رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة يكتبه أحـمد البـرى
اسم الشهرة!

يكتبه أحـمــد البــــــرى

قد تستغرب مشكلتى لأول وهلة، وربما يجول بخاطرك أن الأمر مجرد سوء تفاهم ومن الممكن علاجه بقليل من الحكمة، ولكن أين هى الحكمة مع أناس لا يفقهون شيئا، ولا تهمهم سوى أطماعهم حتى لو فيها دمار أقرب الأقربين منهم، فأنا سيدة فى الثانية والسبعين من عمرى نشأت فى حى شعبى لأب موظف وأم ربة بيت، وكان أبى يملك محلا لتجارة الأدوات الكهربائية بهذا الحى الشهير ويحمل اسم «الوطنى»، وعرف بين أهالى المنطقة وزبائنه بهذا الاسم، وكنت أول مولودة لهما، وفرحا بقدومى فرحة عارمة، وتسابق الجميع إلى تهنئتهما بى، ومن باب البشارة أطلقا علىّ اسما متبوعا باسمه وصفته المعروف بها «أحمد الوطنى» وكذلك إسم أمى «نضرات» فكتبوها «ناضرة»، وتبعنى أشقائى، وعددهم خمسة، ومرت سنوات وأنا على هذه الحال، ولم ينتبه أحد إلى وجود فارق بين إسمى وأسمائهم، ثم تبين لأبى بعد حصولى على الثانوية العامة أن أسماء أشقائى بدون إسم الشهرة لأبينا وأن اسم أمى كذلك مكتوب بما هو مدون فى شهادة ميلادها، وليس الاسم الذى ينادونها به، بمعنى أننى الوحيدة بينهم التى أحمل اسمى الشهرة لأبى وأمى، أما جميع أشقائى فمكتوبون باسميهما الرسميين، وقالوا لى وقتها إنهم سوف يغيرون اسمى ليكون مماثلا لباقى أشقائى، ولكنى رفضت اعتزازا بالاسم الذى عرف به والدى، فمن الذى يرفض أن يكون اسمه متبوعا بـ «الوطنى»؟، وتوالت الأعوام وتخرجنا جميعا فى مختلف الكليات، وعملت فى وظيفة مهمة بإحدى الوزارات، وألحقت اثنين من أشقائى بالوزارة نفسها، وسافر شقيقى الذى يصغرنى بعامين إلى دولة خليجية، وسافر الآخر إلى دولة أخرى وتزوج فيها، أما شقيقتى الصغرى فألحقتها عن طريق معارفى بوزارة مهمة، وكنت وقتها قد تزوجت من رجل فاضل تدرج فى وظيفته حتى صار مديرا عاما لأحد المراكز التجارية، وأنجبت منه ولدين، ولم تشغلنى حياتى الأسرية عن أشقائى، فأسهمت فى تزويجهم، وصارت لهم بيوت مستقلة، ما عدا شقيقى الذى يلينى فى العمر، فلم يتزوج، وظل الحب يجمعنا، ونلتقى فى بيت العائلة كل أسبوع، ولم يعكر صفو حياتنا شئ، ثم مرض أبى ورحل عن الحياة، وتبعته أمى، وعاد شقيقى الأعزب من غربته بعد أن جمع ثروة لا بأس بها، واشترى بجزء منها قطعة أرض فى مكان حيوى، واشترى أيضا شقة خاصة به، وقد أغلقها، ووضع باقى مدخراته فى أحد البنوك، وعاش مع أبوينا إلى أن رحلا عن الحياة واحدا بعد الآخر، واستخرج وقتها إعلام وراثة بأسمائنا جميعا، ولم يكن هناك ميراث يذكر لتقسيمه بيننا، حيث آلت إلينا شقة العائلة فقط، وظلت كما هى، ومرت سنوات على نفس الحال، ثم مرض شقيقى الأعزب ومات منذ عامين، وعند استخراج إعلام وراثة لنا، فوجئت بأشقائى يريدون حذف إسمى منه، بدعوى أننى لست شقيقتهم، وحجتهم فى ذلك أن اسمى مخالف لاسمائهم، بسبب اسم الشهرة المضاف لاسمى، فأصبت بصدمة شديدة ألزمتنى الفراش، وانتابتنى حالة عصبية أثرت على كل أعضاء جسمى المنهك أساسا بسبب سنى الكبيرة، إذ لم أتخيل أن يعميهم طمعهم ويجعلهم يشوهون سمعتى، ويتسببون فى أذى لإبنىّ، بل بلغ بهم الأمر إلى حد أنهم أقاموا دعوى «إنكار نسب» ضدى، وقد قدمت مستنداتى إلى المحكمة التى تثبت كذب ادعائهم، ومنها إعلام الوراثة الخاصة بأبى والمتضمن اسمى وذلك منذ ثلاثة وثلاثين عاما، وجاء الحكم لمصلحتى فى العام الماضى، لكن أختى الصغرى استغلت وظيفتها وأعادت رفع الدعوى، وهذه المرة قالت المحكمة إنها ليست جهة اختصاص للفصل فى هذا النزاع، ونقلتها إلى محكمة الأسرة التى شطبتها لعدم اثبات أشقائى صحة ادعائهم رسميا، وبرغم أن القضاء قال كلمته أكثر من مرة لمصلحتى، فإنهم لم يهدأ لهم بال، ورفعوا دعوى جديدة يدَّعون فيها أن إعلام الوراثة الصادر لى باطل، وها هم يجددون دعواهم غير مبالين بالجريمة التى يرتكبونها فى حق أنفسهم، وحقى أنا وابنىَّ اللذين يقتربان من سن الأربعين، ويقيمان معى فى الشقة نفسها، ولم يتزوجا لضيق ذات اليد، وليت الأمر يتوقف على المال وحده، فهو زائل، وإنما يتعلق بسمعتى ونسب ابنىّ ونظرة الناس إلينا، ولو أنهم طلبوا منى أن أتنازل لهم عن حقى فى ميراث شقيقى لاستجبت لهم عن طيب خاطر، وإنما إنكار النسب شىء فظيع لا يقبل به أحد، ولن أترك حقى فيه، إلى أن ألقى الله.

إننى أموت فى اليوم مائة مرة، وكلما استرجعت شريط الذكريات تتراءى أمام عينىَّ الأيام الجميلة التى عشتها فى كنف أسرة مترابطة ومتحابة، وألعن هذا الميراث الذى جعل أشقاء ينكرون شقيقتهم الكبرى التى ربتهم، وساندتهم بكل ما أوتيت من مال وصحة.. اثنان وسبعون عاما وأنا أعمل بلا كلل ولا ملل، وأفنيت حياتى من أجلهم، وفى النهاية أواجه بهذا الإنكار الذى لا صحة له، وهم يعلمون تماما أنهم كاذبون، بل وكل المحيطين بنا متأكدون من ذلك، وليس معقولا أن ألجأ إلى تصحيح الإسم ليتطابق مع أسمائهم وأنا فى أيامى الأخيرة برغم المستندات الدالة على حقى منذ مولدى وحتى الآن.. لقد ضاقت بى السبل، ومات كبار العائلة، وصرت أنا كبيرتهم، لكننى غريبة فى نظر إخوتى الذين ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فهل من سبيل يحفظ لى كرامتى، ويثبت حقى، ويردع هؤلاء الكذابين الذين ماتت ضمائرهم وانعدمت أخلاقهم؟.

 

< ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

الظلم الذى تتعرضين له على أيدى أشقائك من أقبح المعاصى وأشدها عقوبة عند الله عز وجل، إذ يقول تعالى «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» (هود18)، ويقول أيضا «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (إبراهيم 42)، ولقد حرم الله الظلم على نفسه، وجعله محرما بين عباده فقال فى الحديث القدسى: «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى، وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا» (رواه مسلم)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واتقوا دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام»، ثم يقول جل جلاله: «وَعِزَّتِى وَجَلَالِى لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِين»، وحينما يكون الظلم من إخوة إلى أختهم، فإنه يصبح أشد عقوبة، وقديما قيل:

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

والحقيقة أنك صبرت على آذاهم وظلمهم كثيرا، فأرجو أن تحتسبى ذلك عند الله، وسوف يأتيك حقك العادل منهم، فلقد أعماهم حب المال، وسوّل لهم انعدام خوفهم من الله أن ينكروا نسبك إليهم، وكل ما قدمته لهم على مدار عمرك برغم أنك كبيرتهم، والغريب أنهم تذرعوا بحجة أوهن من «بيت العنكبوت»، وتناسوا أن الله مطلَّع عليهم، وسوف يحاسبهم على جميع أعمالهم، وسوف ينتقم منهم على ظلمهم، وحتى وإن أمهلهم مدة من الزمان فلا يغتروا بذلك، فلقد روى عن رسول الله أنه قال: «إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته».

وليس هذا فقط، فالقوانين القائمة تكفل لك هذا الحق، ولاشك أن صدور الحكم لك أكثر من مرة هو دليل كاف على أن القضاة اكتشفوا ألاعيب أشقائك، ولم يأخذوا بها، ولابد أن هناك نهاية لرفع مثل هذه الدعاوى، كما أن إطالة أمدها لا يفيدهم فى شىء، وإنما يؤجل توزيع ميراث شقيقكم لا أكثر، وهم خاسرون باستمرار هذا الوضع الذى يحاولون به إثبات ما ليس لهم حق فيه، وسوف يشعرون بالندم، ولكن بعد فوات الأوان، ولو خضعتم لتحليل الحامض النووى المعروف باسم «دى. إن. إيه»، فسوف يكون ذلك لطمة قوية لهم، وهناك من الوسائل الطبية ما يؤكد ذلك، فإذا استمروا فى تعنتهم ورأت المحكمة هذا الخيار حلا أخيرا، ولا يمكن بعده تجديد الدعوى، فلا مانع من أن تستجيبى له، وليس فى ذلك أى إهانة لك، بل إنك عندئذ سوف تردين الإهانة إليهم، وستتفرق بهم السبل، ولن يغنيهم ميراثهم عن شقيقكم شيئا.

إن إنكارهم نسبك بعد هذا العمر الطويل والعطاء بلا حدود، هو جحود للمعروف ونكران للجميل، فى الوقت الذى يحثنا فيها الدين على شكر من يسدى إلينا خدمة أو جميلا حتى تسود العلاقات الطيبة فى المجتمع، فما بالنا لو أن صاحبة الخدمة والمعروف هى الشقيقة الكبرى لأشقائها؟، لقد عضوا يدك التى مددتها لهم عشرات السنين، ولا تكفير لذنبهم إلا الندم وطلب العفو والصفح منك، وسيأتى اليوم ـ إذا استمروا فى غيّهم ـ الذى يدركون فيه صنيعك معهم، فالناس فى هذه الحياة لا يستغنون عن بعضهم، ولا يمكن لإنسان أن يعيش وحده، كما أن النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوى الفضل بالفضل، وفى ذلك قال الشاعر:

ولقد دعتنى للخلاف عشيرتى

فعددت قولهم من الإضلال

إنى أمرؤ فىَّ الوفاء سجية

وفعال كل مهذب مفضال

أما النفوس اللئيمة فلا يزيدها الإحسان والمعروف إلا تمردا، ومن الناس من يسأل الله النعمة سواء من المال أو الصحة أو الولد، فإذا أعطاه الله نسى فضله، وبدلا من أن يشكره، ويوجه من أنعم به عليه فى مرضاته، نراه يستعمله فيما يغضبه عز وجل، وحال هذا المرء تشبه حال من قال الله فيهم: «وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ» (التوبة 75، 76)، وإلى أشقائك أقول: ردوا إلى شقيقتكم الكبرى حقها، وخذوا العفو والسماح منها وهى على قيد الحياة، قبل أن تأخذ منكم حسناتكم يوم القيامة عندما تصبحون فى أشد الحاجة إليها، وأنتم بين يدىّ الله سبحانه وتعالى، وأذكركم بما قاله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما جاء فى البخارى «من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار، ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه»، فتحاشوا أن يأتى هذا اليوم بالإسراع إلى شقيقتكم وإرضائها، والإقرار بإعلام الوراثة الذى يتضمن إسمها، وإعطائها حقها، وضم ابنيها إلى أحضانكم، فالشقيق منكم خال لهما، والشقيقة خالة، والخال والد.. لكنكم بكل أسف تنكرون هذا الحق من أجل حفنة من المال، لن تزيدكم إلا حسرة على أنفسكم وتؤدى بكم إلى المصير الأسود الذى تنساقون إليه.

أما أنت يا سيدتى، فاهدئى بالا، واعلمى أن الله سيرد إليك حقك مهما يطل الزمن، ولن يصح إلا الصحيح، أسأل الله أن يرد إلى أشقائك عقولهم، وأن يريح بالك، ويكتب التوفيق لابنيك، وهو وحده المستعان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 4
    سعد
    2017/12/22 10:05
    0-
    2+

    اصبري ياسيدتي واحتسبي
    للاسف الشديد هذا النوع من المشاكل ليس له حل بدليل امتداده لهذه السنوات والفجر الواضح في الخصومة. وهو نوع من الخصومات متكرر وليس فريدا. "لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب" هذه هي الحكمة اذن، وهذا هو امتحان الحياة "لنبلوكم ايكم احسن عملا" تذرعي ياسيدتي بالصبر واطلبى التثبيت من الله في دعائك واحتسبي الاجر والثواب من الله.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 3
    منة الله محمد
    2017/12/22 06:54
    0-
    1+

    الاخوة الظالمون
    تلقي الضوء هذة المشكلة علي قضبان هاماتان يعاني منهما المجتمع الاولي تكمن في حرمان المرأة من ميراثها من الاخوة و ما فيه من قمة الظلم و التعدي علي حقوق المرأة و الثانية تكشف عن اسوء الصفات التي تتواجد بالبشر و هي الطمع و الحب الانمي للمال الذي يجعل اباشخاصيتعدوا بالظلم الشديد على الغير و الكارثة الشديدة حينما تكون علي الاخت الذي ينكرون نسبها بكل جبروت وظلم طمعآ في اموال و لكنهم ينسون من ينتظرهم من جزاء الظلم عن الرحمن ذكرتني بشعر الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لا تظلم اذا كنت مقتدرا فالظلم مزتعه يقضي الي الندم تنام عينيك و المظلوم منتبه يدعوا عليك و عين الله لم تنم فليتشر الله هؤلاء الاخوة الظالمون و يردوا الحق الختام و تستطيع هذه الفتاة اثبات حقها بعمل تحليل dna و لا حول و لا قوة الا بالله
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    ^^HR
    2017/12/22 06:41
    0-
    13+

    الرسول عليه الصلاة والسلام حسم مثل هذه المسألة وغيرها
    "لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار" ...لاتحزنى ولاتجزعى ياسيدتى فهذه الحدوتة تكررت ولا زالت تتكرر ولدى كثير من الامثلة لايتسع المجال لذكرها،،،لقد غابت ضمائر وأمانة الاشقاء واستغلوا أمرا شكليا للاستيلاء على ميراث شقيقتهم غصبا والتنكر والاساءة لها،،أخيرا : طالما أن الميراث زهيد فلم يتبق سوى الشوشرة والتشكيك وابلغ رد على ذلك هو معرفة المحيطين فلا تحزنى انت وزوجك واولادك ودعى أمر الظالمين لرب العباد الذى لايغفل ولاينام
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    الطوفان
    2017/12/22 02:44
    0-
    2+

    ارى اعادة بطريقة اخرى لمسلسل الطوفان
    لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل. أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت..... رحمتك يا الله من غدر البشر والزمان .....
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق