صورة شباب مصر شهداء الواجب تدمى القلوب ..
فهل نرتقى نحن الأحياء حقاً إلى مستوى تضحياتهم..؟
فى الأسبوعين الماضيين، احتفل المصريون بعيدين: الأول ذكرى تحرير سيناء فى 25 إبريل، والثانى عيد العمال فى الأول من مايو،
وقبل وبعد وبين المناسبتين شجون وشواغل عن وطن يعيش على تضحيات من يقدمون أرواحهم كل يوم فى سبيله، ومن أجل بقاء مواطنيه آمنين مطمئنين، وفى الجانب الآخر نبدى عرفانا كبيرا لعمال مصر الشرفاء فى يوم الاحتفاء بهم، إلا أننا نحتاج أيضا إلى إعلاء قيمة «العمل» أكثر فى وقت يثير الكثيرون غباراً كثيفاً تجاه من يعملون ويحولون حياتهم إلى جحيم من الشائعات والممارسات التى تعيق تطور المجتمع المصري.
«المقاتل المصري» الصلب من ساحة مواجهة جماعات الظلام فى شبه جزيرة سيناء إلى تعمير الأرض فى المشروعات العملاقة، من يبذل نفسه دفاعا عن الأرض وينال الشهادة يقدم أسمى التضحيات وأرفعها مقاماً، ومن يعملون فى ميادين البناء هم «مقاتلون» أشداء يعملون فى ظل مناخ عام صعب وقاس. فى الأسبوع الماضي، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الشباب فى الإسماعيلية عن «الوعى» قائلا: «إن وعى المصريين بالتحديات التى تواجههم واستمرار تكاتفهم يشكلان الضمانة الحقيقية لهذا المستقبل». المقاتل المصرى هو عنوان مرحلة قال عنها الرئيس إنها تحتاج إلى «تكاتف جميع مؤسسات الدولة» ولن يتحقق التكاتف بدون أن تضع المؤسسات ثقتها ببعضها البعض، لمواجهة المشكلات المتراكمة. ومن ثم، لم تعد المعارك الصغيرة والانشغال بتعميق الانقسامات فى المجتمع مسألة تصح فى بلد يضحى خيرة شبابه بدمائهم فى مواجهة المتطرفين القتلة أو بالعرق والجهد المبذول فى ساحات البناء والتعمير.
قبل أيام قليلة سقط ضباط فى ريعان الشباب برصاص غادر فى أحد الأكمنة بالقاهرة وهزت كلماتهم الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعى قبل الحادث مباشرة وجدان المصريين، وأبكت عباراتهم الكثيرين، إلا أننا لم نتمثل تلك التضحيات رغم حزننا وتأثرنا، فلا معنى للحزن الوقتى أو التأثر اللحظى ثم يتلاشى الأمر كأن شيئا لم يكن، حتى نجد فى الصورة من هرب من ميدان العمل والتضحيات ويتقدم الصفوف ليحصد المغانم؟! لقد جربنا تلك الحالة مرارا وتكرارا، ولم نتعلم أن نثمن قيمة التضحية أو نتدبر دروسها، لم ترتفع مؤسسات عديدة إلى مستوى التضحيات الكبيرة للضباط والجنود الأبطال، ويبقى الحال على ماهو عليه من صراعات ضيقة تقودها عقول محدودة القدرات لا تعمل إلا لمصالحها الخاصة رغم كل نداءات رئيس الدولة بأن نرتقى سلوكا وعملا.
المقاتل .. طاقة نور تقدم المثل الحى لجيل جديد، نريد أن يرى قدوة فى أنبل من أنجب الوطن، وأن تعرف اسماؤهم فى كل مدرسة وبيت ومسجد وكنيسة.
.........
سلام على كل مقاتل حقيقى على أرض الوطن
سلام على تضحيات لا تموت فى مجتمع لا يسلم لليأس
سلام لكل من يذود عن بلده عن طيب خاطر
سلام على من يزرعون الأمل بالعمل فى كل شبر
لمزيد من مقالات محمد عبدالهادى علام رابط دائم: