رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

"اعتقال" .. محمد رمضان!

قضية مهمة يتناولها فيلم "جواب اعتقال" لبطله محمد رمضان، فالفيلم الذى حقق إقبالاً كبيراً من الشباب حتى الآن، وبعيداً عن عناصره الفنية التى يتناولها المتخصصون فى النقد على طريقتهم، فإنه يقدم فى مضمونه وجبة مليئة بالدم والعنف تعكس أثر الفكر الارهابي على الشباب الذين تقع أقدامهم فى فخ شيوخ الإرهاب والفتنة بدعوى الالتزام، والتقرب الى الله، والدخول إلى الجنة بتفجير النفس، وأوهام الاستشهاد من أجل إعلاء كلمة الإسلام الذى هو منهم براء.

جاء الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم على قدر كبير من الاقناع، وإخراجه جاء حياً، يجعلك منتبهاً لأحداثه فى مشاهده طوال الوقت دون ملل لكنه جاء من جديد ليقع فى فكرة تقديم البطل على أنه "ضحية" هذه الظروف الاجتماعية التى تجنح به إلى الحالة الإنسانية التي تبرر له أن يتحول الى قائد للجناح العسكرى للاخوان!
هى نفس التيمة التي تقلل كثيراً من الأثر المطلوب للفكرة الرئيسية للفيلم وتقدم البطل على أنه "ليس شريراً" حتى لووصل إلى درجة الإرهابى فى أبشع صوره، وهى التيمة التي تقدم له كل المبررات التي تطيح بإنسانيته، وعالمه الخجول ليتحول - غصب عن إرادته - الى هذا الكائن الذى يخطط ويقتل ويقود غيره للقتل.. وهنا تكمن فى رأيي الخطورة الحقيقة على كل الشباب المتلقين لفكرة الفيلم ويشاهدونه، فإذا بهم بعد نهاية كل مشهد يضرب، ويقتل فيه نجمهم المحبوب محمد رمضان غيره – وهو الارهابى قائد الجناح العسكرى- يصفقون له من باب جسارته فى المواجهة !
ان معالجة الفيلم للقضية، واسلوب تناول فكرة الإرهابى فيه لم تراع فكرة " الارتباط النفسى" بين قطاع من جمهور الشباب وبين بطلهم المحبوب، وقدم لهم الارهابى على إنه البطل الخارق الذى ينتصر على العشرات فى مشهد واحد ممن يريدون قتله هو، فيتفاعل معه نفس الشباب ويشجعونه ليحقق الانتصار على أعدائه .
وخطورة هذا الطرح أنه لايتعامل مع حماسة شباب من باب الرغبة فى التعامل بشجاعة فى " خناقات" كانت تتم معالجتها فى افلام"الفتونة" من نوعية أفلام فريد شوقى وغيره فى الماضي وكان يتأثر بها الشباب فى "شقاوتهم" وتقليد لحركات بدنية تؤدى الى بعض العنف الحركى، لكنه يطرح استسهال، وربما تشجيع خفي لأن تكون شجاعاً شجاعة الارهابى تحت أى مسمى أو دعوة خاصة أن هذا الإرهابي لايأخذ عقابه إلا فى لقطة لا تتجاوز ثوانى بالموت فى نهاية الفيلم، لكنه حتى وهو يموت يقتل آخر فى نفس اللحظة، فيرتفع التصفيق له هو على شجاعته!
لو لم نتعامل مع هذا الطرح بالأهمية المطلوبة فسنقول وضميرنا مرتاح أن هذه النوعية من الأفلام تشجع على الإرهاب ولا تواجهه، فهل هذا هو المقصود ياسادة؟!


لمزيد من مقالات حسين الزناتى;

رابط دائم: