ضاق الخناق علي قطر، وسيأتي «دور» تركيا حتما، فالدولتان متهمتان برعاية وتمويل الإرهاب في المنطقة، وأيدي قادتهما ملطخة بدماء الأبرياء من ضحايا العمليات الإرهابية، وكما فرضت الدول الداعية لوقف تمويل التطرف والإرهاب والفوضي في المنطقة عقوبات ضد قطر، وبدأت هذه العقوبات تؤتي ثمارها، سيأتي يوم ينفتح فيه ملف تركيا علي مصراعيه أمام العالم كله، خصوصا أنه لا يقل في خطورته و«وقاحته» عن ملف الفضائح والجرائم القطرية.
تركيا أحد أكبر دول العالم الإسلامي صارت في عهد أردوغان منبوذة أوروبيا، ولديها مشكلة ضخمة حاليا مع الاتحاد الأوروبي، وتحديدا مع ألمانيا، وسبق أن ابتزت أوروبا بطوفان المهاجرين السوريين عبر حدودها ومياهها الإقليمية، والمؤسف أنه مع كل مشكلة يتهم أردوغان أوروبا بأنها تحارب الإسلام، والديمقراطية، وكأن بلاده تمثل الإسلام والديمقراطية خير تمثيل.!
في عهد «العدالة والتنمية» صارت تركيا أحد أكثر دول العالم ديكتاتورية وقمعا، وبمسمي الديمقراطية، ولم يسلم قضاة ومعارضون ونشطاء وصحفيون وشبان من حملات القمع التي يطلقون عليها في الإعلام تطهيرا، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، كما فتحت تركيا أبوابها منذ سنوات أمام العناصر الإرهابية والمنبوذين من مختلف دول المنطقة للتحريض علي أنظمة الحكم والتدخل في شئونها، في الوقت الذي ترفض فيه أنقرة تدخل أحد في شئونها.
ولكن الفضيحة الحقيقية تكمن في رفع شعار الحرب ضد الإرهاب وداعش، إذ كانت تركيا إحدي أوليات الدول التي ساعدت علي ظهور داعش وتقوية شوكة الجماعات المسلحة في سوريا، ومن قبلها دعم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وهي الآن تساند «زميلتها» قطر باستماتة في مواجهتها مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
في هذا الملف، «نكشف» تركيا، أكثر مما هي مكشوفة، ونفتح ملفات سقوطها المروع الذي يبدو أنه اقترب، أو علي الأقل، قد يبدأ عده التنازلي قريبا، لتبدأ حقبة «محاسبة نظام أردوغان» علي ما ارتكبه في حق شعبه والمنطقة والديمقراطية والإسلام.
رابط دائم: