رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
حدائق للحب وصحارى للكراهية

ما الذى يجعل المرأة تكره رجلا أحبته وما الذى يجعل الرجل يكره امرأة أحبها هل هناك خيط رفيع بين الحب والكراهية هل يوجد فى قلب الإنسان حجرة لمشاعر الحب وأخرى لأسباب الكراهية وهل يمكن أن تتداخل الأشياء فى بعضها لنرى الحب كراهية..إن الإنسان فى جوهره يحمل كل التناقضات وما أسهل أن تتداخل الأشياء فى أعماقه فلا يفرق بينها..فى أحيان كثيرة ترتبط المشاعر بالمستوى الإنسانى عند البشر وليست هناك علاقة بين ذلك وبين الثقافة أو درجة التحضر..قد تكون هناك امرأة على قدر بسيط من الثقافة ولديها رصيد مذهل من المشاعر وقد تحصل المرأة على أعلى الدرجات العلمية ولا تجد مساحة خضراء فى أعماقها، إن للمشاعر لغة خاصة وقد تجد رجلا يبدو متحضرا ومثقفا ولكن فى أعماقه وحش آدمى لا يعرف من المشاعر غير أن يجد فى المرأة وجبة شهية..كثيرا ما صادفت علاقات حب انتهت بالخلع والطرد والانتقام رغم انها سارت على حدائق من المشاعر فى بدايتها وكنت أسأل كيف تحولت الحديقة إلى صحراء موحشة وكيف صار القلب المضئ بركانا من الحقد حتى ترى أما تنتقم من زوجها وتقتل ابنه الرضيع أو تجد رجلا يتعامل مع امرأة أحبها بمنتهى الندالة وهل فى الحب ندالة أقول نعم قد تنسى المرأة كل ما قدم الرجل لها من تضحيات وقد يتنكر الرجل لأمراة منحته حياتها وهنا تتبدل الأشياء فيصير الحب بركانا من الغضب والكراهية..وأفضل الأشياء فى دنيا المشاعر أن ينسحب الإنسان فى الوقت المناسب لكى يبقى الحب حيا أو على الأقل ألا يتحول إلى كراهية لأن كراهية الأحباب من أسوأ المشاعر الإنسانية أن تمارس الكراهية مع قلب سكنت فيه يوما..ولهذا أنصح دائما عند إغلاق الملفات والصفحات بين الأحباب أن يأخذ كل واحد ذكرياته ويرحل والأفضل دائما ألا يرى كل منهما الآخر لأننا أمام عواصف النسيان نحتفظ بما بقى فى قلوبنا من المشاعر الجميلة ولأن هذه المشاعر قليلة ولأن الزمان بخيل علينا حاول أن تجمع أجمل ما بقى من الحب ولا تترك صحارى الكراهية تقتحم أيامك وتشوه ما بقى لك من الذكريات.

[email protected]
[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: