رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أغانى الأفراح الشعبية مرآه المجتمع المصرى

وجيه الصقار

أغانى الفرح الشعبى لها مذاق خاص نابع من عمق الشعب المصرى وتعبيره البسيط عن الفرحة بزواج الابنة أو الابن، وتصورها الأغانى الشعبية بكل تلك الحفاوة بالعروسين بين  العائلتين لدرجة أنهم يحتفلون لمدة قد تصل لأسبوع قبل الزفاف. وتبدأ احتفالاته بالأغنيات الخاصة بالمناسبة والتى سطرها تراثنا الشعبى فى عدة أماكن وأوقات كما يلى:

خلال التنجيد وشراء الأثاث ونقله لمنزل العريس، وتنطلق النسوة فى الأغانى والزغاريد منها: (افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة.. افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة).. فى منزل العريس مع حفل وداع العزوبية تتردد أغان منها: (حلال عليك ست الحلوين.. عرفت يا عريسنا تنقى.. رشوا الملح يا ناس م العين.. الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات فى صوانى بتدور). وفى الأغانى الريفية نجد البيئة والمفاهيم تظهر فيها: (من سبل الغلة.. ما تجيب لنا ياحمام .. دا أنا عندى عروسة صغيرة..تستاهل الزفة.. يجعل قدمها لبن..ع السلفة والعمة.. وتبكرى بالولد) وهنا يتكشف أهمية أن تكون العروس صغيرة السن لتنجب كثيرا من الأولاد، وقدم خير على الأسرة مع حصاد سنابل القمح، وخير أيضا على زوجة شقيق الزوج ووالدته، لأن تزويج الابن كان يتم فى حجرة داخل المنزل وسط (العيلة)، وأن الشاغل هو إنجاب الولد أولا، وهى مفاهيم مازالت مسيطرة فى الريف والصعيد.

ويشير د. مرسى السيد أستاذ الفن الشعبى بجامعة القناة إلى أنه من كلمات الغناء الشعبى ترديد أسرة العريس: (خدناها   خدناها.. خدناها بالسيف الماضى.. وأبوها ما كنش راضى.. وعلشانها بعنا الأراضى.. الحلوة اللى كسبناها.. خدناها خدناها.. خدناها بالملايين.. وهما ماكنوش راضيين..علشانها بعنا الفدادين.. الحلوة اللى كسبناها.) أما أهل العريس يرددون: (اوعيلوا يابت اوعيلوا.. الضابط يبقى زميله.. اوعالها يا واد اوعالها.. دا العمدة يبقى خالها.) إلى أن تنتهى فرحة الزفة نهاية سعيدة وهذه الأغانى البسيطة المعنى والتركيب تكشف بساطة الإنسان المصرى، وتحمل مضمونا بتوصية العروسين بتقديس الحياة الزوجية، والتحمل معا على الحلوة والمرة، والرعاية المتبادلة والتماسك الأسرى الذى يتميز به الريف بصفة خاصة، وتعبر هذه الأغانى فى الأفراح الشعبية أيضا عن شدة الفرحة للأسرة والمنطقة المحيطة وهى فرصة خاصة للبنات وتعارف الأسر واختيار فتاة لمن يبحث عن عروس، كما تعمل على إيجاد جو من الود والمحبة بين العروسين، وبرغم زحف آلة الزمن والتطور الكبير بنشر الأغانى الحديثة، إلا إنها لا ترقى فى الحس والتعبير لأغانى التراث المتداول على مر العصور، ومازالت بعض المناطق الشعبية وأهل الريف يتمسكون بها فى استعدادات الزواج خاصة فى منزل العروس، حتى مع وجود أغانى (المهرجانات) المنتشرة التى لا تعبر عن حس الفرحة الحقيقة، ولا ترقى لتراثنا، فالأغانى الشعبية فى نفس الوقت تعطى عمقا عن المستويات الاجتماعية والوظيفية فى الماضى مثل: (اوعيلوا يابت اوعيلوا.. الضابط يبقى زميله.. اوعالها يا واد اوعالها.. دا العمدة يبقى خالها.) فتعطى مثلا لقيمة السلطة التى كانت تهيمن على حياة المواطن البسيط لقرون طويلة، وينسب لها الأصل الطيب أيضا 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق