاقتصادية والخريطة الاجتماعية والروابط المجتمعية.
لقد أدرك المصريون أن الشعارات الرنانة لا تبنى مصانع ولا تستزرع الصحارى ولا تشيد محطات الكهرباء والمطارات والموانى ولا توفر فرص العمل أو تفتح أبواب الرزق الشريف للمواطنين وإنما الذى يصنع ذلك إرادة مشتركة بين الدولة والشعب تحت مظلة الفهم الصحيح لتحديات المرحلة ومصاعبها!
والشعب الذى أفشل مؤامرة الانتخابات الرئاسية يستحق حياة أفضل وأظن أنه يتحرك على هذا الطريق.
خير الكلام:
<< الناجح يبحث عن الحلول أما الفاشل فيبحث عن الأعذار!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: