كل يوم
انتخابات الرئاسة .. الحقيقة والوهم!

هذه لحظة فاصلة يتحتم فيها علينا مواجهة الحقيقة حتى يتجدد اليقين بأن كل محاولات شق الصف الوطنى تحت غبار ورذاذ الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تضل طريقها إلى أهدافها المشبوهة وأنها سوف تطيش فى الهواء وتتساقط على الأرض مثلما تتساقط أوراق الأشجار فى الخريف لأن مثل هذه المحاولات التى تعتمد على الغيظ والحقد وتتنادى بألسنة الصراخ والعواء شأنها شأن زوابع الرياح الموسمية.

إن علينا أن لا نستغرب أن تتغير وأن تتبدل أشكال وأنماط محاولات شق الصف الوطنى تحت رايات الغواية والإغراء لبعض من تراودهم الرغبة فى اعتلاء المشهد من جديد تحت ضغط الشهوة فى تحقيق المصالح والمطامع والبحث عن الشهرة.. ومن ثم فليس يكفى أن نتابع الأحداث وأن نسعى لتفسير معانى تطوراتها وتقلباتها المتلاحقة بالرؤية الظاهرية والقراءة السطحية للوعود البراقة والبيانات الفضفاضة فقط وإنما علينا أن نغوص إلى عمق خبايا الأهداف وخفايا النوايا لكى نتجنب ابتلاع الأوهام وحتى لاتضيع من أيدينا البوصلة الدقيقة التى تفصل بين مسارات النجاح ودروب الفشل.

إن الفارق جد كبير بين الحقيقة والوهم وبين الحلم والسراب.. وظنى أن مصر التى قطعت شوطا لا بأس به للخروج من كبوة السنوات العجاف لم تعد تحتمل سنوات أخرى ضائعة من جديد نلطم بعدها الخدود ونشق الجيوب عندما نكتشف أن أمانينا ازدادت بعدا وأن الوعود البراقة طارت بها الأوهام إلى وديان قاحلة مليئة بألغام الشكوك والمخاوف!

وأبدا لن يكون بمقدور أحد أن يعصب أعيننا عن مواجهة الحقيقة وأن يستخدم الانتخابات الرئاسية مطية للوصول إلى غايات وطموحات ذاتية ضيقة لأن لسان الحال لغالبية المصريين مازال مؤمنا وبرغم شدة المتاعب الاقتصادية الراهنة فإننا لم نعد نحتمل أن يضيع وقتنا فيما لا فائدة منه ولا جدوى من الرهان عليه!

خير الكلام:

<< كل امرئ يعرف بقوله ويوصف بفعلهِ!