اليوم يمر ثلاثة عشر عاما على رحيل الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع، لكن اسمه وعطاءه باقيان بنفس القدر من الوهج لدى محبيه وأصدقائه على الورق الذين استفادوا من أفكاره واستمتعوا بقلمه الذى مازال ينبض بالحياة،
ولقد عملت معه منذ أن تولى مسئولية بريد الأهرام، وسرت على نهجه بالعمل حتى الإغماء أو النجاح، ومازلت أستفيد من دروسه وتجاربه فى مشاركة الناس أوجاعهم، وتقديم النصح والإرشاد والمساعدة لأصحاب المشكلات بالعقل والحكمة وإعلاء القيم والأخلاق.
وبرغم مرضه فى سنوات عمره الأخيرة فإنه لم يُشعر أحدا بمتاعبه وآلامه، وبدا دائما أمام الآخرين قويا، ولولا قربى منه ما عرفت حقيقة مرضه الذى أخفاه عن الجميع، وكان إذا سئل عن صحته يكتفى بقوله: الحمد لله، وأذكر أنه علق على ذلك ذات مرة بعبارة كتب فيها: «برغم ترحيبى الدائم بسماع هموم ومشكلات الآخرين فإننى أفتقد أحيانا من يسمع مشكلاتى وهمومى، والسبب هو الاعتقاد الشائع الذى يرى أن من يتعامل مع متاعب الناس قد يكون بلا مشكلات، وهذا بالطبع إعتقاد خاطئ، فلكل إنسان سعيدا أو تعيسا، مشكلاته الخاصة صغيرة أو كبيرة.
لقد سلكت نفس منهج الراحل الكبير، وأضفت إليه ما يتناسب مع الظروف والمتغيرات التى طرأت على عالم الصحافة، وبلغ ما يتلقاه بريد الأهرام يوميا أربعة آلاف وثلاثمائة رسالة يوميا فى مختلف المجالات ليظل بريد الأهرام نبض مصر كما أطلق عليه الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، وليكون على الدوام أشهر وأهم أبواب القراء فى الصحافة على مستوى الشرق الأوسط كما جاء فى استطلاعات رأى عديدة أجراها أساتذة الإعلام.. رحم الله الأستاذ عبد الوهاب مطاوع الذى يعيش فينا، ولن ننساه أبدا.
احمد البرى
رابط دائم: