رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
مصر والقواعد العسكرية بالخارج

هل تحتاج مصر إلى قواعد عسكرية بالخارج؟ بالقطع نعم، أثار هذا السؤال وإجابته فى ذهنى الأخبار الأخيرة التى تسربت من قيادة القوات الأمريكية فى إفريقيا (أفريكوم) عن أعداد جنودها العاملين فى الصومال ضد داعش وحركة شباب الإسلام المتطرفة، وقبلها ـ طبعا ـ تأملت أنباء إقامة قواعد فرنسية وصينية وروسية وأمريكية وتركية فى القرن الأفريقى ذى الأهمية الإستراتيجية لمصر من حيث تحكمه فى مضيق باب المندب المهم جدا لنا كونه البوابة الضيقة التى تفضى إلى البحر الأحمر وقناة السويس من الجنوب.. إن القاعدة التركية فى الصومال ,على سبيل المثال, ستكون محلا لإقامة وتدريب مائتى ألف جندى تركى وعشرة آلاف صومالي، وصحيح أن الهدف المعلن من ذلك الإجراء هو مطاردة وحصار جماعة شباب الإسلام الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة والتى نجحت الدولة الصومالية فى إخراجها من مقديشو عام 2011 إلا أنها توطنت وتركزت فى جنوب الصومال، إلا أن  الهدف الحقيقى من وراء تلك القاعدة هو السيطرة على الممرات المائية فى البحر الأحمر بما يتيحه ذلك من مقدرة كبيرة على الانتشار والوجود فى مناطق الصراعات الكبرى بالضبط كما القاعدة التركية فى قطر.. السيسى حدد المهام الاستراتيجية لقواتنا في: (حماية الأمن القومى المصرى داخل وخارج البلاد) كما قال فى وصفه للضربة الجوية المصرية الكبرى الأخيرة ضد الإرهاب فى ليبيا، كما أن مصر حددت ضمن أهدافها الاستراتيجية حماية الأمن القومى الخليجى الذى وصفته بأنه جزء من الأمن القومى المصري، بالإضافة إلى مهام كثيرة فى الخارج تتعلق بالهجرة غير الشرعية فى المتوسط، وعلى الرغم من أن مصر موجودة فى قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، فإن مهام هذه القوات تتقرر بالتوافق ولا تمثل بلدا دون غيره، وصحيح أن مصر دعمت أخيرا قواتها البحرية بشكل كبير بحاملتى الهليوكوبتر «ميسترال» والمدمرة «أفريم وبالفرقاطة «جوويند» وبالغواصات الألمانية ودعمت قواتها الجوية بالطائرات الأبعد مدى «رافال»، إلا أن ذلك يظل «شبه حل» قياسا إلى انتشار القواعد العسكرية فى المنطقة، ولا يقول لى أحد أن إقامة القواعد العسكرية المصرية فى الخارج ليس من سياساتنا، فبقاء مصر المؤقت فى «تيران» و«صنافير» كان شيئا من ذلك.. للقواعد العسكرية أثمان سياسية واقتصادية لابد أن ندفعها كما فعلت روسيا فى اتفاقها مع دمشق لإقامة قاعدتين فى «حميميم» و«طرطوس» لمدة خمسين عاما.. مصر فى حاجة إلى وجود عسكرى على الأرض لأن التحديات القادمة ستكون كبيرة جدا فى هذه المنطقة.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: