وصف مؤلف كتاب «حاجة و90%» ما قدمه في صفحات الكتاب بالسخرية التي تنبع من رحم الألم وذلك في تجربة شخصية له هو وزوجته وابنته طالبة الثانوية العامة وابنه مع النظام التعليمي المصري، ووصفه بالفاشي، مع مطالبته بمراجعة نظام الثانوية العامة وأسلوب القبول بالجامعات بوضع أسس منطقية في هذا الصدد بالاستعانة بأنظمة تعليمية أخرى.
فتحت هذا العنوان «حاجة و90%» قدم أحمد عبد العزيز كتابه المكون من 240 صفحة من القطع المتوسط لاستعراض التجربة مع النظام التعليمي وذلك عبر فصول قصيرة تتناول بدء الدخول للمرحلة التمهيدية وما تعانيه الأسر في المذاكرة لأبنائها، وكيفية البحث عن طرق تفكير خارج الصندوق، والمطلوب إقراره في المدارس لاحترام المدرس، بالإضافة إلى سيطرة الكتب الخارجية على عقول الطلاب والمدرسين وصولا إلى إعلان النتائج وتنسيق القبول بالجامعات. وكعادة كل أسرة مصرية يسيطر الخوف على كل أفرادها إذا كان هناك أحد الأبناء مقبلا على الثانوية العامة وما يستتبع ذلك من البحث عن أسماء المدرسين أو المراكز التعليمية لحجز أماكن للدروس الخصوصية خاصة مع المشاهير منهم أملا في تحصيل مجموع. وفي فصل «المدرسة الحاضر الغائب» صدره المؤلف بشعار«كله محصل بعضه»، وانتقل مؤلفو الكتاب إلى ما يسمى بـ«البروم» أي حفلة التخرج للطلاب وفقا لما هو معمول به في المدارس الدولية، وجاء ذكر المصروفات الدراسة والأموال المخصصة لها، حيث تندروا –المؤلفون- على أنفسهم بمقولات عامية منها « الفلوس الفلوس..راحت يابا الفلوس.. أخذوها مني بتوع الدروس» لافتين إلى تخطي سعر الحصة الواحدة 75 جنيها وأحيانا تصل المائة جنيه وذلك بخلاف المراجعات والامتحانات ومصاريف الانتقالات.
وفي سطور لاحقة تم استعراض دور الأب أو الأم في ضرورة توصيل الابن أو الفتاة بشكل أخص لمكان الدروس الخصوصية بعدما أصبحت الشوارع أقل أمنا من ذي قبل وتنسيق مواعيدها عقب الانتهاء من ساعات العمل الرسمية، وهنا تبرز المشكلة إذا لم يوفق الأب في توفيق مواعيده يضطر للاتفاق مع سائق خاص للقيام بالمهمة ويخفف من العبء المالي هنا اشتراك أحد زملاء الابن أو الابنة في الركوب مع التاكسي الخاص.
ولم ينسوا في هذا الصدد، استعراض تأثير أهمية شبكات التواصل الاجتماعي وسيطرتها على عقول طلاب الثانوية العامة، مما اضطر الأم لأن تمنع ابنتها من استخدام الموبايل حرصا على مستقبلها، فما كان من الأخيرة إلا أن قالت لها: «بنتك كلمتها سيف» وذلك للخروج من عنق الزجاجة «الثانوية العامة».
وفي فصل «سمعلي شكرا» عرض المؤلف تجربة زوجته مع ابنته التي سعى الوالدان إلى إقناعها بضرورة تنظيم الأفكار في المخ ومحاولة الوصول للإجابة النموذجية حتى لا ينتقص أي خروج عن ذلك من درجاتها، مما استدعى تخصيص ساعات يومية لتنفيذ مهمة التسميع والتأكد من ثبوت المعلومة وبالطبع يمثل المكان جزءا مهما للبيئة اللازمة للدراسة، ورغم هدوء المنزل وترتيبه، أصرت طالبة الثانوية العامة على الذهاب إلي كافيه يذهب إليه أمثالها للمذاكرة على أنغام الموسيقى الهادئة، إلا أنها – وكما أكد المؤلف- اضطرت للعودة إلى مطبخ المنزل للمذاكرة بعد أن انتهت النقود الخاصة بها. وبالتأكيد يكون للطلاب والمدرسين الخصوصيين مطالب خاصة أثناء وبعد انتهاء الحصة من مأكولات ومشروبات وهو ما تحدثت عنه الأم في فصل «البفتيك» حيث أكدت الابنة على ضرورة طبخ بفتيك أو بانيه لها هي وزملاؤها بعد انتهاء الحصة وذلك لتعويض المجهود الكبير في التركيز بالإضافة إلى أن أمهات زملائها يقمن بكل ما هو مطلوب في هذا المجال. ومن أهم أطراف العملية التعليمية العلاقة بين المدرس وطلابه التي أخذت منحنى مختلفا عن المتعارف عليه من سيطرة قيم الاحترام وذلك بعد كثرة الدروس الخصوصية، ورصدت الأم انطباع ابنتها عن مدرس كل مادة. كما انتقدت الأم البيان السنوي المتكرر لوزارة التربية والتعليم بإلغاء الكتب الخارجية وعدم الاعتماد عليها وهو ما يخالف الواقع، حيث استعرضت تاريخ الكتب الخارجية منذ ظهور» سلاح التلميذ» إلى «المعاصر» وغيرها من المسميات الكثيرة التي أصبحت بيزنس وعمالة كثيفة في هذا المجال. وبالطبع في نهاية الماراثون وبعد معمعة الامتحانات يجلس الجميع في انتظار النتيجة ليحل بعده دور التنسيق ويلعب القدر دوره – وإن كان معروفا مسبقا الكلية التي سيتم الترشيح لها- بالإضافة إلي دور الجامعات الخاصة في تلبية الرغبات التي تقصيها درجة أو نسبة مئوية يفرضها التنسيق.
رابط دائم: