رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

يحلم بتقلد ذوى الإعاقة مناصب وزير ومحافظ وسفير
أحمد رأفت: أمارس السـباحة لأنتصـر على مرض «العظم الزجاجى»..أمى أحاطتنى باهتمام كبير وكانت وستظل أهم نقطة فى حياتى

إجلال راضى;
كانت أم «المهاتما غاندى» تقبل أبناءها كل صباح وتقول لهم: رددوا بين أنفسكم هذه الكلمات طيلة الوقت « أنا حر، أنا شجاع، سأقول الحقيقة « وعلى هذه الكلمات نشأ «غاندى» الذى أصبح محرر الهند وأسطورة حية على مر الزمان، هكذا تكون الأم التى يشغلها مستقبل أبنائها، فتضع يديها على تفاصيل دقيقة للغاية لتكون طريقا يصل بهم إلى بر الأمان ..

هذا ما أدركته جيدا والدة الشاب أحمد رأفت التى كانت تقول له دائما «فى يوم من الأيام سوف يكون لك قيمة فى بلدك»، وبالفعل قد حدث ما تنبأت به الأم، وتردد اسم أحد أبنائها أخيرا بكثرة بعد حضوره مؤتمر الشباب ولقائه الخاص مع رئيس الجمهورية .. من هو أحمد رأفت؟ ولماذا تم اختياره لحضور المؤتمر؟ وما هى أهم مقترحاته الخاصة بذوى الإعاقة؟ كل هذا أجاب عنه فى حواره مع «صناع التحدى».




يقول أحمد « ٢٧ عاما»: تبدأ تفاصيل حكايتى منذ سنوات الطفولة المبكرة عندما علمت أسرتى أننى أعانى مرض «العظم الزجاجى» وهو تكسر العظام مثل الزجاج، فأءحاطتنى والدتى «رحمها الله» باهتمام ورعاية لا مثيل لهما، وحثتنى على ممارسة السباحة وأنا فى سن الخامسة من عمرى، لعلمها أن رياضة السباحة تشد العضلات وتنميها وهذا من شأنه المساهمة فى حالتى، لذلك أمارس السباحة حتى يومنا هذا، ولكن للأسف رغم طول هذه الفترة إلإ أننى لم أتمكن من المشاركة فى بطولات بسبب تعرضى الدائم لحالات كسر وإجراء عمليات.

الأم «المعلم الأول»

ويضيف أحمد: عندما التحقت بالمدرسة كانت والدتى تحرص على أن تذاكر لى ولشقيقى معا، حتى تقوى علاقتنا، ونقضى أطول وقت ممكن معا، ولم تفرق بيننا فى المعاملة يوما ما، والجملة التى حفرتها فى ذهنى «عمرك ما تفشل فى حاجة لازم تحاول مرارا وتكرارا»، وأيضا كانت تضرب لى المثل بالرئيس الأمريكى «روزفلت» الذى تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لدورتين متتاليتين رغم أنه كان معاقا حركيا، ولكن الشعب كان يراه إنسانا قويا بعقله، ولذلك زرعت داخلى بأنى ليس بالضرورة أن أتحرك، فطالما أمتلك عقلا وأتكلم أستطيع أن أكون شخصية مؤثرة فى المجتمع، وأنه يوما ما سوف يتحقق ذلك.

حكايته مع مؤتمر الشباب

ويقول أحمد: أسعدنى الحظ بحضور مؤتمر الشباب الذى أقيم أخيرا بمحافظة الإسماعيلية، وكان سبب حضورى هو فيديو نشرته على صفحتى الخاصة بموقع «الفيس بوك» يتضمن توجيه رسالة للمسئولين عن ذوى الإعاقة لإعادة النظر فى القوانين واللوائح الخاصة بحصولهم على سيارات مجهزة طبيا، والتى تتضمن أن يكون الشخص طويلا ويعانى إعاقة حركية أو قصير القامة ويتحرك، وهذا الشرط لا ينطبق على كثيرين من ذوى الإعاقة، ولذلك يحرمون من الحصول على سيارة رغم حاجتهم الماسة لها، وبعد أسبوعين من نشر الفيديو تلقيت اتصالا هاتفيا من المكتب الإعلامى لرئاسة الجمهورية أخبرونى فيه بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى شاهد الفيديو، وسوف يقوم بحل هذه المشكلة، وبعد فترة تلقيت اتصالا آخر لحضور مؤتمر الشباب.

الدفاع عن الحبيبة مصر

ويكمل: اقترحت فى أثناء المؤتمر أن يكون لذوى الإعاقة مستشار فى رئاسة الجمهورية يمثلنا وأن يكون من ضمن الأشخاص ذوى الإعاقة حتى يشعر بمشكلاتنا بصدق، وأيضا طرحت فكرة تجنيد الشباب من ذوى الإعاقة وهذه أمنية شخصية، فكلما سمعت عن خبر استشهاد أفراد من الجيش أو الشرطة تمنيت أن ألتحق بالجيش ليكون لى دور فى الدفاع عن الحبيبة مصر، وأتمنى أن تلاقى اقتراحاتى تنفيذا على أرض الواقع، وفى أثناء حضورى المؤتمر وبعده ومتابعتى لرد فعل الناس على مشاركتى استدعيت بذاكرتى كل ما علمتنى والدتى إياه رحمها الله، وأنها تنبأت بأنى سوف أصبح شخص فعال فى المجتمع قد تحققت، وأكثر ما أعجبنى فى المؤتمر هو اقتراح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يشارك شباب من مختلف الجنسيات فى المؤتمر القادم لتبادل الخبرات.

تغير نظرة المجتمع واجب قومى

يواصل أحمد حديثه: انزعج من نظرات الناس فى الشارع لذوى الإعاقة، فهى لا تحمل سوى الشفقة، ورؤيتنا بأننا مكتوفو الأيدى لا حيلة لنا، وهذا غير صحيح لأن الكثير من ذوى الإعاقة تحدوا ظروفهم الصحية، وحققوا انجازات كبرى محليا وعالميا، وموسوعة «جينيس» شاهد عيان، ولكى تتغير هذه النظرة المأساوية لابد وأن يتقلد ذوو الإعاقة مناصب مثل «وزير، محافظ، سفير» وأحلم أن أجد ممثلا أو مطربا من ذوى الإعاقة، وعندما يتحقق ذلك حينها سوف تتغير النظرة لذوى الإعاقة تلقائيا، وأتمنى أن يتحقق شىء من تلك الأمنيات قريبا بعد إطلاق الرئيس أن عام ٢٠١8عام ذوى الإعاقة، وأيضا نحتاج إلى إنتاج أجهزة تعويضية بكفاءة عالية لأنها تستخدم لسنوات طويلة، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق عمل شراكة مع بعض الشركات العالمية تحت إشراف وزارتى الصحة والصناعة وتوفيرها بأسعار مناسبة، على المستوى الشخصى أحاول أن أثبت أنه لا يوجد مستحيل طالما وجد الفكر والمرونة فى التنفيذ، لذلك بعد التخرج وحصولى على بكالوريوس تجارة تكنولوجيا المعلومات جامعة المستقبل، التحقت بالعمل فى أحد المواقع الإخبارية كمصمم «جرافيك» وأيضا عملت فى شركة تداول أوراق مالية بالبورصة، ثم انتقلت إلى العمل بجامعة المستقبل فى قسم إدخال المعلومات، وأيضا عملت بالمكتبة فى مجال تصميم الجرافيك ولا يزال بداخلى أحلام أخرى أسعى إلى تحقيقها، وأتمنى أن تكون زيارة بابا الفاتيكان لمصر مفتاحا لتشجيع رجال الأعمال الأجانب للاستثمار فى مصر أرض السلام.

هواية واحدة لا تكفى

وفى نهاية الحوار يقول أحمد: منذ كنت فى التاسعة من عمرى علمتنى والدتى لعبة الشطرنج لتنمى ذكائى، ولقناعتها الشديدة بأنى طفل ذكى، ومع الوقت احترفت الشطرنج حتى حصلت على المركز الثانى فى بطولة الجامعة، كما حصلت على المركز الثالث فى التصوير الفوتوغرافى على مستوى جامعات مصر، وكانت الصور عن الأماكن السياحية والمناظر الخلابة الموجودة بمدينة طابا، وأرى أن كل مصرى يمكنه الترويج للسياحة من خلال التقاط صور لكل شبر فى مصر ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى لعمل دعاية ايجابية لمصر، وأقول لكل أم وأب رزقوا بطفل من ذوى الإعاقة، سر نجاح هذا الطفل فى أسلوب رعايتكم له، وكلما رأيتموه طفلا مثل أى طفل ليس لديه أى مشكلة نجح، هكذا فعلت والدتى التى اشركتنى معها فى كل شئ لدرجة أنها كانت تتحدث معى فى أمور عملها وتجعلنى أساعدها فى إعداده على الكمبيوتر، لذا أمى كانت وستظل أهم نقطة فى حياتى إلى جانب دور والدى وأخى اللذين يدعمانى بكل قوه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق